حزب الله سينتصر في سوريا.. وطلباته: كما في 2000

معركة حزب الله في سوريا
قريبا حزب الله سيعلنها: لقد حميت لبنان من إسرائيل في الجنوب واليوم أكملت حمايته في الشمال والبقاع وأتممتم لكم وطناً. عندها لن تكون مطالبه أقلّ مما كانت عليه بعد النصر جنوباً. ومن كان يملك ما يمنع حدوث ذلك فليقل الآن أو فليصمت إلى الأبد.

أفضل طريقة متاحة الآن أمام حزب الله للإنسحاب من سورية هي بإعلانه الإنتصار، و إذا ما استعرضنا تطوّره النشوئي أيقنا أنه قادر على ذلك، هو المتمرّس أصلاً على الإنتقال فوق جيولوجيا المنطقة بأقلّ الخسائر أو على الأقل بخسائر تمكّنه في المقابل من تحقيق نصر مبين.

هو كيان فُطِمَ على العمل بأقصى الطاقات. لا يوفر جهداً لصغيرة ولا يجهد  نفسه في الكبيرة. يشحذ العقل والفكر ويهذّبهما بالعقيدة. يسخّر لها الإعلام والإعلان، يسوّق لنصره وقوته بخطاب بشري يستعير عباراته من الكتاب والذكر الحكيم .

البداية في لبنان ومن جنوبه تحديداً والحُجّة “مقارعة الإحتلال حتى الإندحار”. هذا الامر كلف صنيعة الثورة فصل كبار القادة (صبحي الطفيلي) ونقل القيادة من البقاع إلى الجنوب. إمتد زمانه في المكان مع الوصاية حتى العام 2000. إنتقلت بعدها السيادة في نيسان 2005 الى الأمين العام ومعه التفت حزب الله إلى الداخل في محاولة للإمساك بالشأن العام والمؤسسات الرسمية والقطاع العام. إلى أن أتت الثورات الصوتية ومعها بشائر الحرية التي أيقن حزب الله حينها أنّ السبيل إلى تداركها يكمن في انتظار ركودها. وهو ما حصل بالفعل. فما كان منه إلا أن إنطلق بعد حصولها في مهمة وراثة الأنظمة مسوقاً فكرة الممانعة ومحاولاً تصدير ثورته التي ما زالت طازجة.

حزب الوعود اصطدم بمادية الثورة الخاوية من أيّ فكر. أسعفته مرة جديدة طبقات تكوينه،  أمسك بسلاحه، قدمه على عقله وعاطفته، وضع إصبعه على زناده، خاض المعارك تارة دفاعاً عن القرى اللبنانية الشيعية في سوريا ، ثم دعّم موقفه بقدسية الغاية من القتال دفاعا عن المقامات السشيعية، ثم حارب منعاً لحدوث خروقات وعبور السيارات المفخّخة والمتفجرات, واستتبع هذا المنطق بإجراءات قضى بها على  بؤر اعتبرها جبهات تعيق تقدّمه فوضع لها السناريوهات، تفاهم مع المخيمات، حاصرة عرسال البقاعية السنّية الموالية للثورة السورية، وقاتل في طرابلس الفيحاء وحسم في عبر لصيدا جنوب لبنان، ولزّما تعهدات أمنية أدّت إلى تحقيق الغايات حول لبنان.. تبعها إنجاز فإنجاز.

المراهن على استنزاف الطاقات وسقوط  “صاحب هذا الزمان” فيه مغالطة واستخفاف وإلغاء لتاريخ الإنسان. والآخذ بهذا القول يلزمه تصحيح للنظرة إلى الماضي وحسن قراءة وإدراك. فالتاريخ يكتبه المنتصرون ولا يحيا فيه إلا الأقوياء والأمم صنعتها دماء الشهداء. سلاطين وجمهوريات وممالك بناها وقادها محاربون أشدّاء. والتاريخ لم يذكر قط هؤلاء المراهنين السخفاء المعروفيين بـ”السكولاستكيين”، عاشقي الإجترار والتكرار.

سيأتي يوم يعلن فيه “سيّد الأمة”، بعد أن تخطّى القرابة والمجتمع، أنّ المنتصر ينسحب لكن بعد النصر. يكتب التاريخ بيده ويقول: هاكم كتابي تعالوا لنعيد صياغة لبناني. فيه عشرون طائفة واليوم هو لواحدة ناجية والباقون فيه أهل ذمّة ليس أكثر.

قريبا حزب الله سيعلنها: لقد حميت لبنان من إسرائيل في الجنوب واليوم أكملت حمايته في الشمال والبقاع وأتممتم لكم وطناً.

عندها لن تكون مطالبه أقلّ مما كانت عليه بعد النصر جنوباً.ومن كان يملك ما يمنع حدوث ذلك فليقل الآن أو فليصمت إلى الأبد.

السابق
مسرحية الطائفة 19: كليشيهات رحبانية تشتم الملحد وتؤلّه العسكر
التالي
ناظم الخوري: لعدم تحجيم الاستراتيجية الدفاعية بسلاح حزب الله