الممانعة تكتشف معجزة جديدة: حسام مطر.. غسان جواد جديد؟

حسام مطر
يبدو هذا الشاب مزيجا من ناصر قنديل، المحروقة أوراقه منذ سنوات، ومن وئام وهّاب، الذي يُحظى بـ"معلومات خاصّة" من مصادر سورية رسمية يبدو أحيانا أنّه ينطق باسمها وباسم هواجسها، ومن غسّان جواد، الذي لديه مصادر قويّة من الأمن العام ومن "حزب الله"، ومن بقيّة المحلّلين الرسميين في 8 آذار، مثل سالم زهران، الذي يُحظى بتمويل سياسي من "حزب الله" وبغطاء أمني منه.

في حين تعاني قوى 14 آذار من إفلاس نسبي في “المحلل السياسي” التابع لها. وفي حين يبدو الزميل نديم قطيش “الناطق الرسمي” باسم هذه القوى كلّ ليلة، بل و”الجوكر” الذي بات يعيد صياغة الخطاب الرسمي لهذه القوى في مقالاته وستايتوساته وطلّاته اليومية، بل ويمكن تسميته “الأمين العام لقوى 14 آذار”. وفي حين تسرّب من هذه القوى العديد من الشخصيات التي كان يمكن أن تكون “قويّة على الشاشة”. وفي حين يبدو الترهّل الإعلامي واضحا في إعلام “المستقبل” وحلفائه عموما.. فإنّ إعلام الممانعة لا يتوقف عن تفريخ المحللين السياسيين من أشكال وأحجام مختلفة، مذهبيا وطائفيا وسياسيا ومناطقيا. وها هي تلد فرخا جديدة يعد بمستقبل “ممطر” بين الشاشات.

هو “الباحث والمحلل السياسي حسام مطر” كما يحبّ أن نسمّيه. لا نعرف من أين جاء. نراه بين شاشات لبنانية متعدّدة. كان حضوره الأخير مع الإعلامي وليد عبّود على MTV اللبنانية أشبه بـ”صرخة وجود”. بدا قويا و”أكل الشاشة” أمام الدكتور المخضرم النائب السابق في “تيار المستقبل” مصطفى علّوش.

في حديث سابق مع مجلة “شؤون جنوبية” قال إنّ “أزمة لبنان هي أزمة كيان لأن اللبنانيين مختلفون على الامور الاساسية، فهم فشلوا في توحيد إجاباتهم عن أسئلة تتعلق بدور لبنان وهويته وتموضعه في المنطقة، فلكل مجموعة لبنانية أجوبتها الخاصة. والذي يفاقم المشكلة هو طبيعة المحيط الاقليمي الذي يعيش فيه لبنان مما يؤدي الى صعوبة الخروج من أزمة الكيان، فنحن فشلنا في اقامة نظام سياسي قادر على خلق مسار لمعالجة أزمة الكيان التي بدورها أنتجت أزمة نظام سياسي مما يولد أزمات سياسية متتالية كالتي نمر بها الآن”.

يبدو هذا الشاب مزيجا من ناصر قنديل، المحروقة أوراقه منذ سنوات، ومن وئام وهّاب، الذي يُحظى بـ”معلومات خاصّة” من مصادر سورية رسمية يبدو أحيانا أنّه ينطق باسمها وباسم هواجسها، ومن غسّان جواد، الذي لديه مصادر قويّة من الأمن العام ومن “حزب الله”، ومن بقيّة المحلّلين الرسميين في 8 آذار، مثل سالم زهران، الذي يُحظى بتمويل سياسي من “حزب الله” وبغطاء أمني منه.

اللافت فيه أنّ ذهنه حاضر، فهو لا يردّد ببغائية بعض المردّدين التابعين لحزب الله، ويحمل ثقافة سياسية وجيوبوليتيكية وتاريخية ودينية لابأس بها: “لبنان ممنوع ان يموت، وممنوع ان يصير قوي ويجب ان يضل على قيد الحياة لكن ضعيف”، قال في حديث سابق لـ”شؤون جنوبية” مع الزميلة ندى أيّوب.

برأيه أنّ “اللبنانيين امام خيارين اما ايجاد ميثاق وطني جديد، او تطبيق الطائف نفسه بروحية جديدة، بمعنى ان هناك مجموعات تعتبر نفسها مغبونة وتريد اعادة تموضعها في المعادلة”.

هو يحمل إجازة في الحقوق ودبلوم في العلاقات الدولية من الجامعة اللبنانية. وفي 2011 حصل على ماجستير في العلاقات الدولية والدراسات الأوروبية من جامعة براغ الدولية وحالياً يتابع دراسة الدكتوراه في الجامعة نفسها ضمن مجال العلاقات الدولية.

يعرّف عن نفسه بأنّه “نشر العديد من المقالات والأوراق البحثية (باللغتين العربية والإنكليزية) المتعلقة بالشرق الاوسط (إيران، تركيا، سوريا) والصين والسياسة الخارجية الأميركية في صحيفتي السفير والأخبار اللبنانية. ويشارك بشكل مستمر بندوات تلفزيونية وإذاعية للتعليق على التطورات الشرق أوسطية”.

أي أنّه لا يحمل أيّ حيثية شعبية أو صحافية سوى مقالات قليلة في جريدتي “الممانعة”. وبعدها يطلّ على شاشات “الممانعة”. وفي ظلّ “إضراب” نواب “حزب الله” ومسؤوليه عن الطلات الإعلامية، تجد تلفزيونات 14 آذار تركض نحو أيّ “معروض”، مثل طُعمٍ، بين جرائد الممانوعة وشاشاتها، لتأتي به إلى شاشاتها وتعطيه “الشرعية” التي تجعله “محلل سياسي معترف به رسميا”. ويدخل عالم التحليل السياسي من أبواب 8 و14. هكذ فعل غسّان جواد، وهكذا فعل سالم زهران، واليوم نشهد ولادة نجم جديد هو حسام مطر. فهنيئا لقوى 14 آذار خضمها الجديد، وربما إلى مزيد من “الطفر” في “المحلّلين”.

السابق
مقاتل غاضب يستقيل من حزب الله! (السبب والدوافع)
التالي
الامن العام يوقف عدد من الاشخاص بتهم إرتكاب افعال جرمية