الجماعة الإسلامية وحماس: إعادة نظر في التحالفات؟

تواجه «الجماعة الإسلامية» في لبنان و«حركة حماس» في فلسطين تحديات صعبة في هذه المرحلة، في ظل ازدياد الصراعات الإقليمية، ولا سيما الصراع السعودي ـ الخليجي ـ القطري والصراع السعودي ـ الإيراني والحملة السعودية على «الإخوان المسلمين» التي كان آخرها وضع «الإخوان» على لائحة الإرهاب، ووصول الأزمة السورية الى حائط مسدود، والأزمة التي تعاني منها الحكومة التركية.

فـ«الجماعة الإسلامية» و«حركة حماس» راهنتا، بحسب بعض الاوساط الاسلامية، خلال السنوات الثلاث الماضية على وصول «الاخوان المسلمين» الى الحكم في عدد من دول المنطقة وسقوط النظام السوري الحالي وقيام نظام جديد في سوريا مدعوم من «الاخوان» ونشوء حلف تركي – قطري – اخواني، وقد سعى «الاخوان» الى اقامة علاقة جيدة مع السعودية والتيارات السلفية وإبقاء التواصل مع الجمهورية الاسلامية الايرانية. اما علاقة «الجماعة الاسلامية» مع «حزب الله» فقد شهدت مراحل صعبة وصلت مؤخراً الى حد الانقطاع الكامل بسبب الخلاف بشأن الازمة السورية، في حين ابقت «حماس» على خيوط العلاقة مع «حزب الله» وايران، لكن هذه العلاقة عانت من انقطاعات وتوترات تسبّبت بتراجع الثقة بين الحلفاء، رغم حرص الاطراف الثلاثة على استمرار التعاون والتواصل ولو في الحد الادنى بعض الاحيان.
وأما اليوم فيبدو المشهد صعباً بالنسبة لـ«حماس» و«الجماعة الاسلامية» وهما امام خيارات محدودة. فالسعودية، وبالتحالف مع الامارات والبحرين ومصر، تشن هجوماً قاسياً على «الاخوان المسلمين» و«حركة حماس». وبالرغم من ان «الجماعة الاسلامية» في لبنان حاولت تحييد نفسها عن هذا الصراع واعتبارها القرار السعودي يطال «الاخوان» في مصر، فإنها تلقت انعكاسات هذا القرار محلياً من خلال تدهور العلاقة مع «تيار المستقبل» من دون ان تتحسن العلاقة مع «حزب الله» وإيران.
ورغم العلاقة الجيدة التي تربط حليفا «الاخوان المسلمين»، تركيا وقطر، مع ايران، وعودة الحرارة بين هذين البلدين مع «حزب الله»، فإن ذلك لم ينعكس على علاقة «الجماعة الاسلامية» و«الاخوان» مع «حزب الله»، ولا تزال العلاقة مقطوعة بسبب وجود شروط متبادلة بين الطرفين للعودة الى الحوار والتواصل، كما لا تزال قيادات فاعلة في «الجماعة» تعتبر ان «ايران الصفوية والصهيونية هما الخطران الأساسيان ضد الامة الاسلامية»، ولم يصدر أي توضيح او تغيير في الموقف بهذا الاطار.
اما العلاقة بين ايران و«الاخوان المسلمين» فهي لا تزال قائمة من خلال قنوات محدودة ومن خلال بعض التواصل الديبلوماسي، كما ان علاقة ايران بالنظام المصري الجديد لا تزال غير مستقرة بسبب مواقف المسؤولين الايرانيين مما يعتبرونه انقلاباً على ارادة الشعب المصري.
وتواجه «حركة حماس» حالياً صعوبات مالية وميدانية بسبب الحصار على قطاع غزة وتراجع الدعم المالي، واعتبار النظام المصري الحركة غير مرغوب فيها في مصر. كل ذلك وضع الحركة امام خيارات صعبة، فإما تعود الى محور المقاومة وتقوي علاقاتها مع ايران و«حزب الله» وتراجع مواقفها بشأن الازمة السورية، وإما ستواجه المزيد من الضغوط وتمتد المشاكل الى مناطق اخرى ويواجه قطاع غزة المزيد من الحصار.
أما «الجماعة الاسلامية» في لبنان فتواجه تحديات مختلفة: العلاقة مع «تيار المستقبل» والسعودية متوترة، النظام السوري لم يسقط، العلاقة مع «حزب الله» مقطوعة، في حين ان العلاقة مع ايران تفتصر على الجانب البروتوكولي. وقد حاولت «الجماعة» دفع القوى الاسلامية والسلفية في لبنان لاتخاذ خيارات ومواقف معتدلة تجاه الاوضاع في لبنان وصياغة ميثاق جديد لمواجهة العنف والتطرف، لكنها لم تلق تجاوباً كاملا رغم استمرار الجهود في هذا المجال.
ترى مصادر إسلامية أن هناك مخاوف من ان تزداد الضغوط على «الجماعة الإسلامية» وعلى «حركة حماس»، وأن تتطور الحملة السعودية ضد «الاخوان المسلمين»، وأن تستمر ازمة الحكومة التركية، وأن يزداد الضغط العسكري في سوريا لمصلحة النظام، لأن كل ذلك سيضع «الجماعة» و«الحركة» امام خيارات صعبة، ستدفعهما لإعادة النظر بكل الإستراتيجية التي اتبعت في السنوات الثلاث الماضية لتلافي المزيد من الخسائر.
فهل نشهد في الايام المقبلة خطوات جريئة وإعادة نظر بالأداء والمواقف؟ ام ان التطورات المقبلة لن تكون لمصلحة «الجماعة» و«الحركة» في لبنان وفلسطين؟

السابق
MTV: نجاة عريف من عملية إطلاق نار عليه في طرابلس
التالي
جثة عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير