تصر اسرائيل على اتهام “حزب الله” اللبناني بوضع العبوة، بالقرب من منطقة جبل روس في مزارع شبعا، التي انفجرت تحت سيارة عسكرية اسرائيلية، ليلة الجمعة.
ويقول الخبير العسكري ألكس فيشمان، المعروف بعلاقاته المتينة مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ان “حجم العبوة وجودتها والمكان الذي وضعت فيه”، في المنطقة التي تعتبر جزء من منظومة الدفاع المكثف لـ”حزب الله”، تؤكد ان “الحزب هو المسؤول”.
ويضيف فيشمان أنه من “غير المعقول بتاتاً ان يكون نشطاء من تنظيم “داعش” الاسلامي السوري المتطرف قد تسللوا الى المنطقة العسكرية”، التي يكثف فيها “حزب الله” نشاطه ضد اسرائيل، وقاموا بزرع العبوة دون أن يعرف “حزب الله” بذلك، ولهذا فإن لإعلان هذا التنظيم مسؤوليته عن زرع العبوة لا يتقبله الوعي.
ويرى الإسرائيليون أن “العبوة التي انفجرت لم تهدف الى التسبب بأضرار قاتلة، وانما، كما يبدو، التلميح فقط. وبأنه تم اختيار عبوة بهذا الحجم لعدم رغبة “حزب الله” بتوريط لبنان بهجوم اسرائيلي كبير”، ومن جهة اخرى محاولة التوضيح لاسرائيل بأنها بالغت، وانها عندما تقوم بقصف الأسلحة على الأراضي اللبنانية فان حساباها سيكون مع “حزب الله”.
واعتبر الخبير الاسرائيلي رد اسرائيل على العملية بقصف مبنيين تابعين لـ”حزب الله” قرب الحدود وعدم قصف الاراضي اللبنانية، شكلاً جديداً من اشكال الرد منذ حرب لبنان الثانية ويؤشر على ان اسرائيل رغبت بالتوضيح لـ”حزب الله”، فوراً ان هذا هو ثمن الاحتكاك.
ويوضح “فإن العدد القليل من القذائف التي اطلقها الجيش الاسرائيلي لم يكن بقرار من ضابط محلي انما بقرار من القيادة العليا في اللواء الشمالي، ويمكن الافتراض ان قيادة المنطقة الشمالية اعدّت خطة مسبقة للرد على كل عملية اطلاق نار تتعرض له اسرائيل شمالاً.
ويضيف ان “عملية زرع عبوة يشكل تغطية لمحاولة اختطاف جنود او عملية تمويه لمحاولة التسلل او تنفيذ عملية أخرى، ولذلك، وفي سبيل الردع، جاء القرار بالرد فوراً واطلاق النار في منطقة الحادث”، موضحاً ان “على هذا الأساس جاء قصف موقع “حزب الله” في قرية كفركلا القريبة من المطلة وقصف بناية تابعة لـ”حزب الله” في منطقة جبل روس”.
وبما ان “حزب الله” لم يعلن مسؤوليته عن زرع العبوة، ولم يتم التبليغ عن وقوع اصابات في الجانبين، يمكن الافتراض ان “الصفعة المتبادلة بين حزب الله واسرائيل انتهت”.
