احمد الحريري:عون يردم الهوة معنا كما يحاول جعجع مع حزب الله

على أبواب الاستحقاق الرئاسي، الذي يأتي في ظروف أمنية وسياسية مترديّة، يسجّل خرق على الساحة السياسية من خلال قنوات اتصالات بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، ظهرت ملامحه قبيل ولادة الحكومة، وتجلّت خلال لقاء الرئيس سعد الحريري والنائب ميشال عون.
تفاصيل هذ التقارب وملامح المرحلة المقبلة، عرضها موقع NOW، مع أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري.
نشهد في الفترة الأخيرة تقارباً بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، ما المغزى منه؟
“التقارب مع “التيار الوطني الحر” جاء بطلب منهم، وبدأ أولاً باللقاء بين كتلة “المستقبل” وتكتل “التغيير والإصلاح” في مجلس النواب، ومن ثم كانت زيارة العماد ميشال عون إلى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري.
انطلاقاً من كوننا في “تيار المستقبل” تياراً حوارياً، تعاطينا بإيجابية مع مبادرة “التيار الوطني الحر” للتقارب، كما نتعاطى مع أي مبادرة، فتجلى التقارب في تسهيل تشكيل حكومة “المصلحة الوطنية” برئاسة تمام سلام، وفي التأكيد على رفض الفراغ في موقع الرئاسة الأولى، والتشديد على ضرورة حصول انتخابات رئاسية ديموقراطية في موعدها الدستوري، بعيداً من ألغام “حزب الله” الذي اعتاد أن يفخخ بسلاحه غير الشرعي كل الاستحقاقات الدستورية، بالإضافة إلى أن تورطه في حمام الدم السوري هو أكبر عبوة مفخخة تستهدف كل لبنان، ولا بد من تضافر كل الجهود لإبطال مفعولها”.
البعض يقراً التقارب بمثابة محاولة من النائب ميشال عون لانتزاع تأييد الرئيس سعد الحريري في معركة رئاسة الجمهورية، ما رأيكم؟
“يمكن للبعض أن يقرأ التقارب كما يشاء، لكن المهم كيف نقرأه نحن في “تيار المستقبل”، وكيف نترجمه تحت سقف المصلحة الوطنية وثوابتنا ومبادئنا، فأي مرشح لرئاسة الجمهورية، أكان العماد عون أو غيره، سيسعى لانتزاع تأييد الرئيس سعد الحريري، نظراً لما يمثله من زعامة وطنية تستمد قوتها من أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب، ومن علاقاتها الإقليمية والدولية، التي لطالما سُخرت من أجل إيجاد “مظلة أمان” تحمي لبنان، ولا سيما في الأوقات الصعبة”.
“العماد عون، بصفته مرشحاً رئاسياً، يسعى إلى ردم الهوة مع الرئيس الحريري، تماماً كما يفعل الدكتور سمير جعجع الذي يحاول أيضاً أن يردم الهوة مع “حزب الله”، بإعلانه أنه مستعد للحوار مع الحزب، ربطاً بكلمة النائب ستريدا جعجع في مجلس النواب.
أولوية الرئيس سعد الحريري اليوم، هي تأمين العبور السالم إلى انتخابات رئاسية ديموقراطية في موعدها الدستوري، وهذا ما بحثه مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في روما، وبعدها لكل حادث حديث، خصوصاً وأن الرئيس الحريري أكد أن مرشحه لرئاسة الجمهورية سيكون من “14 آذار”.
عملياً كيف يؤثّر هذا الانفتاح على تيار المستقبل؟
“تيار المستقبل” يتأثر إيجاباً بأي انفتاح، انطلاقاً من ترحيبه بأي تقارب سياسي يمكن البناء عليه من أجل إنقاذ لبنان وتمرير المرحلة الأمنية الخطرة التي نعيشها بأقل الخسائر الممكنة، خصوصاً وأن “تيار المستقبل” لم يقفل باب الحوار مع أحد، بقدر ما كان يمارس سياسة اليد الممدودة، ولا يزال، رغم كل ما تعرض له من محاولات إلغاء سياسية وجسدية وحملات افتراء وتحريض، لم تحقق أهدافها، بقدر ما ارتدت على أصحابها.
