آذار يهزم الموارنة: الطقس روم أرثوذكس

"مستقرضات الموارنة" هي 26-27-28 شباط و1-2-3-4 آذار وفق أسطورة تقول إن شباط استقرض من آذار أربعة أيام كي ينتقم من عجوز تكلمت عنه بالسوء. و"مستقرضات الروم" وفق التقويم الشرقي تتأخر 13 يوما فتكون 11-12-13 آذار و 14-15-16-17 آذار. وعادة يلبس الموارنة ثيابا صيفية في مستقرضات الروم، والعكس بالعكس.

تكثر خلال هذه الأيام الممطرة والباردة من آذار، لا سيما بعدما أطل الربيع مبكراً خلال شباط، تهليلات الأرثوذكسيين و«تزريكاتهم» للموارنة كما درجت العادة سنوياً في هذه الفترة من «المستقرضات» التي هي عبارة عن 7 أيام باردة جداً. وفي حين أن «مستقرضات الموارنة» أي العديات التي تتبع التقويم الغربي وهي تبدأ من آخر ثلاثة أيام من شباط (26-27-28 شباط) وأول 4 أيام من آذار (1-2-3-4 آذار) وفق الأسطورة التي تقول إن شباط المعروف بالبرد، استقرض أي استعار، من آذار أربعة أيام باردة، كي ينتقم من إحدى العجائز التي تكلمت بالسوء على شباط.
فإنّ «مستقرضات الروم» التي تتبع التقويم الشرقي أو التقويم اليوليوسي تتأخر 13 يوماً عن التقويم الغربي المعتمد اليوم. بحيث أنّ أول آذار عند الروم مثلاً، يوازي 14 آذار على التقويم العالمي اليوم. فتكون «مستقرضات الروم» عملياً هي التواريخ السابقة نفسها، مضافاً إليها 13 يوماً، أي 11-12-13 آذار و 14-15-16-17 آذار. وتأتي هذه الأيام باردة وفق الأسطورة أيضاً.
ولا يعتبر الكورانيون هذه الأفكار من الأساطير الشعبية، بالرغم من قدمها وعدم إثباتها لاهوتياً أو علمياً. وهم يتناقلونها من جيل إلى جيل. وهذه التقاليد كثيراً ما كان يعيشها أهالي القرى الكورانية بفرح يغلب عليه الحماس، بينهم وبين جيرانهم من الطائفة الأخرى. إذ إنّ بعض الشبان الروم يلبسون اللباس الصيفي في مستقرضات الموارنة حيث الشمس تكون مشرقة والجو دافئ، أو ينزلون إلى البحر ليؤكدوا لجيرانهم وأصدقائهم أنّ «المستقرضات الغربية» غير دقيقة. وكثيراً ما كانوا يأكلون البوظة أو يقدمونها مجاناً لأولاد الحارة في إشارة إلى حرارة الطقس.
أمّا في أجواء البرد التي كانت تسيطر على «مستقرضات الروم» فكان يعمد شبان كثيرون إلى جمع الحطب وتقديمه لأصحابهم الموارنة ليستدفئوا عليه من باب التسلية. وفي أيامنا الحاضرة انتقلت هذه التحديات إلى الممازحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإرسال رسائل نصية أو تعليقات عبر «فايسبوك» مختصرة بعبارة: «قالوا الشتوية خلصت وصار الأمر محسوم، تاري هالعالم نسيت هودي مستقرضات الروم».

الأمثال الشعبية

لا تغفل الأمثلة الشعبية «اقتراض» آذار من شباط أياماً لوداع فصل الشتاء. يقول المثل: «أيا ابن عمي يا آذار مني ثلاثة ومنك أربعة والشتا بعدنا مودعة».
وكذلك فإنّ الأمثلة الشعبية التي يرددها الفلاحون عن آذار تصيب في غالب الأحيان، بعدما اختبروها في تجاربهم ومواسمهم. وهي تحمل في جوانب منها بعض الفوارق عن أمثال آذار. ومن هذه الأمثال: «خلي الجمرات الكبار لآذار»، و«إن أقبلت آذار وراها وإن أمحلت آذار وراها»، ما يدل على تعلق المزارعين بأمطار آذار التي تشكل المخزون الحقيقي للأرض من المياه، وتكون تالياً خميرة لموسم الربيع والصيف.
وبالرغم من هذين المثلين هناك مثل آخر لا يشبههما ويقول: «بآذار ضهر بقراتك من الدار»، حيث يطمئن الفلاحون إلى بدء دفء الطقس من جهة ويناع المراعي من جهة أخرى.
يأخذ فواز البردان بهذا المثل، وقد خبره على مدى أكثر من ثلاثة عقود، فيخرج أبقاره في آذار إلى المراعي القليلة والمحدودة الملاصقة لأرصفة المشاة على المدخل الجنوبي لمدينة صور، بعدما يعاكس قطيعه السيارات العابرة على الشارع الرئيسي.
يقول البردان: «كل الامثلة بحق آذار وغيره من أشهر السنة دقيقة إلى حد كبير بالرغم من تباينها وتباعدها إذ تجمع البرد القارس والدفء والشمس الساطعة».
يضيف: نحن دائما نعول على مطر شهر آذار الذي لا يخيب آمال المزارعين في اغلب الاحيان، ففي بعض السنوات كانت تأتي «العيانة» وتعني استمرار الشتاء لايام متواصلة كانت تمنع المزارعين والرعاة وحتى الناس من الخروج من منازلهم. ويؤكد أن أمطار آذار الحالي التي جاءت بعد انحباس طويل للأمطار قد اعادت الطمأنينة الى حد معقول للمزارعين.

السابق
إعادة وضع كامل مجموعات دير عمار والزهراني في الخدمة
التالي
تعرض منزل بالعديسة لاضرار بقصف اسرائيلي