علاقة حزب الله قويّة بإسلاميي فلسطين ويسارييه

النائب السابق عن "حزب الله" حسن حبّ الله هو مسؤول الملفّ الفلسطيني في الحزب. وفي حديث لـ"جنوبية" اعتبر أنّ "وجود عناصر إرهابية داخل المخيمات لا نحمّله للفلسطينيين لأنه ينسحب على المناطق اللبنانية كلفة". وأضاف: "هناك إشاعات تبثها أجهزة مخابراتية تستهدف اللبناني والفلسطيني هدفها إثارة البلبلة والفتنة ومحاولات لضرب الأمن اللبناني من جهة وتهجير الفلسطيني من جهة أخرى". ويؤكد أنّ "حماس لم تقكع علاقتها مع حزب الله رغم مشاركتها في القتال ضد النظام السوري"، ويختم: "علاقتنا جيدة مع كافة الفصائل الفلسطينية ومخيماتها وخصوصاً مخيم اليرموك". الحوار كاملا في الداخل.

تحاول بعض أجهزة الاستخبارات النفاذ، من خلال أزمة الثقة التي شابت العلاقات الفلسطينية مع حزب الله، للإيقاع بين الفلسطينيين واللبنانيين، في محاولة لضرب الأمن اللبناني من جهة، ولتهجير فلسطينيي الشتات إلى خارج لبنان من جهة أخرى، عبر التسهيلات التي تُقدّم للهجرة الفلسطينية من سوريا ولبنان. “جنوبية” حاورت النائب السابق حسن حب الله (مسؤول الملفّ الفلسطيني في حزب الله) عن العلاقات الفلسطينية مع الحزب.

وَلَّدت القضية الفلسطينية علاقة وطيدة بين حزب الله والفصائل الفلسطينية، إذ دفعت قادتهم وكوادرهم ومقاتليهم إلى عمل مشترك مع الحزب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1982. كما ساهم حزب الله في تسليح العديد من فصائل المقاومة الوطنية والفلسطينية، وتوفير الدعم اللوجستي لهم حتى داخل فلسطين المحتلة. فمن توفير الدعم المالي والإعلامي للانتفاضة، إلى نسج علاقات متينة مع قياداتها آنذاك، والتي استمرت حتى الآن، كون الهدف واضحاً أمام الطرفين: إزالة إسرائيل من الوجود وتحرير فلسطين. والجدير ذكره أن حزب الله لم يبن علاقته مع التيارات الإسلامية فقط. بل إنّ فصائل اليسار الفلسطيني تصف علاقتها مع حزب الله بأنّها قوية.

في السياق نفسه يشير حبّ الله أنّ “علاقتنا مع الفصائل الفلسطينية الوطنية والعلمانية والإسلامية، علاقات جيدة يتخللها التواصل الدائم. كما أن المقاومة الفلسطينية مجتمعة مع حزب الله على قضية فلسطين. ولن تؤثر عليها تباينات تجاه قضية إقليمية أو طائفية وستبقى القضية الفلسطينية القضية المركزية لكل العرب والمسلمين”. ويكشف حب الله أنّ “الحزب في تواصل دائم مع الفصائل الفلسطينية، لمعالجة الاشكالات التي تطرأ”.
• ما رأيك بالحديث عن قيام عناصر فلسطينية منشقة مثل نعيم عباس بالتجهيز للقيام بعمليات انتحارية. ووجود تخوف من أن المخيمات، أصبحت مرتعاً للإرهابيين والتكفيريين؟

– وجود عناصر إرهابية داخل المخيمات أمر لا نُحَمِل مسؤوليته للفلسطينيين لأنه ينسحب على المناطق اللبنانية كافة من قرى ومدن ومخيمات تتواجد فيها عناصر إرهابية. أما فيما يخص خروج عناصر من المخيم لقطع طريق المطار، فهو ليس أمراً فردياً. ويحتاج إلى بيئة تستوعب المخيم في القيام بهذا العمل. وهو أمر غير وارد على الإطلاق لأن القرار يعود لمسؤول المخيم. وكافة مسؤولي الفصائل ليست من هذا السنف من التفكير. فضلاً عن ارتباطها وتنسيقها مع حزب الله والقوى الأمنية على الأرض. فضلاً عن ربطها بعلاقات جيدة وتاريخية بحزب الله والمقاومة.

