قوات المعارضة السورية تصل إلى الساحل

كسب

فوجئ النظام السوري بمكاسب المعارضة السورية في ريف اللاذقية، بدءاً بسيطرتها على معبر كسب الحدودي مع تركيا وتقدمها في المنطقة ومقتل قسائد الميلشيات الموالية للنظام هلال الأسد، وانتهاء ببث صور لمعارضين في بلدة تطل على البحر المتوسط. (راجع ص 5)

وفي وقت شنت قوات النظام غارات جوية عنيفة في محاولة واضحة لمنع تقدم مقاتلي المعارضة نحو الساحل السوري، بث ناشطون بعد ظهر أمس صوراً لوصول الثوار إلى الساحل، في تطور هو الأول من نوعه منذ بدء الثورة عام 2011. وإذ كان وصولهم إلى البحر المتوسط يعني أنه بات بإمكانهم الحصول مباشرة على مساعدات من دون الحاجة إلى نقلها عبر الأراضي التركية، فإن هذا الأمر يبقى نظرياً غير ممكن التطبيق، إلا إذا فرض الأتراك أو الدول الغربية الداعمة للمعارضة «منطقة عازلة» تمنع النظام من الاقتراب منها، وهو أمر ليس مؤكداً حصوله في الظروف الحالية.

في غضون ذلك، اطلع مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية المستقلة المعنية بسورية، وعبّر عن بالغ القلق لما يعانيه اللاجئون السوريون، إذ أظهرت التقارير الدولية تفاقم المعاناة وحجم الكارثة التي يعيشها السوريون، خصوصاً الأطفال والنساء، مجدداً التأكيد على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب وتقديمهم إلى العدالة، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

وذكرت وكالة «فرانس برس» أن مقاتلي المعارضة السورية حققوا «مكسباً على الأرض» في محافظة اللاذقية بسيطرتهم أمس على بلدة كسب ومعبرها الحدودي مع تركيا، ما يعني أنه لم يتبق سوى معبر حدودي واحد مع تركيا تحت سيطرة قوات النظام هو معبر القامشلي في محافظة الحسكة (شمال شرق). ويُطلق معارضون على الهجوم الحالي للثوار في ريف اللاذقية «معركة الأنفال» أو «معركة الساحل»، ويشارك في الهجوم مقاتلون من جماعات عدة بينها «جبهة النصرة».

وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»: «وصل مقاتلو الكتائب المعارضة إلى الساحة الرئيسية في بلدة كسب التي سيطروا على معظمها، ولا تزال المعارك جارية على أطرافها». وتسببت المعركة في محيط كسب التي توسعت إلى قرى مجاورة أيضاً، بمقتل حوالى 130 عنصراً في الجانبين المقاتلين السبت والأحد فقط.

وقصف الطيران الحربي السوري فجر الإثنين معبر كسب، كما نفذ غارات على مناطق في محيط كسب وبلدة سلمى وجبل التركمان المجاورين.

وقال الناشط عمر الجبلاوي من منطقة اللاذقية لـ «فرانس برس» في اتصال هاتفي، إن «معبر كسب الحدودي وحوالى 90 في المئة من البلدة» تحت سيطرة المعارضة، مشيراً إلى أن المعركة انتقلت الى محيطها. وقال إن النظام «يحاول جاهداً منع تقدم الثوار إلى البحر».

لكن مواقع معارضة أكدت بعد الظهر وصول الثوار إلى الساحل وتحديداً إلى قرية السمرا الواقعة على خليج رائع في المتوسط، وهي تحد تماماً لواء إسكندرون التابع لتركيا.

وفي المقابل، روّجت مواقع مؤيدة للنظام معلومات عن توجه أرتال من قوات الجيش لشن هجوم معاكس لطرد مقاتلي المعارضة من كسب ومحيطها في ريف اللاذقية، ونقلت قناة «سما» عن الشيخ موفق غزال الذي تم تعريفه بوصفه «نائب قائد المقاومة السورية»، إن الجيش النظامي «اتخذ قراراً بالحسم السريع في معارك ريف اللاذقية و (معبر) كسب يتحرر بمدة أقصاها 48 ساعة من الآن».

السابق
اربعة سيناريوهات للاستحقاق الرئاسي
التالي
رجل يقتل زوجته الحامل وجنينها