3 جبهات مفتوحة في الشمال السوري!

باتت ثلاث جبهات مفتوحة من جانب فصائل المعارضة السورية المسلحة: فبعد الهجمات على ريف اللاذقية ومدينة حلب من جهتها الغربية يوم الجمعة الماضي، وسّع المسلحون هجومهم في ريف ادلب، ما يشير بوضوح الى محاولة استفادة المسلحين من الأمان الخلفي الذي تمثله الحدود التركية في مناطق الشمال السوري، في مسعى على ما يبدو لإخراجه من سيطرة دمشق، بالاستفادة من خطود الإمداد السهلة عبر أراضي تركيا غداة انخراطها الواضح في العدوان على سوريا من خلال إسقاط مقاتلة جوية سورية قبل يومين، وتوفير غطاء ناري للمسلحين في هجومهم الكبير على بلدة كسب الحدودية.

ولا يزال الوضع الميداني في كسب مبهماً مع أنباء عن استقدام تعزيزات عسكرية سورية كبيرة الى المنطقة لمواجهة التغلغل المحدود الذي قام به مسلحون من مجموعة تنظيمات “جهادية” منذ يوم الجمعة الماضي، بعد أيام على السقوط المدوّي لمسلحي المعارضة في معارك القلمون وريف حمص، على الحدود مع لبنان، ما أتاح للجيش السوري تعزيز أمن ترابط المناطق من العاصمة دمشق وصولا الى الساحل السوري.
وتقع جميع مناطق الهجمات الجديدة للمسلحين في شمال سوريا القريبة من الحدود التركية. وجاء اشتعال هذه الجبهات بعد انتهاء مفاوضات “جنيف 2″ بين السلطات السورية و”الائتلاف الوطني” في 10 شباط الماضي، وعشية القمة العربية التي تنعقد اليوم في الكويت. وقد استبعد المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي استئناف مفاوضات جنيف قريباً. وأعلن، في الكويت أمس، أن “العودة إلى جنيف في الوقت الحاضر ليست واردة لان شروطها غير متوافرة”. وقال، ردا على سؤال عما إذا سيزور دمشق قريبا، “خلاص كفاية”.
وكان من اللافت أن الهجمات على مدينة حلب وبلدة كسب، وهما على جبهتين متباعدتين، جاءت في وقت متزامن.
وعلى جبهة كسب، سجل المهاجمون تقدماً، حيث سيطروا على المعبر الحدودي مع تركيا، فيما لا يزال الوضع العسكري في البلدة ضبابياً، مع عمليات كر وفر بين المسلحين والقوات السورية مدعومة بمقاتلين من قوات الدفاع الوطني. وقال مصدر أمني في دمشق، لوكالة “فرانس برس”، “المعارك مستمرة، والموقف غير واضح”، فيما كان الطيران الحربي يشن غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين. وأكد مصدر من قوات الدفاع الوطني أن تعزيزات كبيرة خرجت من اللاذقية وريفها نحو جبهة كسب.
وفي تطور لافت، توقف سلاح المدفعية التركي، الذي كان يغطي تحركات المسلحين، كما عاودت الطائرات الحربية السورية مهاجمة معاقل المسلحين، بعد يوم واحد من إسقاط تركيا طائرة حربية سورية. ورغم تكرر الغارات السورية على المناطق الحدودية مع تركيا، لم يسجل أية ردة فعل من الجانب التركي، فيما يبدو أن قوى دولية تدخلت للضغط على الجانب التركي، الذي أوقف مدفعيته أيضاً.
وفي حلب، سجل المسلحون تقدماً ملحوظاً في منطقة الليرمون، حيث تمكنوا من السيطرة على عدة مبان قريبة من مبنى الاستخبارات الجوية، الذي بات يشكل أول خط دفاع عن مدينة حلب من خاصرتها الغربية، فيما استقدم الجيش السوري قوات مؤازرة له، كما تم استقدام قوات من الدفاع الوطني، لصد الهجوم العنيف وتأمين مبنى الاستخبارات الجوية.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، في بيانات، أن القوات السورية “لم تتمكن من استعادة بلدة مورك الواقعة على الطريق بين حماه ومعسكر وادي الضيف في ريف ادلب، والتي سيطر المسلحون عليها قبل ستة أسابيع، ما قطع طريق الإمداد إلى وادي الضيف”. وفي المقابل، فتحت طريق الإمداد للمسلحين في الشمال، حيث واصلوا تقدمهم على هذا الخط، وسيطروا خلال الأيام الماضية على أكثر من 15 حاجزاً إلى شمال بلدة خان شيخون في ريف ادلب. (تفاصيل صفحة…)
وقال رئيس “المجلس العسكري في ادلب التابع لهيئة الأركان في الجيش الحر” العقيد عفيف سليمان إن “النجاح على أرض المعركة يكون من نصيب من يتحكم بطرق الإمداد”. وأضاف “بعد بدء معركة الساحل، سحب الجيش عدداً كبيراً من مقاتليه من ادلب، ما فتح ثغرة استفدنا منها، وبدأنا هجومنا”.
وقال إبراهيم ادلبي، وهو متحدث باسم “ألوية الصاعقة” التي تشارك في معارك كسب، إن من عوامل النجاح “وصول كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح من تركيا تتضمن قذائف صاروخية ومضادات للطائرات”. وأضاف “كل الطرق باتت مفتوحة للثوار بين أرياف اللاذقية وادلب وشمال حماه، ما يسهل الإمدادات. هناك مثلث واسع تم تحريره”، معتبرا أن “ما ساهم في تحقيق هذا التقدم هو التنسيق الكامل بين الكتائب المقاتلة، وان القادة الميدانيين الذين يقودون العمليات هم من الأفضل، وهم يعملون معا”.
لافروف وكيري
وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في لاهاي، عن أمله ألا يؤثر الوضع في القرم على التعاون مع روسيا بشأن الجهود الدولية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وأشار كيري، خلال زيارته مقر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن السوريين تجاوزوا مهلة 15 آذار لتدمير أكثر من 10 منشآت إنتاج وتخزين. وقال “أمامنا بعض التحديات الحقيقية خلال الأسابيع المقبلة. نحن في الولايات المتحدة واثقون من أنه إذا كانت سوريا تريد لتحركت أسرع”. وأضاف “لقد وصلنا في التخلص (من الكيميائي) إلى علامة الخمسين في المئة. وهذا مهم لكن الأهمية الحقيقية ستكون عندما نصل إلى القضاء على كل هذه الأسلحة”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه المدير العام للمنظمة أحمد اوزومجو، “نحن على يقين بأنه سيتم التقيد بالموعد، وسيُنقل كل شيء من سوريا حتى منتصف العام” الحالي. وأضاف “نقدر مهنيتكم عاليا، فالعملية السورية تحتاج لمثل هذه المهنية، وأنا سعيد بأن العملية تتقدم تقدماً مرضياً”.

السابق
تحركات لجيش العدو على الخط الحدودي
التالي
الشوفان يحمي من السرطان وأمراض القلب