ماذا يريد الإسلاميون والعاملون للإسلام: السلطة؟ الفتنة؟

هناك سؤال حقيقي بدأ يطرح في الأوساط الفكرية والسياسية والإعلامية والدينية: ماذا يريد الإسلاميون (أي الذين يعملون في إطار الحركات الإسلامية والجهادية)؟ وما هي الأهداف التي يسعى لتحقيقها العاملون للإسلام أو الذين يدَّعون أنهم يعملون لخدمة الدين والإسلام والمجتمع الإسلامي والمسلمين؟ هل يريد هؤلاء الوصول إلى السلطة فقط؟ وأن وصولهم إلى السلطة هو الطريق لتحقيق الأهداف التي يدَّعون أنهم يريدون الوصول إليها في تحقيق التنمية والتحرر والعدالة والرفاهية وصولاً لنشر دين الله وتحقيق عبادة الله على الأرض؟

إذا كانت هذه هي الأهداف التي يسعى إليها هؤلاء فماذا حققوا منذ أن بدأ تأسيس الحركات والهيئات الإسلامية ولا سيما منذ سقوط الخلافة العثمانية ونشوء العديد من هذه الحركات وصولاً إلى اليوم.

إن من يراجع تاريخ وتطور الحركات الإسلامية ومختلف الفرق والمذاهب الإسلامية (وخصوصاً منذ بداية القرن العشرين إلى اليوم)، يلاحظ أن عدد هذه الحركات والمجموعات يتعدى الآلاف وهي متنوعة ومتفرقة ومختلفة فيما بينها، وكل منها يدَّعي أنه يعمل للإسلام ولتحقيق الأهداف الإسلامية أو طبقاً للقول الشهير “كل يدَّعي وصلاً بليلى”.

لكن إذا عملنا مراجعة لما حققته هذه الحركات والمجموعات والهيئات الإسلامية، نجد أن القليل منها نجح بتحقيق أهداف جزئية كخدمة الناس وإقامة المؤسسات الرعائية والاجتماعية والتربوية، وتعليم الناس للدين والقرآن، وبعضها ساهم بمواجهة المحتلين والغزاة منذ الاحتلال الفرنسي والإيطالي والإنكليزي والبرتغالي وصولاً للاحتلال الأميركي والصهيوني، وبعض هذه الحركات وصل إلى السلطة أو أصبح جزءاً من الحكم القائم في بلاده.

لكن للأسف لم تنجح هذه الحركات والجمعيات والهيئات بتحقيق الأهداف الكلية للدول والمجتمعات التي يتواجدون فيها، فمعظم الدول العربية والإسلامية لا تزال ترزح تحت نير الفقر والجهل والتخلف (إلا فيما ندر)، والاحتلال الغربي لبلادنا انتشر وتوسع وخصوصاً الاحتلال الأميركي.

وأما بما خصّ الاحتلال الصهيوني لفلسطين فلم يؤد جهاد هذه الحركات إلى زوال هذا الاحتلال بل ترسخ الكيان الصهيوني وهو مستمر باحتلال الأرض والإنسان رغم ما حققته المقاومة بمختلف تنوعاتها في لبنان وفلسطين من إنجازات.

وبالمقابل نجد أن بعض الحركات والمجموعات التي تدَّعي العمل للإسلام تقدم أسوء صورة مشوهة عن الإسلام وعن الدين الإسلامي، وهي بدل أن تعمل من أجل نشر الأمان والاستقرار والرفاهية تساهم في بث الخوف والرعب والفوضى في البلاد والمجتمعات وبين الناس.

وكل ذلك يتطلب إعادة مراجعة أداء هذه الحركات والمجموعات الإسلامية، والبحث عن الخلل الذي أصابها ولماذا تحول إلى مصدر للقتل والعنف والفوضى بدل أن تكون داعية للأمان والاستقرار والسلام.

ولا بد من طرح السؤال المركزي، هل أن الوصول إلى السلطة والحكم (بغض النظر عن الأسباب الموجبة لذلك) يبرر كل هذا القتل والعنف؟ وهل إن مواجهة الظالمين والمستبدين يبرر القتل والعنف المدمر؟

ألا يستحق ما يجري إعادة النظر بالمفاهيم والرؤى والأفكار؟ وإعادة تقييم الأداء والأهداف من أجل أن نعرف إلى أين نحن سائرون؟

هذه أسئلة وأفكار برسم العاملين للإسلام والحركات الإسلامية والعلماء والدعاة وكل من يعلن أنه يعمل باسم الإسلام والمسلمين.

السابق
لماذا سُلِّمت يبرود؟
التالي
غارة سورية على الرهوة بعرسال