بين ميثم قصير ومحمد بركات: خيبات جمهور 8 و14 آذار

الغريب أنّ هناك من لا يزال يؤمن بقياديّ من هنا أو من هناك، بخزعبلات 14 و8 آذار. اليوم مثلا نعى "صقر" 8 آذار وئام وهّاب هذه القوى، وقبلها خرج "الكتائب" وميشال عون ووليد جنبلاط من 14، ونرى من بقوا، سمير جعجع ودوري شمعون، يهدّدان بالانسحاب... وهناك من لا يزال يصدّق! فكيف نعاها الزميلان محمد بركات وميثم قصير؟

(بذكرى #14_اذار بزعل وبنبسط .. بزعل لانو لو كنت اوعى شوي كنت اكيد رح كون بساحة الشهداء، وبنبسط انو ما كنت لحتى ما كون عم بزعل كيف تم تشويه تلك اللحظة بهل 9 سنوات. بس لي اكتر شي بعصّبني بموضوع شهر آذار، انو كنت واقف مع حشود نصر الله عم قول شكرا سوريا ( ع شو ما بعرف لهلق) .. #يلعن_مدارس_المصطفى_لي_اخدتني_لهونيك ..).

هذا النص للزميل الشاب ميثم قصير الذي يعمل حاليا كمراسل في المؤسسة اللبنانية للارسال LBC، يعبّر من خلاله عن غضبه من تسلّط مدارس محسوبة على “حزب الله” على طلابها في أيام آذار 2005 وإنزال الطلاب، في أوقات دواماتهم المدرسية، إلى ساحات المواجهات مع الطرف الآخر، 14 آذار، ربما كجزء من “المنهاج الرسمي”. تماما كما كانت تفعل مؤسسات تعليمية أخرى، مثل “مدارس الحريري”، لجعل التلاميذ، ما دون 18 عاما، وقودا جماهيرية لحرب سياسية ناشئة ما كانوا يدركون معناها، وصاروا حطبها الذي به توقد الفتن.

الزميل في “العربي الجديد” محمد بركات سأل على صفحته الفايسبوكية، بعد 9 سنوات، سؤالا جوهريا: ماذا بقي من 14 آذار اليوم؟”. ثم أجاب في اليوم التالي: “بقي الناس، كلٌّ على رصيف خيبته، بانتظار حلم أو من يطفىء غضبا.. تماما كما الثورة السورية التي، في عامها الرابع، بقي منها الناس وأشلاؤهم التي تشبه أحلامهم”، وختم الستايتوس: “كلّ ثورة يخونها، في اﻷساس، الناطقون باسمها”.

المعلّقون على “بوست” بركات تراوحت مشاركاتهم بين: “بقي آذار” و”بقي 14″ وبقي “حزب الله” وبقي “البيال” أو “لا شيء” أو “زبالتها صراحة…

قصير اعتبر مشاركته نوعا من غش تعرّض له. إذ كان يردّد شعارات لا يؤمن بها، ودون أن تستشيره إدارة مدرسته التابعة لحزب الله. وفي الجهة المقابلة اكتشف بركات أنّ خيبة كبيرة أصابته كتلك التي أصابت ميثم قصير وجماهير الثورة السورية بعد مرور سنوات على الثورتين.

الغشّ هو نفسه هو الذي أنهى الشعور بالقوّة أو التحدي أو الحريّة لدى الجهتين ولدى جماهير الجهتين. إن في تسويات من هناك أو في فساد قيادات من هناك.

كما لو أنّ قصير وبركات هما التعبير الأكثر وضوحا عما آلت إليه مشاعر جماهير 8 و14 آذار، ويمكن اختصارها بـ: “الخيبة”. تلك التي تصيب اللبنانيين باستمرار من قياداتهم السياسية. قيادات يتكشّف عاجلا أو آجلا أنّها تعمل في تأجير جماهيرها ومنابرها إلى دول إقليمية ودولية؟

الخيبة نفسها التي خرج بها المتحاربون بعد الحروب الأهلية اللبنانية من السبعينات إلى التسعينات، بعدما دمّر المتقاتلون البلد وخرد زعماؤهم وحواشيهم لنهب ما تبقّى من الدولة وأموالها وإداراتها، وبقي اللبنانيون على أرصفة التسعينات والألفية الجديدة، فقراء يستعدّون ليكونوا حطب معارك جديدة.

الغريب أنّ هناك من لا يزال يؤمن بقياديّ من هنا أو من هناك، بخزعبلات 14 و8 آذار. اليوم مثلا نعى “صقر” 8 آذار وئام وهّاب هذه القوى، وقبلها خرج “الكتائب” وميشال عون ووليد جنبلاط من 14، ونرى من بقوا، سمير جعجع ودوري شمعون، يهدّدان بالانسحاب… وهناك من لا يزال يصدّق!

السابق
نهاد المشنوق: سلاح المقاومة بات بعد العام 2008 موضع نزاع وانقسام عامودي
التالي
سالم الرافعي: الافراج عن عمر كلش تم بعد ضغط من الشارع والناس