من ضربكِ على خدكِ الأيمن: إكسريه

كبر سبب وجود جمعية "كفى" بعد موت عشرات النساء ضحية العنف الأسري في لبنان. نساء كان لهنّ حيوات ورغبات وأحلام ومخاوف أمست غبارا لحظة انهال أزواجهنّ عليهنّ بقبضات وصفعات وبالسلاح الأبيض حتى أنفاسهنّ الأخير.. وتم إخلاء سبيل القاتلين تحت عناوين واهية أي منها الشرف الإجتماعي. مجلس النواب لا يريد حمايتهنّ بالقانون. والداعمون قرّروا النزول إلى الشارع، والسبت الفائت كان أوّل الغيث.

في ذكرى يوم المرأة العالمي هذه السنة قامت جمعية “كفى عنف واستغلال” بمسيرةٍ للمطالبة بقانون يحمي النساء المعنفات ومن أجل وطنٍ يعترف بالمرأة كإنسان وليس كجزء ثانوي من المجتمع.

تلك الجمعية هدفها القضاء على أشكال العنف الأسري جميعها، من الاعتداء الجنسي على الأطفال، الى استغلال النساء والاتجار بهنّ والإرشاد الإجتماعي والقانوني من خلال الدعوة إلى الإصلاح القانوني وتغيير السياسات والممارسات، والتأثير على الرأي العام، وتمكين النساء والأطفال من الإرشاد الاجتماعي والقانوني.

كبر سبب وجود الجمعية بعد موت كريستال أبو شقرا، وقبلها منال العاصي، وقبلهما فاطمة بكّور، ورولا يعقوب، ومالكة، وآديل، وبغداد، وبثينة، ومنى، وصونيا، ونيليان، وآمنة، ولطيفة… واللائحة تطول بأسماء كان لها وجوه وحيوات ورغبات وأحلام ومخاوف أمست غبارا لحظة انهال أزواجهنّ عليهنّ بقبضات وصفعات وبالسلاح الأبيض حتى أنفاسهنّ الأخير.. وتم إخلاء سبيل القاتلين تحت عناوين واهية أي منها الشرف الإجتماعي.

وبعد مرور تسعة أشهر على تمديد المجلس النيابي لنفسه، لم يلتئم حتّى اللحظة لإقرار قانون يعترف أوّلاً بالعنف الممارَس علينا كنساء، ويشرّع ثانياً آليّات واضحة لحماية النساء والأطفال وتعزيز فرص نجاتهم من موت محتمل. فبالنسبة للدولة، النساء غير قديرات بلقب “الأولوية”.

في المقابل، وتحديداً يوم السبت 8 آذار 2014 تجمع مئات المواطنين من الجنسين، ومن أجيال مختلفة، في مسيرة لبنانية انطلقت من المتحف اللبناني وصولا إلى قصر العدل للمطالبة بقانون يحمي النساء والأطفال من العنف الأسري وبمحاكمة المجرمين المنزليين من أزواج وآباء وحتى أبناء.

ومن الشعارات التي رفعها المتظاهرون: “الطنجرة للطبخ مش للضرب”، “إذا المرأة دافعت عن حالها تعتبر فاجرة… يسقط النظام”، “ما تقتلني كرمال ما تموت من الجوع”.

السابق
فضل الله: لموقف إسلامي ومسيحي يُحرّم الخطف
التالي
نزاع بين الأمن الداخلي والجيش في صيدا؟