أوباما يصل إلى الرياض اليوم والعلاقات الثنائية وملفات المنطقة تتصدر المباحثات

تحدثت «الشرق الأوسط» مع عدد من المسؤولين الأميركيين في واشنطن خلال الأسبوعين الماضيين، لرصد التوجهات الأميركية في المنطقة قبل زيارة أوباما
وشددت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان على أهمية زيارة الرئيس أوباما في هذا الوقت، قائلة «لقاء الرئيس مع الملك عبد الله يأتي في وقت حساس في ظل الأحداث في المنطقة، وسيكون فرصة لإعادة التأكيد على واحدة من أقرب العلاقات التي نتمتع بها في المنطقة، وسيبني على الروابط العسكرية والأمنية والعسكرية القوية بين الولايات المتحدة والسعودية». وأضافت أن اللقاء سيتيح فرصة «لنقاش تعاوننا المستمر لدفع عدد من المصالح المشتركة المرتبطة بالخليج والأمن الإقليمي، بما في ذلك إيران وسوريا والمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومكافحة التطرف العنيف، وغيرها من قضايا متعلقة بالأمن والازدهار». ولفتت إلى أن «الرئيس يثمن آراء الملك ويتطلع إلى لقائه شخصيا لبحث أجندة مزدحمة جدا».
واعتبرت مديرة مركز «سابان» للشرق الأوسط لدى معهد «بروكنغز»، تمارا كوفمان ويتيس، أنه «على أوباما أن يعبر بوضوح للمنطقة أن الولايات المتحدة متمسكة بدورها التاريخي كضامن لأمن المنطقة»، مضيفة «عليه توضيح أن المصالح الأساسية المشتركة ما زالت نفسها، مثل مكافحة الإرهاب». لكنها أردفت قائلة «إنه في الوقت نفسه يحمل معه رسالة بأنه يجب منع إيران من حيازة سلاح نووي، ولا يمكنه أن يفعل ذلك بمفرده.. هناك دور للمنطقة في هذه الجهود أيضا».
وبينما يمتنع البيت الأبيض عن وصف العلاقات مع السعودية بأنها تمر بمرحلة خلاف، أقرت ميهان بأنه «يكون لدى الأصدقاء الوثيقين بعض الخلافات أحيانا، ولكن بمقدورهم العمل على حلها. هذا هو الوضع بين الولايات المتحدة والسعودية. مصالحنا الأساسية متطابقة: مكافحة التطرف، وحل النزاع في سوريا، ومنع انتشار السلاح النووي، وحماية إمدادات الطاقة»، مضيفة أنه «حتى إذا كانت توجد خلافات تكتيكية، تبقى مصالحنا الأساسية متطابقة».
وشددت ميهان على النقاط المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية في ما يخص الأزمة السورية، قائلة «نشارك السعودية رغبتها في حل النزاع في سوريا بطريقة تعالج جميع نواحي الأزمة»، موضحة «تنسيقنا المساعدات للمعارضة السورية بات أكثر كفاءة».
وتابعت أن «الرئيس والملك عبد الله سيبحثان كيفية زيادة كفاءة المعارضة المعتدلة من خلال إمدادها بالمساعدات العسكرية وكيفية تنسيق مساعداتنا من خلال القنوات نفسها، بينما نواصل العمل لدفع انتقال سياسي» للسلطة في سوريا.
وقالت ميهان «إيران تبقى جزءا مهما من أجندتنا مع شركائنا الخليجيين»، موضحة «حتى بينما نسعى لحل دبلوماسي للموضوع النووي، التزامنا لأمن شركائنا الخليجيين يبقى قويا».
وتابعت ميهان أن أوباما «سيعيد التأكيد على أننا نواصل العمل ضد دعم إيران للإرهاب، ونؤكد للقادة الإيرانيين أن رعاية حكومتها لتصرفات غير قانونية أمر غير مقبول للمجتمع الدولي».
والملف الآخر الذي يعني الإدارة الأميركية بشكل خاص في هذه المرحلة وحدده أوباما كأولوية هو العمل الجدي على إنهاء النزاع العربي – الإسرائيلي، وهو أمر اهتم به منذ اليوم الأول من توليه الرئاسة عندما كان اتصاله الهاتفي الأول من البيت الأبيض لزعيم آخر للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتأتي زيارة أوباما إلى السعودية في وقت تجد فيه واشنطن نفسها أمام «نقطة تحول» في الملف السوري ولأسباب عدة، على رأسها فشل مفاوضات «جنيف 2» التي كانت تعول واشنطن عليها لتعطي دفعة للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
ولفت مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» إلى هناك مخاوف في واشنطن من «التأثير الجانبي» للحرب في سوريا خاصة التداعيات الإقليمية مع تصاعد العنف في لبنان.
وأضاف المسؤول الرفيع المستوى والمطلع على الملف السوري والذي طلب عدم كشف هويته «نراجع بشكل مستمر السياسة المتبعة تجاه سوريا، وندعم المعارضة، ونقدم المساعدات الإنسانية»، مشددا على أن «الهدف الأساسي هو التوصل إلى حل سياسي، وليس عسكريا».
وأضاف «لم يتغير موقفنا من حيث الهدف في سوريا. لا يمكن أن يبقى الأسد في السلطة مع حل سياسي في البلاد»، موضحا أن واشنطن ما زالت تؤمن بأن الطريق لتحقيق هذا الهدف «يرتكز على تطبيق بيان جنيف»، وهو تسليم السلطة إلى هيئة حكم انتقالي.
ولكن في الوقت نفسه، أكد المسؤول الأميركي انفتاح بلاده على «أي عملية سياسية يمكن أن تنجح.. مستعدون للبحث في أي عملية»، وليس بالضرورة التمسك بآلية «جنيف 2». وهناك توافق سعودي – أميركي في ما يخص الملف اللبناني، وضرورة العمل على حماية لبنان من تداعيات الأزمة السورية.
وهناك توافق على أهمية دعم الأردن ولبنان في مواجهة التحديات على حدودهما بسبب الأزمة السورية. وأوضحت ميهان أن «الزعيمين سيناقشان اهتمامنا المشترك لدعم دول جوار سوريا، خاصة لبنان والأردن، إذ إن البلدين يستضيفان نحو 1.5 مليون لاجئ من سوريا».

السابق
حمارٌ على طريق بيت مري
التالي
الامم المتحدة: تدفق اللاجئين الى لبنان تهديد خطير