القمة الأميركية – السعودية تعالج الملفات هل تتناول المواصفات

لبنان بملفاته الساخنة بند مستقل في جدول اعمال القمة الاميركية – السعودية، وفي مقدمه الاستحقاق الرئاسي. ويعتبر الرئيس الاميركي والعاهل السعودي ان انتخاب رئيس جديد للبنان في المهلة الدستورية التي بدأت في الـ25 من الشهر الجاري، لا يمكن التساهل فيه والقبول بان يبقى مقعد الرئاسة شاغرا ستة اشهر كما حصل في ختام نهاية الرئيس اميل لحود. وافاد مصدر ديبلوماسي “النهار” أنه “اذا كان هذا هو موقف واشنطن والرياض من ملف الرئاسة، فهذا لا يعني ان الدولتين تتدخلان في الاستحقاق، لكن في الوقت نفسه الجانبان متفقان على ان يتحلى المرشح الاوفر حظا بصفات لا تتعارض مع سياسة الدولتين حيال لبنان. هما ضد مجيء مرشح من قوى الثامن من آذار، لكن ذلك لا يعني انهما مع مرشح من 14 آذار، بل المطلوب ان يدور في فلك مسارها السياسي. واستند المصدر الى معلومات مستقاة من مجلس الامن القومي عن ان هناك جوجلة قدمت الى الرئيس باراك اوباما عن المرشحين المحتملين والخلاصة انه اذا ترشح الجنرال ميشال عون فسيترشح على الفور رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي يعتبر انه يمثل المسحيين بنسبة تزيد على نسبة شعبية عون لدى الطائفة. وتفضل واشنطن عدم احداث شرخ في صفوف الموارنة حول الرئاسة. كما ان صانعي القرار في اميركا لا يميلون الى ترشح قائد الجيش العماد جان قهوجي، لانه سيكون الرئيس العسكري الثالث بعد لحود وميشال سليمان. والافضلية حتى الآن لمرشح مستقل يتمتع بمؤهلات وسطية ويحاور الفاعليات المتنافسة.

واكد المصدر ان لبنان بلد حيوي لكل من الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية، ولديهما فيه اهتمامات مشتركة هي اولا تأييد سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية، وثانيا سحب “حزب الله” قوته العسكرية من سوريا لان ذلك سيشكل عامل استقرار على الداخل اللبناني، وتحديدا على المناطق المستهدفة، وثالثا الدولتان مقتنعتان بان عليهما تسليح الجيش اللبناني بشكل محكم لانه الركيزة لحفظ الامن ليس فقط الحدودية بل ايضا في الداخل. فهناك برنامج اميركي للتسلح يجري تنفيذه على أكمل وجه، اضافة الى ان الهبة السعودية للجيش تفوق بحجمها ما قدمه الاميركيون للقوات المسلحة حتى الآن . رابعا، الدولتان مع الحوار السياسي وتأملان في تحقيق ذلك عاجلاً”.
واشار الى الخلاف الحاد بين اميركا والسعودية على تأجيل الضربة العسكرية الاميركية لمواقع النظام في سوريا وتعطيل السلاح الجوي الذي لا تمتلك مثله المعارضة، ادى الى توتر كبير في العلاقات وخسارة للمساحات التي كانت تسيطر عليها المعارضة، واصابة “الجيش السوري الحر” بنكسات متتابعة ساعد عليها قتاله مع مقاتلي “داعش” و”النصرة”. وهذا ما ولدّ حالة الارهاب التي ضربت في العديد من المناطق بشكل وحشي، وتم تصدير بعضها الى لبنان بارسال سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.
ولم يقلل من أهمية الخلاف بين واشنطن والرياض حول التقارب الاميركي – الايراني في شأن الملف النووي وتحذير السعوديين من خطورة هذا ” الانزلاق” الذي يتحدث عنه الديبلوماسيون السعوديون لدى تناولهم الملف، ويؤكدون انه سيتبين للاميركيين انهم سيخدعون لدى تنفيذ الوعود الايرانية.
ووفق مسؤول لبناني يتابع ملف الرئاسة، انه بعد قمة الرياض سترتفع وتيرة الاتصالات حول معركة الرئاسة وما اذا كانت ستؤول الى مرشح تسوية أم مرشح معركة.

السابق
الحياة: الاستحقاق الاجتماعي المالي يضاعف التحديات امام الحكومة
التالي
رئاسات أحلام وكوابيس