توقيف خلية ترصد أشرف ريفي

كشفت مصادر أمنية رفيعة لـ”السياسة” عن توقيف خلية من “حزب الله” كانت ترصد وزير العدل أشرف ريفي, وأنه تم اعتقال أفرادها من قبل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي, مشيرة إلى أن اتصالات بين الأطراف المعنية تجري بعيداً عن الإعلام لحل القضية قبل انكشافها.

وأكدت المصادر, التابعة لأحد الأجهزة الأمنية الفاعلة في لبنان, أنه في يوم الخميس في 20 فبراير الماضي, رصد ضباط من شعبة المعلومات عدداً من العناصر التابعة لـ”حزب الله” الذين جاؤوا من حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت, وتوزعوا على جميع المداخل والمخارج والطرقات المؤدية إلى قصر العدل ووزارة العدل في بيروت.

واضافت ان قوة من شعبة المعلومات كانت ترصدهم منذ خروجهم من الضاحية تمكنت من اعتقالهم في “عملية أمنية دقيقة, جرت بطريقة محترفة جداً”, وأدت إلى تحقيق أهدافها من دون أي أخطاء.

وبحسب المصادر, فإن التقديرات الأمنية تشير إلى أن عناصر الحزب, الذين قدرت أعدادهم بما بين 7 و15 شخصاً, كانوا مكلفين بمهمة رصد محيط وزارة العدل وقصر العدل في بيروت, وذلك من أجل معرفة الطرقات التي يسلكها ريفي بعد تعيينه وزيراً للعدل, والاطلاع الكامل على حركة السير والمارة في الشوارع المحيطة بالوزارة, خلال فترات معينة من النهار.

وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية أبلغت ريفي مباشرة باعتقال خلية الرصد التابعة لـ”حزب الله”, إلا أنها فضلت إبقاء القضية بعيداً عن وسائل الإعلام, نظراً لحساسيتها, خاصة في ظل وجود اتصالات بين وزير العدل ومسؤولين أمنيين في الحزب, على رأسهم مسؤول لجنة التنسيق والارتباط وفيق صفا.

 المصادر الأمنية الرفيعة التي لم تستطع التأكيد لـ”السياسة” ما إذا كان عناصر الخلية ما زالوا موقوفين أم أفرج عنهم, لم تستبعد أن تكون المهمة الموكلة إليهم تندرج في إطار التحضير لاغتيال ريفي, سيما أن المتهم بمحاولة اغتيال الوزير بطرس حرب ينتمي إلى “حزب الله”, والطائرة التي حلقت غير مرة فوق مقر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تأكد أنها إيرانية الصنع ويرجح أنها تعود للحزب أيضاً.

وحذرت المصادر من إمكانية عودة الاغتيالات السياسية إلى الساحة اللبنانية, في ظل الأوضاع الداخلية المتأزمة ربطاً بتأزم الأوضاع الإقليمية والدولية, مؤكدة وجود مخاوف لدى جهات سياسية من مخطط إيراني – سورية لتفجير الساحة اللبنانية على أبواب الانتخابات الرئاسية, إذا تأكد هذا المحور من أنه لن يستطيع إيصال مرشح موال له إلى قصر بعبدا.

وربطت المصادر بين مخطط استهداف ريفي وبين الحملة الشرسة التي تشنها عليه وعلى الرئيس ميشال سليمان, وسائل الإعلام التابعة لـ”حزب الله”, منبهة إلى أن الأيام المقبلة على لبنان مقلقة على أكثر من صعيد, سيما أن الأوضاع في الدول المجاورة والمنطقة تزداد تعقيداً.

 وإذ أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية, وخاصة شعبة المعلومات ومخابرات الجيش, تواصل تنفيذ إجراءات استباقية بهدف منع وقوع تفجيرات أو عمليات انتحارية أو اغتيالات, كشفت المصادر لـ”السياسة” عن أن نعيم عباس, القيادي في “كتائب عبد الله عزام”, اعتقل قبل نحو أسبوع من الإعلان عن ذلك في 12 فبراير الماضي, وأن ضباطاً من “حزب الله” شاركوا في التحقيق معه, كما أن عناصر متخصصة من الحزب أجرت كشفاً ميدانياً للمرآب الذي ضبطت فيه السيارة المفخخة في كورنيش المزرعة في بيروت, واستخدمت آلات حديثة غير متوافرة لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.

أما بالنسبة للشيخ عمر الأطرش الموقوف بتهمة الضلوع في تفخيخ سيارات وإرسالها من سورية إلى لبنان عبر بلدة عرسال الحدودية, فأوضحت المصادر أن ثلاث فرق من مخابرات الجيش تناوبت على التحقيق معه, وأن كل فرقة منهم مكونة من محقق ومساعد وكاتب, إلا أنها لم تستطع الوصول إلى أي معلومات جدية أو تفصيلية تؤكد معطيات أمنية موجودة لدى الأجهزة عن التفجيرات والسيارات المفخخة.

السابق
حزب الله سيشيع سبعة من شهدائه
التالي
سلام الراسي: من هجا الناس هابوه ومن هجا نفسه أحبوه