وأضاف: “إن “تيار المستقبل” لم يرفض أي مسعى حواري، ولم يقطع “وان واي تيكت” لأحد، بل يمارس السياسة إنطلاقاً من مبادئ وثوابت الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي لا تعرف الحقد أو الكره أو الثأر أو الانتقام، بقدر ما تعرف مصلحة لبنان وتعمل لكرامة أهله، بالعض على كل الجراح التي عشناها منذ اغتيال الرئيس الشهيد في العام 2005، والتي تشكل نقطة في بحر ما كان يعيشه الرئيس الشهيد قبل العام 2005، ورغم ذلك لم يتراجع عن مشروعه لبناء لبنان، الدولة والإنسان، ونحن كذلك لن نتراجع، بل سنكمل المسيرة مهما كلف الأمر من تضحيات”.
هل الأحداث الأخيرة في الطريق الجديدة هي محاولة لنقل الاشتباكات من طرابلس إلى بيروت؟
الأحداث الأخيرة في الطريق الجديدة تأتي في سياق استهداف “حزب الله” الممنهج للمناطق التي تناصر “تيار المستقبل” وتحتضن قاعدته الشعبية، من صيدا إلى طرابلس، مروراً بعرسال ومجدل عنجر، وصولاً إلى بيروت اليوم.
نحن نعمل ما بوسعنا لإحباط هذا الاستهداف، لكن المسؤولية الأساس تقع على عاتق الدولة التي يجب أن تتحملها كاملة في تأمين سلامة أهلنا.
“حزب الله” هو من يستهدف الطريق الجديدة وغيرها من المناطق، وقد عمل في السنوات الماضية على تسليح المجموعات لهذه الغاية، إن كان “سرايا الفتنة” أو أدوات المجرم بشار الأسد، لكن على “حزب الله” أن يدرك أنه أعجز من تطويع مناطقنا، لأنها لن تنجر إلى منطقه، بل ستبقى “مناطق الدولة” بعيداً عن فوضى السلاح، ولأن مناطقنا ليست مكسر عصا، ولأن اللعب بنارها أمر خطير سيرتد على “حزب الله” أولاً. ورب سائل ألا تكفيه النار السورية التي يحترق بها، لماذا يحاول أن يشعل النار في لبنان؟
وأضاف: “هنا، أوجه رسالة إلى كل جمهورنا، بأننا نمر في مرحلة أمنية شديدة الخطورة تستوجب الابتعاد عن ردات الفعل غير المسؤولة، لأن هناك فئات مدسوسة تعمل على تأجيج الأوضاع الأمنية، سواء أكان في طرابلس أم في الطريق الجديدة وغيرها من المناطق، بهدف تحويلها إلى بؤر أمنية يستغلها من يريد للفتنة أن تقع.
كيف تتم حماية العاصمة من تكرار أحداث مشابهة؟
عندما يكف العقل المجنون في “حزب الله” عن استهداف عاصمة كل اللبنانيين، عبر التلطي خلف “سرايا الفتنة” وشبيحته، تصبح بيروت بألف خير، وحماية بيروت تكون بعودتها مدينة منزوعة السلاح، وبخطة أمنية محكمة تُفوت الفرصة على كل الذين يريدون أن ينتقموا من عاصمة كل اللبنانيين.
هل سيلبي تيار المستقبل الدعوة إلى الحوار؟ ماذا إذا رفض حزب الله مناقشة الاستراتيجية الدفاعية؟
“تيار المستقبل” لم يكن يوماً ضد الحوار، نحن كتيار حواري مع الحوار البناء الصادق الذي يوصل الى نتائج مفيدة. ومن الطبيعي أن نلبي دعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الحوار، كي يكون ختام عهده حواراً لا انقساماً.
مشاركتنا في الحوار لا ترتبط بموقف “حزب الله” من مناقشة الإستراتيجية الدفاعية. نحن نترجم قناعتنا، ونعمل ما بوسعنا لإنجاح أي حوار. فليتحمل “حزب الله” مسؤوليته في البقاء خارج الإجماع الوطني.

السابق
فيلم نوح مسموح في لبنان من وحي الإنجيل وبرؤية المخرج
التالي
أبو فاعور يعلن تخفيض اسعار 629 دواء بنسبة وسطية