وزير سابق مقرّب من 14 آذار لـ الأنباء : ثورة الأرز فشلت

قوى 14 آذار

رأى وزير سابق مقرب من قوى 14 آذار لصحيفة “الانباء” الكويتية أن “التظاهرة المليونية في العام 2005 لم تفض فقط الى خروج لبنان من الوصايات، إنما أيضا الى خروج اللعبة السياسية من الزواريب الطائفية والمذهبية، وبالتالي الى تجديد الهوية اللبنانية تحت سقف الدولة الجامعة لكل أبنائها، وهو ما لم توظفه قوى 14 آذار في مشروع قيام أمة لبنانية حقيقية Etat Nation قائمة على المواطنة، بحيث بقيت قيادات هذه القوى غارقة في المقومات الطائفية بشكل عام والحسابات المذهبية بشكل خاص، بدءا من التحالف الرباعي مرورا بخلافاتها حول قانون الانتخاب، وصولا الى حكومة الرئيس تمام سلام التي قامت على محاصصات صرف طائفية ومذهبية تحت عنوان المداورة”.

واوضح ان “قوى 14 آذار فشلت حتى في إدارة معارضتها لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي عبّدت الطريق أمام حزب الله لضرب الاعتدال السني دون أن تتمكن (أي 14 آذار) ليس فقط من الدفاع عنه إنما أيضا عن مواقعها السياسية، ناهيك عن أن القوى المذكورة لم تخاطب الطائفة الشيعية بما يخفف عنها الشعور بأنها وقعت في مصيدة حزب الله نتيجة تورطه في الحرب السورية وتصاعد التطرف السنّي، أي بمنطق دعوتها الى الدولة التي تحمي كل اللبنانيين، بل تركت لحزب الله تعبئتها مذهبيا وجعلها طائفة منغلقة على نفسها ومعزولة عن النسيج اللبناني، إذ كان أجدى بها أن تعلن بالفم الملآن أنها لن تتخلى عن شيعة لبنان بمثل ما فعل حزب الله، وأن مشروعها الإنقاذي من تداعيات الحرب السورية ينطلق من إنقاذ الطائفة الشيعية من الجحيم الإرهابي الذي استدرج حزب الله اليها”.

ورأى ان “فشل 14 آذار لم يقتصر فقط على كيفية تعاطيها بحزم مع عاصفة حزب الله ـ سورية ـ إيران بين 2005 و2011، بل امتد الى تعاطيها بخطأ فادح مع حكومة الرئيس تمام سلام، بحيث ان الطريقة التي شارك بها تيار المستقبل في الحكومة كانت خاطئة لجهة حجم التنازلات التي قدمها، وبحيث ان عدم مشاركة القوات اللبنانية كانت أيضا خاطئة لجهة خروجها عمدا من المعادلة الحكومية ولو تحت عنوان “المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين”، أمام وقد تشكلت الحكومة السلامية بمشاركة المستقبل وغياب القوات، فعلى سعد الحريري أن يدير وزراءه بطريقة مختلفة عن السابق بما يعيد الأمل الى جمهور 14 آذار لاستعادة ثقته بها، لاسيما أن مفتاح النجاح يكمن بمحاسبة المرتكبين بحق الدولة والمؤسسات”.

السابق
حرب زار جعجع: لا رغبة لدى سلام في الاستمرار في تعطيل تشكيل الحكومة
التالي
الراي: الهجوم على يبرود يبدأ هذا الأسبوع