تناولت وسائل التواصل الاجتماعي فيلماً مصوراً يظهر أحد معلمي مدرسة المقاصد في محافظة الجنوب وهو يضرب تلاميذته بوحشية. وقد تبين انه الاستاذ في مدرسة (ضيعة العرب) قضاء الزهراني، هو الاستاذ موسى ضاهر.
هذه الوحشية ليست الا تعبيرا عن عنف يضرب مجتمعنا من رأسه الى اخمص قدميه. وللمفارقة ان اسلوب القصاص هذا لم يعد معتمدا منذ فترة طويلة في المدارس نظرا لتطور النظريات التربوية التي تحاول اعتماد اساليب تؤدي الى نتيجة عملية وليس الى حقد على الاستاذ او كره للدرس والمدرسة. هذه الاساليب العنفية كانت في مرحلة (مدرسة الشجرة).
فقد نشر على مواقع الكترونية تسجيل فيديو لشخص قيل إنه مدرّس، يظهر وهو يمسك عصا ويضرب بها فتية صغاراً بوحشية وساديّة متناهية، ولم يكتف بذلك فحسب بل تعمّد إرفاق فعلته بأقذع عبارات الشتم والإهانة للفتية.
وعلى حد علمنا ان الاستاذ هو ايضا مرب وموجه ومعلم. وليس ناقما على تلامذته جراء وضع اقتصادي معين او سياسي ما. او ربما ناقم من مشكلة عائلية. و الملفت ان الاستاذ ضاهر قد اقر بخطأه امام الاعلام ليل امس، طالبا عدم نشر الفيديو.
ولكن بالطبع سيكون هذا الفيديو حديث كل التلامذة اليوم ،وبشماتة ، لانه نسي ان ثمة تقنيات دخلت عالم الاولاد فباتوا يتقنون استعمالها لدرجة ان استعمال العصا قد يبدو غريبا جدا على هؤلاء الطلاب.
وعلى ما أظن فان ثمة قرار سيصدر منذ اليوم بمنع ادخال اي هاتف خليوي يحمل (كاميرا) الى الصفوف حتى لا يقع اي استاذ في فخ نقل ما يفضح افعاله امام الملاْ. كما حصل مع احد الاساتذة في تونس منذ فترة قريبة.
العنف يطيح بالعملية التربوية بكاملها، ويدفع الطلاب الى الانتقام لاحقا بأساليب متعددة.
وقد علم أن وزير التربية الياس بوصعب طلب من المدير العام في الوزارة فادي يرق متابعة القضية. وأكد الوزير أنه لن يسمح لمدير المدرسة بتسلم اي مهمة تربوية اخرى، مشيراً إلى أن “جمعية المقاصد” قررت اغلاق المدرسة غداً استنكاراً واتخاذ قرار بطرده.
ولاحقاً، أصدرت جمعية “المقاصد” بياناً تبرّأت فيه من فعلة المعلم، وأعلنت صرفه من الخدمة والادعاء عليه أمام القضاء المختص.