• لكن ما سبب التوتر بين الطرفين؟

– هدف الشائعات هو الإيقاع بين اللبنانين والفلسطينين هو ما حصل على مرّ السنوات الماضية حيث شابت العلاقات اللبنانية الفلسطينية الكثير من المشاكل وفقدان الثقة يشوبها نظرة بعض اللبنانيين أن الفلسطيني يريد أن يستوطن في لبنان. هذه الهوّة تحاول بعض أجهزة المخابرات النفاذ من خلالها للإيقاع بين اللبناني والفلسطيني، في محاولة لضرب الأمن اللبناني من جهة، ولتهجير الفلسطيني من جهة أخرى. والجدير ذكره أن جزءاً من خطة (وزير الخارجية الأميركية جون) كيري العمل على عدم عودة فلسطينيي الشتات إلى فلسطين وشطب حق العودة مقابل التعويض المادي. كما جرى الحديث عن تسهيلات للهجرة الفلسطينية من سوريا ولبنان، إلى مناطق أبعد من الدول العربية ومنحهم الجنسية، كما حدث في الأردن، ونسيان قضيتهم الأساس والتخلي عن حق العودة، عبر افتعال مشاكل لهم تؤدي إلى القيام بتهجيرهم. أما العلاقات اللبنانية الفلسطينية فتجمعها مصلحة الطرفين. إذ يجب أن يعمل اللبناني على علاقة جيدة مع الفلسطيني، كما يجب على الفلسطيني أن يقيم علاقات جيدة مع اللبناني، على قاعدة أن الفلسطيني لا يسقط حق العودة ويرفض التوطين ويناضل من أجل العودة إلى فلسطين.

• لكن ماذا عن حماس تحديدا؟

– فيما يخص حماس نحن لا نتوافق مع قراءتهم للأزمة السورية، بمساعدة المعارضة ضد النظام، خصوصا أنّ سوريا تعيش أزمة. ولا ينقصها أن تميل حماس مع الإخوان المسلمين ضد النظام. لكنّ علاقات حزب الله جيدة مع مخيم اليرموك. رغم وجود بعض التباينات في النظرة إلى الأزمة السورية، فإن العلاقة كانت وما زالت جيدة مع الحركة كما أن التواصل مستمر معها. ومع احتدام الأزمة السورية كثر الحديث عن افتراق بين حزب الله وحماس إلا أن اللقاءات التي تجري بين الطرفين تلغي رواية الخلاف بينهما، وهي ليست علاقة شكلية. ولم تقطع حماس اتصالاتها مع حزب الله. وعلاقة حركة حماس مع حزب الله هي تقاطع في الرؤى حول نهج المقاومة، فحماس ما زالت تخوض صراعاً متواصلاً مع العدو الإسرائيلي، مثلما يخوض حزب الله نفس الصراع ضد إسرائيل، وهذا ما يجعل أهداف المقاومتين اللبنانية والفلسطينية تلتقي في خندق واحد، كما أن حزب الله يدعم كافة حركات المقاومة الفلسطينية، ويقف دوماً في الخندق الأول بالمواجهة مع إسرائيل، ويقف في وجه المشروع الإسرائيلي الأميركي في المنطقة ويدعم الشعب الفلسطيني وقضيته. والرياح التي تعصف بالمنطقة سوف تهمد في يوم من الأيام؛ وستعود اللحمة الوطنية وسندرك أن لا عدو لنا إلا الكيان الصهيوني، الذي اغتصب أرضنا وهجَّر شعبنا.

 

السابق
سليمان:مواقف المشنوق لا تعبر عن رأي لبنان
التالي
الحزب العربي الديموقراطي: وقف اطلاق النار مقابل ضمانات