آلات موسيقية بأيدي الشباب في بيروت.. بدل السلاح

"لسنا شحّاذين، بل كلّ واحد منّا له وظيفة ويعمل بشكلٍ فعّال أو يتعلم، لكننا نقوم بهذا النشاط من أجل نشر الوعي الموسيقي من جهة، لأنّ الموسيقى الحقيقية هي التي تُصنع من خبرةٍ تقنية وثقافة موسيقية وليست ضربتين على الأوتار بشكلٍ عفوي، ومن جهةٍ أخرى نريد أن نوصل فكرة محدّدة، وهي أن نحمل الآلة الموسيقية بدل السلاح في الشارع، وأن نُغنّي للمارّة وليس أن نقوم باستجوابهم عن هويّاتهم وذبحهم بسبب اختلافاتهم".

في ظل تأزّم الوضع الأمني والإجتماعي والإقتصادي في كل بقعة في العالم العربي وفي لبنان، على كل فردٍ من المجتمع أن يجد حلاً للمأساة التي يمر بها كل يوم. من الجوع المزمن على السلطة إلى الجوع المزمن إلى التقشّف الثقافي.

جواد المولى والعديد من الشباب الآخرين، وهم طلبوا عدم تصويرهم أو ذكر أسمائهم، لأسبابٍ خاصة، يجدون أنفسهم في الموسيقى: “الموسيقى هي خلاصنا، وعلينا أن ننشر هذا الخلاص على الجميع، لذلك نعزف في الشارع”، يقول أحدهم.

حولهم دائماً قنينة ماء صغيرة، وقبّعة للذي يودّ أن يتبرّع بأيّ شيء، إن كان مالاً، مشروبا، أو حتّى لوحا من الشوكولا، مقابل القليل من “غذاء الروح”.

حين تسألهم عن غايتهم أو أهدافهم المهنية في الحياة، يجيبون: “لسنا شحّاذين، بل كلّ واحد منّا له وظيفة ويعمل بشكلٍ فعّال أو يتعلم، لكننا نقوم بهذا النشاط من أجل نشر الوعي الموسيقي من جهة، لأنّ الموسيقى الحقيقية هي التي تُصنع من خبرةٍ تقنية وثقافة موسيقية وليست ضربتين على الأوتار بشكلٍ عفوي، ومن جهةٍ أخرى نريد أن نوصل فكرة محدّدة، وهي أن نحمل الآلة الموسيقية بدل السلاح في الشارع، وأن نُغنّي للمارّة وليس أن نقوم باستجوابهم عن هويّاتهم وذبحهم بسبب اختلافاتهم”.

هذا التحرّك جديد في الشارع اللبناني، لكنّه ليس جديدا على المتسوى العالمي. ربما هناك مهرجانات موسيقية في الشارع بلبنان، لكن ليس على مجار العام. لكن للأسف يتعرّض هؤلاء الموسيقيون الشباب أحيانا لمضايقات تفتعلها عناصر الشرطة التي تمنعهم أحيانا من العزف، في حين يحفل الشارع بالجرائم تحت عيون القوى الأمنية، ولا تتحرّك لإنقاذ ضحايا النشل والسرقة.

ألأنواع الموسيقية التي تُعزف في الشارع عادةً هي Blues, Jazz, Indie Music، والآلات المستعملة عادة هي الغيتار، العود، الطبل، الدف، الرق، الساكسوفون وآلات النفخ.

 

السابق
إقليم التفاح: 50 ألف مواطن بلا مستشفى
التالي
سليمان: البيان الوزاري يركز على مرجعية الدولة في الدفاع عن لبنان وتحرير الاراضي المحتلة