خان الإفرنج في صيدا ليس فرنسيًا

الثقافي هو كلّ عمل إبداعي يتّجه نحو النقد الذي يطال السائد في ميادين مختلفة، هذا ما نجح في إنجازه محمد الرواس عند اعداده دراسة حول تاريخ صيدا العثمانية. وأبرز ما خرج به أنّ خان الإفرنج ليس فرنسيا!

الثقافي هو كلّ عمل إبداعي يتّجه نحو النقد الذي يطال السائد في ميادين مختلفة، هذا ما نجح في إنجازه محمد الرواس عند اعداده دراسة حول تاريخ صيدا العثمانية.

يقول الرواس إنّه استطاع الوصول “إلى معلومات تاريخية مهمة وجديدة لم يأتِ على ذكرها أحد قبلي. وأهمّ قصة تحريت عنها ووصلت بها إلى نتيجة كانت ملكية خان الإفرنج الذي تدّعيه له الدولة الفرنسية، وما توصلت إليه يترتب عليه مسؤولية قانونية في حال المتابعة”.

ويشرح الرواس: “خان الافرنج هو بناء عثماني تركي، ولم يبنه الأمير فخر الدين الثاني كما تذكر كتب التاريخ، وهو وقف إسلامي يعود ريعه إلى الحرمين الشريفين (مكّة والمدينة المنوّرة). ولدي الوثائق التي تثبت ذلك. وقد ناقشت الموضوع مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي وعدني خيراً، إلا أنّه لم يتابعه وعند مراجعته مرة أخرى، وعد بالاهتمام، ولم يحصل شيئاً”.

ويذكر الرواس جانباً آخر من الموضوع قائلاً: “قبل دراستي كانت السفارة الفرنسية تطلب من مؤسسة معروف سعد الثقافية إخلاء مدرسة صيدا الوطنية، بحسب ما أخبرني الدكتور أسامة سعد، لكن بعد اجراء الدراسة، توقفت السفارة الفرنسية عن إرسال المذكرات بهذا الخصوص”.

ورغم مرور سنوات على صدور الدراسة لم يهتم أيّ من المؤسسات الصيداوية أو الهيئات الفاعلة والبلدية بالموضوع. ويضيف الروّاس: “حاولت من خلال دراستي تصحيح تاريخ الخانات في المدينة واستطعت إثبات أنّ القشلة القديمة هي خان الحمص الذي ورد اسمه في كتب تاريخية عديدة”.

الدراسة تضمنت معلومات عن وضع الزراعة، الصناعة والتجارة في صيدا أيام العثمانيين، ويوضح الروّاس: “لقد نظم البناء في المدينة خير تنظيم ومنع اقامة محترفات الصناعة وخصوصاً التي تضر بصحة الناس داخل أسوار المدينة القديمة”.

وعن الوضع الثقافي بالمدينة، يشير الرواس إلى “غياب أي اهتمام رسمي أو أهلي بالانتاج الثقافي”، ويزيد :”رغم المعلومات الجديدة التي توصلت إليها، لم يدعُني أحد من المسؤولين المحليين إلى نقاش صحتها من عدمه”.

السابق
المجمع الثقافي الجعفري كرّم سلام وضو وشحادة
التالي
هيفاء وإليسا ونانسي عجرم على غلاف المصاحف