ترشيح جعجع يحرك المياه الراكدة في مستنقع الاستحقاق الرئاسي و14 آذار تتريث

اقتصر المشهد السياسي الداخلي اليوم على افتتاح حزب القوات اللبنانية موسم الترشح للانتخابات الرئاسية باعلان ترشيح رئيسه سمير جعجع بعد وضع الحلفاء في قوى 14 اذار في جو هذا الترشيح، وسط استمرار المشاورات والاتصالات بين مختلف مكوناتها للتوافق على مرشح واحد. واسهم ترشح جعجع في تحريك المياه الراكدة في مستنقع الاستحقاق الرئاسي بعد مرور عشرة ايام على دخول مداره في 25 اذار الفائت من دون ان يشهد اي حراك، باستثناء اللجنة النيابية الثلاثية التي شكلها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتجول على المسؤولين والقادة السياسيين لاستمزاج ارائهم وتأكيد حضور كتلهم النيابية الى جلسة الانتخاب بعد تحديد موعدها.

وباعلان جعجع ترشحه الذي رسم علامات استفهام كثيرة حول خلفياته وابعاده، خصوصا انه استبق قرار حلفائه في 14 اذار، يتوقع ان تحذو حذوه اكثر من شخصية مارونية من الطامحين الى الانضمام الى نادي رؤساء الجمهوريات، مستفيدين من غياب القرار الخارجي الذي لطالما عبَد طريق الرئاسة لشخصيات ارتأى انها ناسبت مراحل التاريخ اللبناني حتى الامس القريب، بما يوفر لها حظوظ الوصول الى بعبدا، اذا ما تأمن عدد الاصوات النيابية المفترضة خصوصا ان المظلة الدولية للبنان تبدو مقتصرة راهنا على الاستقرار الامني ومنع الانزلاق الى وحول الازمة السورية لا اكثر.

وفي حين توقعت مصادر سياسية ان يكون المرشح الثاني من فريق الثامن من اذار في مواجهة ترشح جعجع، تفاوتت ردات الفعل بين حلفاء واخصام رئيس القوات بين مؤيد وداعم ومتحفظ ومعترض. وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان حظوظ دعم كل قوى 14 اذار لترشيح جعجع عالية جدا، لكونه من ابرز قيادي هذا الفريق وله كل الاحترام. في حين رحبت مصادر كتائبية عبر “المركزية” بخطوة جعجع مؤكدة التنسيق والتواصل بين الحزبين. اما النائب دوري شمعون فقال لـ”المركزية” ان الخطوة كانت منتظرة وجعجع يملك مواصفات جدية من دون ادنى شك، الا ان علينا البحث في امكانات وحظوظ وصوله الى سدة الرئاسة على رغم مواصفاته، والقرار النهائي يعود لقوى 14 اذار مجتمعة، واجمع عدد من نواب تيار المستقبل من بينهم النواب غازي يوسف ونبيل دو فريج واحمد فتفت على حق جعجع في الترشح رسميا للرئاسة وتمتعه بالمواصفات التي تؤهله لهذا المنصب الا ان القرار يبقى رهن اجماع قوى 14 اذار مجتمعة على اسم مرشحها.

اما فريق 8 اذار فلم تصدر مواقف بارزة تتصل بالترشيح، الا ان الوزير السابق فيصل كرامي طالب البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي بموقف تاريخي يتلاءم مع الادوار التي لعبها اسلافه الكبار في حفظ لبنان والموارنة.

وكانت الهيئة العامة في حزب القوات التأمت صباحا وناقشت قرار الترشيح وبعد مشاورات داخلية، اعلن نائب الرئيس جورج عدوان قرار الهيئة بالاجماع بترشيح جعجع للرئاسة انطلاقا من المبادئ الوطنية والثوابت السياسية للقوات ولفريق 14 اذار التي تبلورت مع انتفاضة الاستقلال وتعمدت بدماء الشهداء وتأكيدا لضرورة تحقيق هذه المبادئ من خلال الدولة التي تشكل المرجع الاول والاخير والضمانة الثابتة والوحيدة لاحقاق الحق وترسيخ العدالة.

السابق
ضابط اسرائيلي سابق: حزب الله أنهى ردوده على الغارة الإسرائيلية
التالي
الخطف والصواريخ يقاومان الخطة الامنية بقاعاً