680 وفاة سنوياً بسبب الإفراط في الملح

الملح

يتسبّب تناول الملح المفرط بـ680 حالة وفاة سنوياً في لبنان. يستهلك الفرد اللبناني نحو 7.8 غرام من الملح يومياً أي ما يعادل 3.1 غرام من الصوديوم، علماً أن المبادئ التوجيهية الصادرة عن «منظمة الصحة العالمية»، في كانون الثاني 2013، تحدد بأنه لا ينبغي للبالغين تناول كمية تزيد على غرامين من الصوديوم أو 5 غرامات من الملح (نحو ثلاثة أرباع ملعقة صغيرة من الملح) يومياً.

يحتفل العالم بين العاشر والسادس عشر من الشهر الجاري بالأسبوع العالمي للتوعية في شأن تخفيف استهلاك الملح ومضاره. وأطلقت «مجموعة العمل اللبنانية للملح والصحة» في «المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت» و«جمعية حماية المستهلك في لبنان»، أمس، الحملة الوطنية للحدّ من استهلاك الملح بغية رفع الوعي في شأن تخفيض الاستهلاك المفرط للملح في المجتمع اللبناني.
تكشف الدراسات العلمية، وفق رئيس المجموعة الدكتور سمير أرناؤوط، أن الخبز يساهم بنسبة 25 في المئة من زيادة استهلاك الملح اليومي للفرد اللبناني، وأن مشتقات الخبز مثل المناقيش والفطائر تساهم بنسبة أربعة في المئة.
ويشرح الأستاذ في علم الغذاء في «الأميركية» الدكتور عمار عُلبي بأن نسبة الصوديوم في الخبز العربي تصل في بعض الأفران إلى 500 ملغ في كلّ مئة غرام، ونسبة الصوديوم في المناقيش تصل إلى 820 ملغ في كلّ مئة غرام، مع الإشارة إلى أنه يمكن خفض تلك الكميات من دون التأثير على الطعم أو النوعية أو مدة الحفظ.
تبيّن دراسة أخرى في شأن وعي اللبنانيين لمصادر الملح ومخاطره في الاستهلاك اليومي أن نسبة 21.5 في المئة من المشاركين في الدراسة تمكنت من تحديد المصدر الرئيس للملح وهو الأطعمة المصنَّعة والمعلَّبة. بينما ظنت نسبة 31.8 في المئة أن المصدر الرئيس للملح هو إضافة الكمية أثناء الطهي، وأجابت 42.1 في المئة أن زيادة الملح على الطاولة يشكّل المصدر الأساسي للملح. ولا ينظر ثلث المشاركين في الدراسة إلى المحتوى الغذائي للمنتج، من دون أن يهتمّ ثلثا المشاركين الذين ينظرون إلى المحتوى إلى نسبة الملح في الطعام، ولا يؤثر المحتوى المكتوب على الغلاف على قرار شراء المنتجات.
تُظهر دراسة أخرى، وفق عُلبي، أن نسبة الصوديوم في الأجبان في لبنان مرتفعة. شملت الدراسة 38 صنفاً من الأجبان والألبان وتحتوي جبنة «الدوبل كريم» على النسبة الأقلّ من الصوديوم.
يرتبط الاستهلاك المفرط للصوديوم بارتفاع ضغط الدمّ. ما يزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والكلى، ويزيد من حالات السكريّ، وترقق العظام، وسرطان المعدة. يؤثّر الملح، وفق أرناؤوط، على خلايا الشرايين، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ويؤثر على تغذية البنكرياس وانخفاض إفراز الأنسولين ما يزيد التعرّض إلى داء السكري. وتؤدي زيادة تناول الملح إلى حصر الصوديوم في الكلى، ما يضرّ بوظيفتها. ويؤدي الإكثار من تناول الملح إلى تقلّص الشعيرات الدموية التي تغذي العظام، ما يؤثر على نموّها. ويزيد بعض المواد الكيميائية الموجودة في المعلبات من نسبة التعرّض إلى سرطان المعدة.
يؤثر تناول الملح المفرط، وفق الأستاذ المساعد في قسم أمراض القلب في كلية الطب في «الأميركية» الدكتور حسين اسماعيل، على النساء والرجال على حدّ سواء. ويُعتبر المتقدمون في العمر أكثر عرضة لمضاعفات الإكثار من الملح بسبب ضمور الكلى وانخفاض القدرة على تصريف الملح. وتذكر «مجموعة العمل العالمية للملح والصحة» (WASH) بأثر تناول الملح المفرط على الأطفال الذي يجعلهم أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدمّ، وترقق العظام، وأمراض الجهاز التنفسي مثل الربو، والسمنة. وتؤثر العادات الغذائية في الصغر على الأنماط في الكبر.
تظهر التجربة الناجحة لبريطانيا في خفض استهلاك الملح أن تخفيف ملعقة صغيرة من الاستهلاك اليومي للفرد للملح يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24 في المئة، وبأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 18 في المئة ما يساهم بتجنب نحو 35 ألف حالة وفاة سنوية.
وتشير الإحصاءات، وفق أرناؤوط، إلى زيادة عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم في لبنان بنسبة 60 في المئة في بداية العام 2015، والسمنة بنسبة 35 في المئة، والسكري بنسبة 20 في المئة، ما يوجب اتخاذ الإجراءات اللازمة في القطاعين الصحي والصناعي لخفض استهلاك الملح.
تشمل خطة خفض تناول الملح، وفق أرناؤوط، ثلاث مراحل: خفض الملح بنسبة 10 في المئة في جميع أنواع الخبز بحلول حزيران 2014، و10 في المئة إضافية في كانون الأول 2014، و10 في المئة أخرى بحلول حزيران 2015، وتحديد نسبة الملح في المنتجات المحلية مثل الجبن ومنتجات اللحوم والمخللات بحلول تموز 2014. ويتطلب ذلك تعاوناً بين الوزارات المعنية وأصحاب القرار والقيّمين على الصناعات الغذائية وأصحاب الأفران.
يوصي رئيس «جمعية حماية المستهلك» الدكتور زهير برو بضرورة تحديث «مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية – ليبنور» المواصفات الغذائية ووضع كميات الملح بشكل بارز على الأغلفة، وبضرورة رفع الوعي في المدارس والمطاعم والامتناع عن وضع المملحة على الطاولات وإحضارها عند الطلب.
وينصح اسماعيل الأفراد بشراء الخبز القليل الملح، والمكسرات غير المملّحة، والخضار والفاكهة واللحوم الطازجة بدل المعلبة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح. وترتكز النصائح على تقليل استخدام الملح في الطهي واستخدام الخلّ والثوم والبصل كتوابل الطعام، وعدم وضع المملحة على المائدة، واستبدال الأجبان الغنية بالملح بأخرى قليلة الملح وتحليتها بالماء، والتقليل من تناول المواد الغذائية المصنّعة مثل الكاتشب، والخردل وغيرها.

السابق
محققون في نيويورك يفتحون تحقيقا جنائيا بشأن سيارات “جنرال موتورز”
التالي
فضيحة هيئة الإغاثة تمويل حروب طرابلس