المسؤولون لا يعوّلون على الإحاطة الشهرية

جريدة النهار

قلل مسؤولون من أهمية الفقرة التفصيلية عن لبنان والتي ترد في الإحاطة الشهرية التي يجريها أحد معاوني الأمين العام للأمم المتحدة عن”الحال في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”. وعزا سبب انعدام قيمة مضمون ما تتناوله عن الوضع في لبنان الى أنه يقتصر على سرد الحوادث التي تقع ولم يعد يحصرها في خرق إسرائيل أو لبنان للقرار 1701، بل أصبح يتطرق الى جميع ما يقع من تجاوزات في الأراضي اللبنانية كاملة من دون أن تكون مشمولة بأي قرار صادر عن مجلس الأمن، يشمل ذلك على الأخص الخروق السورية من قصف مدفعي أو جوي لأراض لبنانية حتى لو كانت بزعم مطاردة إرهابيين فرّوا من أراضيها.

وفضّل هؤلاء محاسبة إسرائيل على خروقها اليومية للسيادة الجوية وأحياناً البرية بذريعة تقعّب المسلحين الذين يخططون لتوجيه هجمات ضد مواقعهم. ودعوا الى وضع آلية عملية لتطبيق هذا القرار وإلا فالخروق الإسرائيلية ستستمر ولا أحد يمكنه ضمان بقاء تلك الاحتكاكات سلمية.
واعتبر هؤلاء المسؤولون أن التقرير الذي قدمه وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان يندرج في إطار “تكرار ما يقع من خروق جوية وبرية وأحياناً بحرية، إضافة الى التطرق الى الوضع السياسي السائد”. وسألوا عن فائدة هذا النمط بمراقبة وتعديد الخروق وتوجيه فيلتمان، الخبير بالشؤون اللبنانية عندما كان سفيراً لبلاده، التهم الى سوريا بأنها تخرق المجال الجوي لحدوده الشرقية اي في جرود عرسال. وسألوا أيضاً ماذا يتوجب على مجلس الأمن أن يفعل لردع دمشق من المضي في تجاوزاتها؟ وما هي الاجراءات المتخذة في هذا المجال لمنع الطوافات العسكرية التابعة لقواتها من الإغارة على أي بقعة من الأراضي اللبنانية مع العلم أن السلطات السورية يمكنها الطلب الى الحكومة اللبنانية تولي أمر الفارين المطلوبين سورياً وتوقيفهم.
يلاحظ المسؤولين أيضاً أن فيلتمان عندما يتحدث عن ضرورة احترام الخط الأزرق أي خط انسحاب إسرائيل من لبنان لا يذكر إسرائيل بالاسم على أنها هي التي تخرق هذا الخط جوياً وفي شكل يومي كما أنها تخرق الحدود البرية مراراً، لكنه ذكر الغارة الإسرائيلية على جرود جنتا في البقاع الشرقي على مركز لـ”حزب الله”، وأشار الى العبوة الناسفة ضد الجنود الإسرائيليين في مزارع شبعا.
ورأوا أن سرد التجاوزات لم يردع الإسرائيلي عن معاودة ارتكابها ولا السوري أيضاً عن التصعيد الأمني الذي تمثل في حوادث على طول الحدود الشرقية مع لبنان.
وتبيّن لهم أن تلاقياً في الموقف حصل بين فيلتمان ومنسق الأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي على أن تلك الحوادث تعوق مهمات الوكالات الأممية وهيئات الإغاثة في عرسال ومحيطها لتقديم المساعدات الانسانية من طبية وغذائية الى آلاف اللاجئين السوريين.
واستغربوا اكتفاء فيلتمان بالإشارة الى إطلاق الصواريخ على عدد من القرى المحيطة بعرسال دون إدانة أو اتخاذ موقف معين حتى لو كان مطلقوها من المعارضة ولا مونة للمنظمات الدولية عليها، مع الإشارة الى تكرار فيلتمان إعلان استعداد المجموعة الدولية لدعم لبنان، وذلك في التقييم الذي أجرته في باريس في اجتماعها الأول منذ تأسيسها في نيويورك في 2014/03/30 وفي الاجتماع الرفيع المستوى للخبراء وقادة الجيوش الذي سيعقد في روما في العاشر من نيسان المقبل من أجل تقديم المساعدات التي يحتاج اليها الجيش اللبناني وفقاً للخطة التي وضعتها قيادته لتنفيذها على أربع سنوات. ولم ينس المسؤول الأممي حوادث طرابلس مبدياً قلقه لتجددها. وذلك في سرد بدل أن يتقيد بمنطوق القرارات الدولية.

السابق
إسلاميّو طرابلس: عين على الرياض وأخرى على الدوحة
التالي
«حزب الله» غير معني بالتصعيد بعد انفجار الجولان