ملفّ الرئاسة (4): رياض سلامة.. رئيسٌ لإدارة الأزمة

يشاع أنّ حاكم مصر لبنان رياض سلامة هو مرشح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حاليا، الذي هاجسه الوجود المسيحي في لبنان والشرق يريد أن ينأى بالمسيحيين عمّا يحدث بين المسلمين من تذابح بينهم في أرض الشام. وهو لن يعيبه، في نظر حزب الله ومعسكر الممانعة، أن يكون رياض سلامة قد أتى به الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى منصب حاكمية مصرف لبنان. فسلامة أثبت مناقبية واستقلالية تامة.

نجحت السياسة النقدية التي وضعها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منذ تسلّم منصبه عام 1993، في تحييد العملة اللبنانية عن الاضطرابات السياسية والأمنية التي شهدها الوطن في العقدين الأخيرين، وذلك بواسطة سياسة اقتصاديّة متقدّمة مشفوعة بسلسلة هندسات مالية مصرفية مكّنت القطاع المصرفي اللبناني من المحافظة على ازدهاره، فتمكن من توظيف إيداعاته وزيادة حجم الميزانية، حتى تجاوزت ودائع مصرف لبنان بالعملة الأجنبيّة، 140مليار دولار نهاية العام 2013.

غطّت هذه النجاحات على فشل السياسة المالية للحكومات اللبنانية المتعاقبة التي أوصلت الدَّين العام إلى حوالى 70 مليار دولار أميركي.

هذا النجاح الباهر في إدارة مصرف لبنان، الذي توّج بنيله جائزة أفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الأوسط عام 2012 ، هل سيخوّله أن يكون المرشّح الأوّل لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟ فينجح بإدارة الأزمة لستّ سنوات آتية بانتظار ما سوف تحمله الحرب السورية من نتائج في نهايتها؟

هكذا ربّما ينجو ولا يتأثّر لبنان بتدهور أمنه ولا يضطرب اقتصاده، “الواقف على شوارط، بتحوّلات ومسار هذه الأزمة، وينجح بالمحافظة على استقراره بالحد الأدنى،تماما كما نجح وينجح رياض سلامة بالمحافظة على قيمة العملة اللبنانية وتثبيتها وجعلها مستقرة رغم الاضطرابات السياسية والأمنية التي رافقت البلد في السنوات العشرين الفائتة.
يشاع أنّ حاكم مصرف لبنان هو مرشح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حالياً. ومعروف ان البطريرك الراعي، هاجسه الوجود المسيحي في لبنان والشرق، وهو يريد أن ينأى بالمسيحيين عمّا يحدث بين المسلمين من تذابح بينهم في أرض بلاد الشام. و الجدير ذكره ان سلامه لن يعيبه، بنظر حزب الله ومعسكر الممانعة، أن يكون من أتى به إلى منصب حاكمية مصرف لبنان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهو أثبت مناقبية واستقلالية تامة، خصوصاً في مرحلة ما بعد اغتيال الحريري عام 2005، وما تلاها من تجاذبات وتوترات وأحداث أمنية بين فريقي 8 و14 آذار.

هذا وتقتضي المرحلة السياسية الآتية، في نظر الكثير من المراقبين، وجود رئيس توافقي إداري ينجح بتمرير سياسة شبه محايدة عما يجري في سوريا والمحيط اليوم من تقاتل وصراع، وينجح بإدارة الأزمة، ولا يكون زعيماً لحزب أو طائفة، فيشغله تحصيل المكاسب لجماعته والنفوذ السياسي لشخصه عن تلك المهمّة الدقيقة والمعقّدة التي تفرض أن يسير بها الرئيس الماروني العتيد بين الألغام المحلية والإقليمية، لينقذ بلده وجماعته من أهوال ما يحدث في شرقنا البائس هذه الأيام.

السيرة الذاتية:
ولد رياض سلامة في 17 يوليو 1950 في كفردبيان قضاء كسروان، متزوج من ندى سلامة.. درس في مدرسة سيدة الجمهور للآباء اليسوعيين وحصل على إجازة في الاقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت. عيّن حاكماً لمصرف لبنان في أول آب 1993 لمدة 6 سنوات جدّد له في العام 1999 وفي العام 2005 وفي العام 2011. وهو الفائز بجائزة أفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الأوسط للعام 2012 من “The Banker magazine”.

السابق
طاولة الحوار الى تأجيل جديد..
التالي
العلامة الحاج :العنف ضد المرأة انحطاط اخلاقي تربوي