هذا ما حصل في لقاء عون الحريري

‫أثار إخفاء خبر لقاء الرئيس سعد الحريري مع الجنرال ميشال عون في باريس قبل أكثر من شهر لغطاً، وشائعات، في أوساط ١٤ و٨ آذار. فما هي حقيقة اللقاء، وما هي حصيلته؟‬

مصادر على صلة باللقاءات التي حصلت بين العماد عون ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري أشارت الى ان هذه اللقاءات لم تصل الى نتيجة، وهي في الاصل لم يكن مقدرا لها ان تصل الى اي مبتغى، نظرا لجو عدم الثقة لدى تيار المستقبل بالتيار العوني عموما وبالجنرال عون خصوصا. فهذا الاخير كان، في السابق، قد تمادى كثيرا في هجماته على المستقبل، وعلى قياداته وعلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مطلقا في حق الجميع اتهامات باطلة لا تستند الى اي مسوغ او اثبات.

وكشفت المصادر ان الرئيس الحريري، تلقى اتصالا من العماد عون، يطلب فيه لقاء الحريري“سواء في منزله في الرياض، او في باريس او في اي مكان آخر”، فرد الحريري، قائلا إنه سيكون في باريس بعد اسبوع، فسارع عون الى إبلاغ الحريري أنه سيلتقيه في باريس.

وتشير المعلومات ان عون بادر الحريري في باريس قائلا أن مبادرته الى اللقاء تنطلق من رؤيته حال الانهيار التام المقبلة عليها البلاد واستطلاع امكانات رأب الصدع من خلال تشكيل حكومة وتأمين الاستحقاق الرئاسي، من دون ان يبادر الى طرح مسألة ترشحه للرئاسة واستمزاج موقف الرئيس الحريري من هذا الامر.

وتضيف ان الحريري، طرح امام الجنرال رؤيته للمخاطر التي تهدد البلاد، وفي مقدمها قتال حليف الجنرال “حزب الله”، في سوريا، وانعكاس هذا الامر على الساحة اللبنانية، مستطردا ان حال الفراغ في المؤسسات تفاقم من هذه المخاطر، وان في مقدم مشروع وقف الانهيار والحد من المخاطر التي تواجه البلاد، يبدأ بتشكيل الحكومة، وان بامكان عون لعب دور في هذا المجال من خلال حل عقدة توزير صهره جبران باسيل، في وزارة الطاقة، وقبوله بوزارة الخارجية. وهذا ما كان، حيث بادر عون الى حل عقدة “عمرها ما تتشكل الحكومة كرمال عيون صهر الجنرال”! وخرجت التشكيلة الحكومية الى النور.

وتقول المعلومات إن الجنرال عون أصر على ان يبقى اللقاء سريا وبعيدا عن الاعلام، وبناء على رغبته التزم تيار المستقبل بعدم الكشف عن اللقاء!

إلا أن الجنرال، ولغاية في نفس يعقوب، سرب خبر اللقاء، معتمدا التعمية على مكان حصوله. حيث قيل انه عقد في روما، أو حسب تسريب آخر في المملكة العربية السعودية، أو في دبي! وتمت المبالغة في تسريب اخبار عن لقاءات عدة حصلت في دبي والعربية السعودية بين نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، والوزير جبران باسيل، للتعمية على مصادر تسريب خبر اللقاء الاول، وللايحاء بأن المستقبل يتفرد في عقد لقاءات مع التيار العوني، وصولا الى “تسريب” تبني إعلان الرئيس سعد الحريري ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية!

وتضيف المعلومات الى ان هدف “التسريبات” كان دق إسفين بين الحريري وحلفائه، خصوصا حزب “القوات اللبنانية”، على ابواب الاستحقاق الرئاسي، وفي حمأة التباين في وجهات النظر بين الرئيس الحريري و”القوات” على خلفية المشاركة مع “حزب الله”، في الحكومة السلامية.

معلومات غير مؤكدة، قالت إن الرئيس الحريري، وهو يودع العماد عون في إثر اللقاء الباريسي، قال “على من يعتقد الجنرال انه يضحك”! وأشارت الى ان الحريري لم يَعِد عون باي شيء، خصوصا تبني ترشيحه للرئاسة، وان الحريري خرج بعد اللقاء في مقابلة تلفزيونية على شاشة المستقبل، ليعلن ان مرشحه لرئاسة الجمهورية هو من قوى 14 آذار، قاطعا الطريق على أي اجتهادات عونية او تسريبات. وان الحريري أكد هذا الامر وردده في تصريحات لاحقة، وانه ابلغ البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ان قوى 14 آذار سوف تتبنى ترشيح احد اعضائها للرئاسة وان كتلته النيابية ستواظب على المشاركة في جلسات انتخاب الرئيس المقبل مهما كانت الصعوبات والتحديات.

وتضيف المصادر ان لا مجال اما أي اجتهاد بتبني ترشيح العماد عون لمنصب رئيس الجمهورية لا من تيار المستقبل ولا من قبل اي مكون من قوى 14 آذار، مهما تنوعت التسريبات ومهما تشعبت. وان تحالف قوى 14 آذار ما زال متماسكا على عكس الإشاعات التي تحاول إيجاد تصدعات في صفوفه، وان التباين في وجهات النظر بشأن الحكومة لا يفسد في الود قضية، طالما ان احدا من مكونات قوى 14 آذار ليس على استعداد للتفريط بالثوابت الوطينة وتقديم تنازلات على حساب الدولة اولا وقوى 14 ثانيا.

السابق
50 اسماً ممنوعون في السعودية
التالي
هل تُهدي كردستان الديموقراطيةَ للعراق؟