حزب الله يريد ميشال عون مرشّحا رئاسيا.. وليس رئيسا

ميشال عون والسيد حسن نصرالله
السياق الطبيعي كان يفرض ان يكون ميشال عون هو الرئيس المنتخب في 25 أيّار 2009 وليس ميشال سليمان، فقط لو أنّ حزب الله حقا يريد ذلك. وهذا يفضي الى اعتبار أنّ المعادلة التي حكمت تلك المرحلة وقضت بإزاحة ميشال عون عن سدّة الرئاسة هي نفسها ستتكرر بعد شهرين من الآن، لأنّ من المؤكد أنّ حزب الله يفضّل بقاء جنرال الرابية مرشحا رئاسيا.. حتّى ظهور الامام المهدي!

عرف حزب الله، ومنذ أمد بعيد، سرّ الجنرال ميشال عون” المقدّس”، حتّى وهو كان لا يزال في منفاه الباريسي. هذا السرّ المهيمن على قلبه والمتحكم بعقله ومشاعره وأحاسيسه فضلا عن قناعاته وأفكاره.

صحيح أنّ هذا السرّ بات الآن معروفا ومفضوحا عند الجميع، وهو الرغبة الجامحة في الوصول الى كرسي الرئاسة الاولى، لأنّ هذه الرغبة مشروعة ومبرّرة. لكنّ ” شطارة ” حزب الله تكمن في الاكتشاف المبكّر وتشخيص حجم التضخم في الورم الشبقي عند هذا الجنرال.

فإذا كان التشخيص الصحيح هو بداية الطريق نحو العلاج، فقد علم حزب الله ايضا أنّ الدواء الانجع لحالة الجنرال المستعصية ليس هو بالترياق الشافي، بل من خلال إمداده المستمرّ بمسكّنات مرحلية تحوّله من حالة الهيجان الخطرة إلى مريض خاضع للسيطرة بشكل كلّي، عند تناوله أقراصا مكوّنها الوحيد والاساسي هو: الوعد بالرئاسة.

وعليه، وبفضل هذه الأقراص العجيبة استطاع حزب الله أن يستخدم الجنرال افضل استخدام، عبر جعله ما سمي بـ”ورقة تفاهم”، نسي الطرفان ما تحتويها وما كتب فيها، مظلّة وطنية يختبئ تحتها لتنفيذ مشروعه العقائدي العابر لكل الحدود والمرتبط عضويا بالولي الفقيه. هذا الغطاء الذي لولاه لبانت بوضوح عورة الحزب الوطنية، خصوصا بعد مرحلة الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان، حين فقد معه الشرعية الحقيقية لاستمراره كفصيل مسلّح يمارس دوره المطلوب منه “شرعا “.

وعليه أيذا فإنّ حاجة حزب الله للتدثّر بعباءة ميشال عون متوفرة له طالما أنّ الاخير يلهث ناحية الكرسي الاولى ويدمن معها تناول تلك الاقراص. ومن المؤكد عند حزب الله أنّ لحظة وصول الجنرال الى قصر بعبدا تشكل هي الاخرى لحظة انتفاء المرض والشفاء الكامل، ما يعني بالضرورة أنّ ميشال عون الرئيس هو حتما غير قادر أن يعطي الحزب ما يعطيه الآن في حالته كمرشح موعود. وإلا فإنّ مرحلة تسوية الدوحة، التي جاءت بعد 7 أيّار والسيطرة الكاملة على كل مفاصل البلد حينها، كانت هي اللحظة الذهبية المؤاتية جدا بجميع ظروفها لفرض رئيس للجمهورية قادر الحزب على فرضه بالقوة وجعله أمرا واقعا.

بالتالي فإنّ السياق الطبيعي كان يفرض ان يكون ميشال عون هو الرئيس المنتخب في 25 أيّار 2009 وليس ميشال سليمان، فقط لو أنّ حزب الله حقا يريد ذلك. وهذا يفضي الى اعتبار أنّ المعادلة التي حكمت تلك المرحلة وقضت بإزاحة ميشال عون عن سدّة الرئاسة هي نفسها ستتكرر بعد شهرين من الآن، لأنّ من المؤكد أنّ حزب الله يفضّل بقاء جنرال الرابية مرشحا رئاسيا.. حتّى ظهور الامام المهدي!

السابق
ملف الرئاسة (2): ميشال عون.. حلم الرئاسة المزمن
التالي
3 سدود على مجرى نهر الزهراني