كيف يمكنكم إطالة عمركم؟

الأبحاث تثبت أكثر فأكثر أنه من أجل طول العمر ومنع المرض من الأحسن التقليل من استهلاك الطعام

الطموح نحو عيش حياة أطول والسعي وراء حفظ الشباب أديا إلى قيام بحث طويل الأمد حول مجال يدعى في العالم الحديث ضد- الهرم (Anti-Aging)، أي مقاومة الشيخوخة.

لم يكن مفاجئا أن للتغذية جزءا لا يتجزأ من النتائج: نشرت المجلة المعتبرة BIOESSAYS تقريرًا واسعًا يستعرض النظرية التي تقول إن قائمة الطعام التي تحوي أقل يمكن أن تطيل العمر.
وعلاوة على هذا، يطوّر بعض الباحثين من لندن علاجًا يدّعون أنه سيحارب “مرض الهرم”. إنهم يفحصون كيف تبطئ الوراثة وأسلوب الحياة شيخوخة الجسم وكيف تضيف سنواتٍ وحتى عقودًا لعمر الإنسان. مما يدّعون أيضًا أن الفئران التي استهلكت طعامًا أقل بـ 40-25 % ، طالت حياتها بنسبة 20-30%. وماذا عن الإنسان؟

من المتفق عليه بين أغلب الباحثين أن استهلاك كمية غذاء محدودة تقلل وتيرة أمراض السرطان، أمراض القلب وأمراض عصبية في جيل متأخر، وتطيل العمر. إحدى النظريات العلمية تقول إن هذه الحقيقة متعلقة بالتطور الذي يحسن احتمالات البقاء وقت الجوع؛ وتشير نظرية أخرى إلى أن الأكل الأقل يقلل ضغط (stress) الأكسدة للجسم، الذي ينتج من وجود شوارد حرّة والتي هي بقايا تبادل المواد في الجسم. فائض هذه الشوارد في الجسم هو نوع من السموم وإن أكلنا أقل، تنتج شوارد حرة أقلّ وبهذا يتراكم سمٌّ أقلّ في الجسم.

من المهم التذكير أن الهدف ليس خلق وضع تجويع، وإنما تقليص كمية الطعام المستهلك- من غير تخلٍّ عن الفيتامينات، المعادن، والمواد الغذائية الإضافية الضرورية. إذا أكلنا فقط عندما نحسّ بجوع حقيقي، إذا عرفنا كيف نميز الجوع وأن لا نأكل حين لا نكون جائعين حقًا، فستقل كمية الأكل التي نأكلها طبيعيًّا، من دون جهد، جوع، ولا معاناة.

إن الهدف أولا وأخيرًا هو جعل قائمة الطعام صحية وتقليص كمية الطعام الزائد (من خلال استشارة طبيب أو مهنيّ):

كي نشرح ما نقصد أحضرنا لكم بعض الأمثلة التي تساعدكم في الحفاظ على أسلوب حياة صحي:

1. حافظوا على أطعمة تحوي على قيم غذائية عالية في كمية طعام قليلة: مثلا أكثروا من أكل اللوز، الأفوكادو، الفواكه، الخُضار والصويا.

2. من جانب آخر، يُفضل الامتناع عن أكل الأطعمة التي تسلب مجمّعات الطاقة للجسم، مثل التي تحتوي على سكر مصنّع والشراب المحلّى.

3. امضغوا أكثر وكلوا بتريّث- هكذا ستعمل آلية الجوع والشبع بنجاعة، وسترسل للدماغ إشارة تمنح إحساسًا بالشبع. لتطبيق هذه القاعدة تذكروا أن تأكلوا فقط في صحن، فقط في وضع الجلوس وبلا ملهيات خارجية مثل التلفاز، الجريدة أو النقال. كلما كنتم أكثر تركيزًا في عملية الأكل، ستمتنعون من الأكل من خلال الالتهاء وهكذا ستأكلون تمامًا ما يحتاجه جسمكم.

شيء آخر يمكن تطبيقه بسهولة هو تمرين الملعقة والشوكة: ضعوا السكين والشوكة من أيديكم بين قضمة وقضمة. ارفعوا من جديد الشوكة أو الملعقة فقط بعد مضغكم وبلعكم كل الطعام في فمكم. إن عملية الهضم تبدأ من الفم. إذا منحتم لها الوقت الذي تستحقه وانتبهتم للمضغ، يمكنكم الامتناع عن بلع الطعام الذي لم يمضغ وتتيحوا لإحساس الشبع أن يصل بوقته المناسب.

4. نميل بسبب عادات أكلنا الرديئة إلى عدم التمييز بين الجوع والعطش. عندما تحسون بالجوع، اشربوا أولا كأس ماء وانتظروا 2-3 دقائق. إذا اختفى إحساس الجوع، هذا يعني أنكم كنتم أساسًا ظمآنين.

5. حضروا كميات شخصية وقليلة. أحد الأسرار الكبرى لتقليص كمية الطعام هي ببساطة تقديم وجبات أقل حجمًا. من ناحية نفسية، نحس بالشبع في نهاية الكمية التي قُدمت. هكذا يمكنكم التوقف والتفكير فبل أن تقرروا أكل وجبة أخرى.

يُذكر أن كل ما قيل في هذا التقرير لا يشكل بديلا أو وصفة طبية لمشاكل الأكل أو لغاية الحمية. يفضل في كل حال استشارة المختصين والمهنيين كي تحسنوا أسلوب حياتكم الصحي إلى أقصى مدى.

 

السابق
تيننتي: اليونيفيل بدأت تحقيقاتها
التالي
هذه هي الأمور المشتركة بين كل نساء العالم