نزاع بين الأمن الداخلي والجيش في صيدا؟

يقول أحد متابعين نشاط سرايا المقاومة بصيدا: "أمنّ ضابط بالجيش (ذكر اسمه) انسحاب العناصر المشتبه بها إلى داخل البركسات صباح السبت لحمايتهم بعد اعتدائهم على قوى الأمن الداخلي. ربما هي واجهة بين جهازين أمنيين". فيما ردّ أحد مؤيدي السرايا باتهام فرع المعلومات باستفزاز عناصر السرايا: "لا حقّ له بوضع حاجز عند تلك المحلة. وهو فرع غير شرعي. لماذا يسمحون له بالعمل في المنطقة؟".

ما زال التوتّر يسود منطقة جامع الإمام علي في محلة الفيلات – تعمير عين الحلوة في صيدا، إثر الحادث الذي حصل مساء الجمعة 7 آذار 2014.

ففي تلك الليلة أقامت قوى الأمن الداخلي حاجزاً قرب الجامع للتدقيق  بهويات ركاب السيارات والمارّة، ما دفع بعناصر من سرايا المقاومة، الذين كانوا يدخّنون الأراكيل في مقهى خاصّ قرب مركزهم الكائن عند أحد مداخل البركسات، والملاصق لنقطة عسكرية للجيش اللبناني، بإقامة حاجز قرب صيدلية المصطفى، والطلب من السيارات عدم المرور عند الحاجز والالتفاف حوله عبر بنايات الزعتري. وهذا ما دفع قوى الأمن الداخلي إلى لتدخل لإزالة الحاجز الحزبي. فقام عناصر السرايا بقذف عناصر قوى الأمن الداخلي بالحجارة والزجاجات الفارغة. حينها تدخّلت قوة من الجيش اللبناني لفضّ الاشتباك.

صباح السبت 8 آذار توجّهت قوة من الأمن الداخلي لاعتقال عدد من المشتبه بهم ممن كانوا في المقهى المذكور، فحصل اشتباك أدى إلى إصابة عدد من رجال الأمن في حين فرّ  عناصر سرايا المقاومة. وقد عُرف منهم واحد من آل الزينو واثنان من آل حبلي.

يقول شاهد عيان :”هؤلاء العناصر هم من يرتكب التجاوزات والتطاول على قوى الأمن الداخلي وعلى الناس، حزب الله يؤمّن لهم الحماية، كما أنّ بعضهم يحمل بطاقات خاصّة، وعناصر الجيش لا يتعاطون معهم”.

وأضاف الشاهد: “المشتبه بهم فرّوا لفترة إلى داخل البركسات، لكنهم عادوا لتدخين النرجيلة بعدما احتموا بنقطة الجيش، فيما أبقت قوى الأمن حاجزها قرب جامع الإمام علي”.

من جهة أخرى يقول شاهد آخر: “المشكلة بدأت مع وجود قوى الأمن، لماذا أتوا إلى هنا؟ كل الشباب مع الجيش وتعمل معه، لماذا أتوا لوضع حاجز في هذه المنطقة التي هي منطقة عسكرية تابعة للجيش؟ ألا يعني ذلك أنهم يستفزون الشباب؟”.

عند الساعة الخامسة من بعد ظهر الأحد 9 آذار 2014، وأثناء وجود أحد مراسلي “جنوبية” في المحلة، اقترب عنصران من سرايا المقاومة عُرف منهم واحد من آل أبو جاموس، واستفزوا قوى الأمن الداخلي وصاح أحدهم: “ارحلوا مع أشرف ريفي”، ما دفع قوى الأمن إلى التقدم لاعتقالهم، فيما كان رفاقهم يشدّون أزرهم من الخلف، إلا أنّ عناصر الجيش تدخلت ووقفت بين الطرفين لمنع حصول أي اشتباك بينهما.

يقول أحد المتابعين لنشاط سرايا المقاومة في صيدا: “لقد أمنّ أحد ضباط الجيش (ذكر اسمه) انسحاب العناصر المشتبه بها إلى داخل البركسات صباح السبت ويبدو أن الحماية لهم كاملة، حتى بدا الأمر وكأنه مواجهة بين جهازين أمنيين”.

أحد مؤيدي سرايا المقاومة اتهم فرع المعلومات باستفزاز عناصر السرايا، وأن “لا حقّ له بوضع حاجز عند تلك المحلة”، وأضاف: “على كلّ حال إنّه فرع غير شرعي، ولماذا يسمحون له بالعمل في المنطقة؟”.

هكذا يبدو أنّ ما جرى في المنطقة خلال الأيام الأخيرة نزاع بين الأجهزة، يتحمّل أهالي المنطقة نتائجه بالهلع والخوف اللذين أصابوهم.

السابق
من ضربكِ على خدكِ الأيمن: إكسريه
التالي
لولا المقاومة لكان لبنان مثل قبرص، قالها ضيف تلفزيوني باحتقار!