أبو فاعور يشن هجوماً على الجيش في راشيا والخيارة

لم نصدّق متى تخلّصنا من المخابرات السوريّة لتأتي المخابرات اللبنانيّة 

لن نسمح لأحد بدخول مناطقنا دون إذن الاشتراكي

هل حقيقة يعيش اللبنانيون فئات وطوائف ومذاهب في معتقلات ومعازل في شروط ولوجها المرور الالزامي عبر بوابة سياسية تختزل رأيها باحادية فجة فظة لا يبددها كل الكلام الانشائي السوريالي عن التعدد والتنوع والانصهار.. وهل حقيقة تعيش الطوائف ضمن حدود معلومة تتوفر فيها كل معطيات الكينونة الخاصة وهل حقيقة ان ثقافة «الفيتو» متجذرة في العقول والسلوكيات لدرجة اعتبار الافراد والمؤسسات مجرد زوار وفعلهم الاداري والسياسي والامني خاضع لمشيئة حاكم المقاطعة، وبالتالي لا زالت حكمية المقاطعجية سائدة وموروث لم يضمحل بالرغم من اطروحات الحداثة والديموقراطية وسلطة القانون.

 

اسئلة طرحتها مصادر في 8 آذار تبدو للوهلة الاولى مستهجنة على حدّ قول المصادر لا سيما اذا ما صدقنا انفسنا باننا نعيش في واحة الديموقراطية ونسينا اننا من سلالة الخداع الديمقراطي والنفاق السياسي و«تبويس اللحى»، ومعلقات الوحدة الوطنية والعيش المشترك.

وبين الحقيقة والواقع تجلى حادث عميق بمدلولاته بعيد بمؤشراته ولاقت في تكراره وتناسله ما يعكس تعاضد وغايات تتجاوز حدود الصدفة، فمنذ قرابة الشهرين تدخل النائب والوزير وائل ابو فاعور بضغوط كبيرة على قائمقام راشيا نبيل المصري لمنع لقاء يجمع رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في البقاع العميد عبد السلام سمحات برؤساء البلديات والمخاتير في قضاء راشيا بحضور القائمقام ترجمة لقرار اتخذ في مجلس الوزراء للتنسيق بين مخابرات الجيش اللبناني والسلطات المحلية بعد تدفق النازحين السوريين بشكل مطرد الى مناطق بقاعية عدة ومنها منطقة راشيا ويوما سمع قائمقام راشيا المكلف بالتحضير للقاء كلاما هجوميا من النائب ابو فاعور مفاده: «لم نصدق متى تخلصنا من المخابرات السورية واليوم تأتيني بمخابرات الجيش اللبناني للتواصل مع البلديات الدرزية، هذه منطقتي ولن اسمح لاحد بالدخول اليها دون اذن مني ومن الحزب التقدمي الاشتراكي.

بدوره ردّ يومها القائمقام المصري قائلا: بصفتي قائمقام راشيا انفذ القانون واتبع توصيات وزارة الداخلية ومقررات مجلس الوزراء الذي اتى جزء منه لجهة التنسيق مع القوى الامنية الرسمية لضبط حركة النازحين السوريين بالتعاون مع الهيئات المحلية، ومنع يومها تقول المصادر ابو فاعور البلديات من لقاء العميد سمحات واخذ الامر ابعادا سياسية وامنية كبيرة ومواقف حاسمة من قيادة الجيش اللبناني ومديرية المخابرات حتى ان الرئيس نبيه بري وجه لوما كبيرا لابو فاعور على هذا المسلك المستغرب.

اثر ذلك تضيف المصادر وكرد فعل طبيعي تداعت فعاليات وهيئات محلية وقوى من المجتمع المدني وشخصيات واحزاب الى لقاء موجه من رئيس بلدية الخيارة السابق محمد الكردي بحفل غداء على شرف العميد سمحات في راشيا وكانت مواقف وكلمات ركزت على ان ما من منطقة مقفلة على الجيش اللبناني وكأننا نعيش في «غيتوات» لا تخضع لسلطان الدولة والقانون لان منطقة راشيا بنظر الحاضرين بما تحمله من تنوع حزبي وتعدد ترفض الاحتكار ومصادرة قرار المنطق بشكل احادي اقصائي يحمل بذور نزعة «استقلالية» بالمعنى الانطوائي المحمول بثقافة الحزب الواحد من جهة وكتأكيد على اعتبار الجيش العمود الفقري لوحدة البلد والمؤسسة النموذجية الضامنة للسلم الاهلي والحامية لكرامات الناس..

