نصرالله: الذهب سيبقى ذهباً أما الخشب فتوابيت للاسرائيليين

اشار الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، الى انه “دائما هناك تحدي كبير اسمه المشروع الصهيوني، وهذا التحدي لا يزال قائماً، البعض يحاول أن يتجاهله أو أن يعتبره غير موجود، وهذه خطيئة كبرى، الخيار الوحيد الذي كان متاحاً أمام شعوب منطقنا وأمام الشعب اللبناني، كان خيار المقاومة”.

وخلال كلمة متلفزة له في حفل افتتاح منتدى جبل عامل للثقافة في عيناتا، ولفت نصرالله الى انه “في العمق المقاومة هي حقيقة ثقافة، والعمل الجهادي المباشر أو صمود أهل الأرض في الأرض، هي تجسيد هذه الثقافة، وكل اشكال هذه المقاومة هي تجسيد لهذه الثقافة”، مضيفا ان “البعض في لبنان يناقش في المقاومة ليس الآن، والسجال حول المقاومة لا علاقة له بالدخول الى سوريا أو في العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 أو في الاجتياح الاسلائيلي عام 1982 أو في بداية السبعينات، منذ نشوء الكيان الصهويني في فلسطين هناك جدل حول المقاومة”.
واشار نصرالله الى ان “بعض الناس لا يعرفون أن في لبنان مقاومة منذ العام 1948 لأنهم لا يعرفون ماذا تعني المقاومة، والمقاومة اللبنانية موجودة منذ العام 1948، منذ اللحظة الأولى لوجود الاحتلال واكتسبت شرعيتها منذ تلك اللحظة”، لافتا الى ان “هؤلاء لا يعرفون شيء عن ما كانت تتعرض له القرى الحدودية من مجازر ولا عن انتهاك السيادة في البر والجور والبحر”.
واوضح نصر الله  ان “هذا النقاش كان قبل الامام موسى الصدر وبعد الامام موسى الصدر، عندما كانت العنوان الأساسي في المقاومة القوى الوطنية والعلمانية كان هذا النقاش حول المقاومة في لبنان موجود”، معتبرا انه “لم يكن هناك اجماع وطني حول المقاومة في أي يوم من الأيام، والكلام عن عكس ذلك غير صحيح”.
واشار نصرالله الى ان “بعض الحضور على طاولة الحوار كانوا يقولون أنه قبل وصول الفلسطينين الى لبنان لم يكن هناك من مشكلة مع الاسرائيلي”، متسائلا “كيف يمكن أن يأتي سياسي لبناني يريد أن يشارك في صناع القرار السياسي وهو يجهل تاريخ منطقة مهمة من لبنان؟”، لافتا الى ان “هناك وثائق تاريخية تؤكد على هذا الأمر، والمقاومة كما نؤمن بها نحن ونراها نحن بدأت منذ تلك الفترة، وشكل من اشكال مقاومة اهل جبل عامل كان أن يبقوا في هذه الأرض وأن يحرسوا حقولهم وأن يقتلوا تحت سقوف منازلهم”.
وشدد نصرالله على ان “المقاومة هي كل بيت من بيوت القرى والبلدات الحدودية وكل مسجد وكل شجرة زيتون وشتلة تبغ وكل حي في الجنوب ما زال يمشي على قدمية وكل قبر، وكل كلمة ورصاصة وهذا الصبر والعزم، هي في جبل عامل كل شيء”.
واعتبر نصرالله ان “موضوع المقاومة أعلى وأقدس وأعمق من مشكلة مع حزب أو تنظيم”، لافتا الى ان “البعض يعرف إلى أين يريد أن يصيب لأن مشكلته الأساسية هي مع المقاومة، وكل طعن بالمقاومة أو توصيف مسيء لها هو طعن واساءة لكل من هو ومع المقاومة وليس إلى مجموعة محددة وهذا التوصيف له تباعات ستظهر خلال أيام”.
وسأل نصر الله “أين فشلت المعادلة الثلاثية؟، وأين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشلها؟”، مؤكدا ان “المعادلة الثلاثية نجحت في تحرير الأرض حيث فشل العالم كله، والمقاومة نجحت في استعادة الاسرى، وهي نجحت الى جانب الجيش والشعب في حماية الحدود، والمعادلة الثلاثية فرضت لبنان حاضرا في المعادلة الاقليمية، وفي لبنان ذهب قبل النفط والغاز، وهذا انجاز ناصع لها”.
وشدد نصرالله على انه “سيبقى الذهب ذهب، واذا كان هناك ذهب أمامنا وقال أحد أنه تنك أو خشب هذا لا يعني أنه أصبح كذلك، وتوصيف الاخرين للاشياء لا يبدل من حقائها”، موضحا ان “في لبنان ذهب لا وجود له في العالم، أما الخشب فقد صنع منه اللبنانيين توابيت لجنود الاحتلال، وهو سيبقى موجودا لكل غازي لهذه الارض المقدسة “،مؤكدا ان “المقاومة ستبقى صلبة وشامخة تحمي وطنها وشعبها وارضه وتحافظ على قواعد الاشتباك القائمة منذ العام 1996 وبفضل قوة الردع ستبقى قرانا محمية والحسابات الاسرائيلية لا توصل الاسرائيلي الى خيار الحرب ومن أهمها أنه يعرف أن المقاومة قوية وستبقى أقوى”.
ولفت نصرالله الى انه “يريد أن يعلن اليوم من الشريط الحدودي المحرر أن المقاومة اليوم نسبة لما كانت عليه في تموز هي أقوى وأقدر على كل الصعد”.
واوضح نصرالله ان “المشكلة معنا في مسألة سوريا هي موقفنا السياسي وليس تدخلنا العسكري الذي جاء بعد تدخل الجميع”، مشيرا الى  “اننا منذ اليوم الأول قلنا أننا لسنا مع هذا الصراع ولا مع اسقاط النظام ولا الدولة ومع الاصلاح والحل السياسي ولسنا مع أن يذهب أحد الى كسر سوريا أو تدميرها أو فرض خيارات استراتجية عليها والموضوع هنا”، لافتا الى انه “لاننا لم نكن مع المشروع الاخر أصبحت الحرب علينا أيضاً، وكان المطلوب أن نركع جميعاً للعاصفة القادمة على المنطقة أو على الأقل أن ننحني لها، ونحن لم نفعل ذلك لأننا نعتبر أنها تشكل تهديداً وجوديا لسوريا والمقاومة، وأخذنا موقف سياسي”.

السابق
الثقافة؟ في منطقة لا رأي فيها لمخالف أو معترض؟
التالي
’داعش’ جندت أطفال لتنفيذ عمليات إنتحارية في لبنان