ماذا يجري في الخليج؟

الخليج العربي

في الوقت الذي كان المراقبون يتوقعون قيام دولة الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، إذا بهم يفاجأون بسحب سفراء ثلاث دول خليجية من الدوحة، وصدور بيان رسمي من الدول الثلاث بشرح الأسباب.
الدوحة أخذتها العزة بالإثم، فقررت عدم الرد بسحب سفرائها من عواصم الدول الثلاث، وصعّدت صحافتها من لهجتها ضد هذه الدول. وقد تكون قد كسبت الجمهور، لكنها ستدفع «الثمن» إذا بقيت «منعزلة».
وإذا كان «الثمن» يُقدَّر بالحساب، فإن الدوحة قد خسرت حسابياً، بينما كسبت العواصم الثلاث، في البورصات وفي استثمارات البنوك والشركات.
وهذه أول إشارة لدفع «الثمن»…
لقد ظلت بعض هذه الدول الثلاث تتلقى تدخل الدوحة في شؤونها الداخلية، وإذا كانت الدوحة تظن أن «المال» يطوّع كل شيء … فهناك دول من هذه الدول الثلاث أكثر مالاً من الدوحة.
ولم تدخل الكويت مع الدول الثلاث كي تتولى «الوساطة»، فهذا عن الكويت. ماذا عن سلطنة عمان؟
كان «التقييم» أن التحالف القطري – العماني قد انتهى، وإذا بغياب سلطنة عمان عن الصورة، يمثل دعماً لقطر.
وعلى أي حال فإن السلطنة ظلت بعيدةً عن أي مشروع اتحادي، على رغم أن اتفاق مجلس التعاون أصلاً ينص على السعي للاتحاد في نهاية المطاف. فكيف لم تقرأه القيادة العمانية؟
وتظل المشكلة مع قطر… فهي تصر على التغريد خارج السرب الخليجي، ظناً منها أنها تكسب بذلك الرأي العام العربي.
ولكن الرأي العام العربي أصبح أكثر وعياً وأشد استنارة، وهو لا يؤيد إلا السياسة التي تنفعه.
فأي نفع سيأتيه من دولة صغيرة الحجم تطمح أن تبدو «كبيرة».
إن «الحل» هو أن يجلس قادة قطر ويفكروا ملياً في الأمر، ويراجعوا النهج الذي يختطونه في الوقت الحاضر.
لا حلّ إلا هذا الحل، والذين يكسبون من اختلاف الحلول بين دول الخليج العربي، عليهم أن يراجعوا حساباتهم.
وإذا كانت قطر ستواصل نهجها المذكور، فإن وجود دول كإيران والعراق، وسلطنة عمان، لن ينفعها… و «ما حك جلدك غير ظفرك»، فنرجو ألا تخرج قطر من الجلد الخليجي، لا هي ولا سلطنة عُمان.
أما إيران، فإن الحديث في المحافل الدولية عن تغيير النظام.
وأما العراق، فليحمِ أهله من السيارات المفخخة.
إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تستحق كل تقدير، كان لديها سبب موضوعي لكي لا تكون من الدول الثلاث التي سحبت سفراءها، وأصدرت البيان الثلاثي.
فجزرها محتلة من جانب إيران، وحقل الشيبة ذهب إلى السعودية، فربما تحتج بحقل الشيبة. فإما تتناصفه معها السعودية. وإلا إنها لن توقّع… ولن تسحب…
ولكنها قدّرت ورأت أن الوجود لا يُساوم عليه. والموقف مسألة وجود لا أكثر ولا أقل.
ومصر العربية وجدت في المقاطعة الخليجية ما يبرّر موقفها من «قناة الجزيرة»، وإلا من يصارع مصر اليوم، من أجل «الإخوان».
إن مصارعة مصر بملايينها التسعين، لهو لعب بالنار في المحيط العربي. ولن يغفر اللّه لمن يلعب بالنار… إن كان حريصاً على العرب والعروبة، ولكن أيُّ حرص!
إن مجلس التعاون وُجد، ليبقى… وإذا حتمت الظروف فليبقَ بأعضائه الأربعة، أو الخمسة…
والله من وراء القصد.

السابق
لائحة المخادعين في سورية
التالي
التلغراف البريطانية: سحب السفراء من قطر سيؤثر على الأزمة السورية