الإبراهيمي: إعادة انتخاب الأسد تفجّر العملية السياسية في جنيف

مع دخول الحرب الأهلية السورية سنتها الرابعة، حذر الممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي من أن مضي السلطات في اجراءات اعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة مدتها سبع سنوات “سيفجر العملية السياسية المتمثلة بمحادثات جنيف”.

وعشية الإحاطة التي يرتقب أن يقدمها الابرهيمي اليوم الى أعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة، كشف ديبلوماسي غربي أن المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت استضاف أول من أمس الى غداء نظراءه الآخرين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الأميركية سامانتا باور والفرنسي جيرار آرو والروسي فيتالي تشوركين والصيني ليو جيي مع الممثل الخاص المشترك الذي “جاء برسالة واضحة: مناقشات جنيف عطلها النظام”، موضحاً أنه خلال جولتي المحادثات اقترح “مناقشة الإرهاب والهيئة الحكومية الإنتقالية بصورة متوازية. هذه المقاربة رفضها النظام”. كذلك نقل عنه أن اجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا “سيفجر العملية السياسية المتمثلة بمحادثات جنيف” لأنه “لا يمكن البحث في عملية انتقالية من جهة واجراء انتخابات تجدد ولاية الأسد سبع سنوات إضافية من جهة أخرى”.
وأفاد الديبلوماسي الغربي أن “الجميع ينتظرون موقف روسيا من التحضيرات الجارية لاجراء الإنتخابات في سوريا”، وأن فرنسا قدمت مشروع بيان صحافي يعبر عن “الدعم التام لجهود” الابرهيمي انطلاقاً من بيان جنيف الأول في 30 حزيران 2012. كذلك يعبّر البيان عن “الدعم الكامل لجدول الأعمال الذي يتألف من أربع نقاط والذي قدمه الممثل الخاص المشترك لمعاودة المحادثات: العنف والإرهاب، الهيئة الحكومية الإنتقالية، المؤسسات الوطنية، المصالحة الوطنية والنقاش الوطني”. ويساند المشروع “مقاربة الابرهيمي في التعامل مع النقطتين الأوليين بصورة متوازية والتشديد على ضرورة الإنخراط الأصيل في انشاء هيئة حكومية انتقالية … لديها كامل الصلاحيات التنفيذية، وتشكل برضى الطرفين”. ورجح أن ترفض روسيا هذا البيان نظراً الى الإعتقاد السائد أن القوات الحكومية السورية تحرز تقدماً على الأرض والى تعمق الخلافات بين الغرب وروسيا على طريقة التعامل مع الأزمة السورية وعلى مواضيع أخرى أحدثها الوضع المتأزم في أوكرانيا.
وقال ديبلوماسي غربي آخر إن “الإبرهيمي لا يريد عقد جولة ثالثة من محادثات جنيف لأنه يريد من روسيا أن تضغط على الحكومة السورية كي تقدم تنازلات وكي تمتنع عن اجراء الانتخابات الرئاسية ويريد من الدول الغربية أن تضغط من أجل جعل المعارضة أكثر تمثيلاً”. وأضاف أن الابرهيمي “لم يقل بصورة صريحة إنه يريد الإستقالة لكنه يرى أنه لا يمكنه أن يفعل أي شيء. هو متشائم”، مشيراً الى أن أحداً لن يقبل الآن بالقيام بهذه المهمة.
الى ذلك، حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون الحكومة السورية والمعارضة على التحلي بالمسؤولية والعمل على إنهاء المأساة التي ألحقت الضرر بملايين السوريين. وعبر في بيان في مناسبة دخول الأزمة السورية سنتها الرابعة، عن “الأسف العميق لفشل المجتمع الدولي والمنطقة والسوريين أنفسهم في وقف هذا الصراع المروع”.
واستعاض الابرهيمي عن مؤتمر صحافي ببيان مشترك مع بان والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “الأونيسكو” إيرينا بوكوفا يحض جميع أطراف النزاع على “الوقف الفوري لأعمال تدمير التراث السوري، وإنقاذ التنوع الاجتماعي الثري في سوريا من خلال حماية مواقع التراث العالمي فيها”. وتحدث عن استخدام أربعة مواقع نفيسة لأغراض عسكرية إن لم تكن قد تحوّلت ساحات معارك، وهذه المواقع هي تدمر، وقلعة الحصن، وكنيسة القديس سمعان في القرى العتيقة بشمال سوريا، وحلب، بما في ذلك قلعة حلب.

الاسد
على صعيد آخر، تفقد الرئيس السوري بشار الاسد أوضاع النازحين السوريين في مركز ايواء ببلدة عدرا في ريف دمشق، في زيارة نادرة له لخارج العاصمة.
وبث التلفزيون الرسمي ان الاسد “يجول في اماكن اقامة المهجرين في مركز الدوير ويستمع الى احتياجاتهم”. ونقل عنه ان “الدولة تواصل تأمين المستلزمات الأساسية للمهجرين إلى أن يعود الجميع إلى منازلهم في عدرا وغيرها”.
ولاحقاً، أوردت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان الاسد “جدد التأكيد ان الدولة مستمرة في مكافحة الارهاب والارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) الذين شردوا المواطنين من منازلهم ومارسوا جرائم بشعة بحقهم”.
وتقع عدرا شمال شرق دمشق وكانت مسرحاً لمعارك بين مسلحي المعارضة وقوات النظام التي اطلقت في كانون الاول هجوماً واسع النطاق لاخراج مقاتلي المعارضة منها.
في غضون ذلك، صادقت المحكمة الأوروبية على العقوبات التي أقرها الإتحاد الأوروبي في حق بشرى الاسد، شقيقة الرئيس بشار الأسد، لقربها من السلطة في سوريا.
من جهة أخرى، قررت سوريا اقفال سفارتيها في الكويت والسعودية لرفض هذين البلدين الموافقة على اعتماد ديبلوماسيين سوريين لديهما.
وأصدر الاسد قانونا فرض بموجبه تأشيرات دخول على الرعايا العرب والاجانب الراغبين في العبور الى سوريا. ونشرت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” في موقعها الالكتروني النص الكامل للقانون الذي أقره مجلس الشعب في الرابع من آذار. ويستثني القانون الذي لن يطبق قبل ثلاثة اشهر، رعايا الدول المجاورة او الدول التي وقعت اتفاقات سابقة مع سوريا في شأن حركة الدخول والخروج.
وفي طهران، استضافت إيران نسخة منافسة لمؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” حيث اجتمع نواب من دول حليفة حول العالم للسعي الى حل ديبلوماسي للحرب في سوريا والتنديد بالتدخل الغربي المزعوم.
وفي المؤتمر الذي حضره مشرعون من روسيا والجزائر وسوريا والعراق ولبنان وكوبا وفنزويلا، تحدى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مسلحي المعارضة السورية أن يلقوا السلاح ويسعوا الى خلع الأسد عبر صناديق الاقتراع.

السابق
تجدد إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة في إتجاه إسرائيل
التالي
هل تكرس زيارة روحاني لسلطنة عمان الشرذمة اللاحقة بدول التعاون الخليجي؟