المشهد تكرر وباللغة نفسها من خلال مشادة كلامية حامية بين ابو فاعور ونائب رئيس بلدية الخيارة محمد الكردي الذي صودف وجوده على طاولة واحدة مع أبو فاعور بعد حفل تدشين خط التوتر العالي في منطقة راشيا حيث وجه ابو فاعور الكلام بحضور النائب زياد القادري وبلديات المنطقة وبعض القوى السياسية والحزبية ومن دون سابق صدام مع الكردي الذي سمع من الوزير وائل ابو فاعور الكلام نفسه بانه تحدى سلطة ابو فاعور وأقام غداء على شرف العميد سمحات في راشيا وادخل مخابرات الجيش اللبناني الى المنطقة بعد التخلص من الوصاية السورية ومخابراتها، وان ما من احد يعبر الى منطقة راشيا دون اذنه وإذن الحزب التقدمي الاشتراكي عندها رد الكردي ايضا بكلام اقسى قائلا: مخابرات الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية تتعرض لاعنف هجمة وهي تشرف كل الناس. ووجه الكردي كلاماً قاسيا لابو فاعور وقال «بان من يمنعنا من دخول راشيا تمنعه من دخول البقاع الغربي وحصل هرج كاد يصل الى صدام كبير بين مرافقي ابو فاعور ورفاق الكردي وتدخل الحضور لفك الاشكال.

المصادر في 8 آذار واكبت ما حصل فاشارت الى ان الوزير ابو فاعور بالغ في هجومه على الجيش والمخابرات وبدا الامر وكأنه خيار وليس مجرد زلة لسان لا بل هي سقطة كبيرة لوزير اساسي في الحكومة اللبنانية وليس في حكومة راشيا المستقلة عن الدولة، وتتابع الاوساط ان كلام ابو فاعور وتصدي الكردي له عكس نفسه على الارض حيث تكتلت البلديات السنية وغالبيتها تابعة لتيار المستقبل في موقف واحد مع الكردي وابدت امتعاضها من سلوك ابو فاعور وزارت الكردي في منزله في الخيارة مستنكرة هذا الجنوح الفئوي..

وتتابع الاوساط: يبدو أن تيار المستقبل وجد الفرصة للضرب على الطاولة من خلال البلديات لتوجيه رسالة الى ابو فاعور وقيادة التقديم تنطوي على عدم الرضى الضمني للقاعدة الزرقاء على مواقف وسلوكيات النائب وليد جنبلاط في الآونة الاخيرة لتقاربه الواضح من قوى 8 آذار وزيارات التقدمي في راشيا والبقاع الغربي لخصوم المستقبل خاصة الوزير السابق عبد الرحيم مراد وحزب الله.

وتضيف الاوساط لم يوفق ابو فاعور في السقوف العالية التي رفعها اولا تجاه الجيش اللبناني الذي يتعرض للذبح اليومي على ايدي التكفيريين او لجهة احتكار القرار في قضاء راشيا متجاهلا وجود قوى درزية وسنية لا تقبل بالعقلية الكانتونية، واعتبرت ان الاشكال تفاقم لانطوائه على تحريض مذهبي نأت عنه راشيا والبقاع الغربي وتوجا خيرا بلقاء علمائي كبير في بلدة القرعون كان قاطعا لجهة الحساسيات المذهبية والطائفية.

واشارت المصادر: ان الاوساط الجنبلاطية لامت ابو فاعور على اقحام نفسه في هذه المعمعة والتي قد تنعكس سلباً على حضوره الذي شهد صعوداً سياسياً كبيراً في المنطقة.

السابق
وفاة أحد المطلوبين في تجارة وترويج المخدرات
التالي
لا أحد مهتم بالسلام