«مركز الزيتونة»: 3 سيناريوهات لمخيم اليرموك اليوم

محصلة الصراع اليوم على مخيم اليرموك هي سيطرة عناصر من الجيش الحرّ وفصائل إسلامية من المعارضة (جبهة النصرة وغيرها) على المخيم، بينما سيطرت قوات النظام بتنسيق وتعاون مع عناصر من الجبهة الشعبية/القيادة العامة على مدخل المخيم الشمالي، المفتوح على حي الزاهرة والمعروف باسم “مدخل البطيخة”.
هذا ما اكده التقدير الاستراتيجي الذي اصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الرابع والستين بعنوان: “مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، إلى أين؟!”.

وكما هو معروف فان مركز الزيتونة الجاد يعتبر من المراكز القريبة من حركة حماس من دون ان يقلل ذلك من اهميته البحثية ومهنيته العالية. وهذه بعض خلاصات ت التقدير:
نتيجة لهذا الوضع العسكري المأزوم تعرض المخيم في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2012 لقصف شديد؛ استخدم فيه النظام للمرة الأولى الطيران الحربي (استهداف جامع فلسطين ومستشفى الباسل). وأعقب هذا القصف موجة نزوح كبيرة غادر المخيم بنتيجتها نحو 130-120 ألف من سكانه. وخضع ما تبقى منهم بعد التهجير (30-20 ألفاً) لحصار محكم قضى خلاله أكثر من 120 شخص، بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية.
السيناريوهات المحتملة:

يصعب التنبؤ بمآلات الثورة في سورية، وفيما إذا كانت محادثات جنيف ستنجح، فيما لو استؤنفت، في الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة، حيث يختلف كل من طرفي الأزمة والقوى الدولية الداعمة لهما في تفسير مضمون تلك المقترحات وأولويات تطبيقها. ولا يلوح في المدى المنظور إمكانية التوصل إلى حلّ للأزمة على أساس تشارك وتقاسم السلطة بين الأطراف المتصارعة. ويمكن حصر السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بمخيم اليرموك فيما يلي:

السيناريو الأول: التهدئة وتحييد المخيم:

يبدو أن هناك توافقاً ظاهرياً على هذا السيناريو لدى الأطراف المختلفة، حيث توجد رغبة بتحييد الفلسطينيين والمخيمات عن الصراع الدائر، وألا يُستخدموا كأداة لأي طرف. وهو سيناريو يسمح بعودة المهجَّرين إلى المخيم، وتدفق المساعدات وإعادة الإعمار، وعودة الحياة المعتادة. غير أن أزمة الثقة بين الأطراف المتصارعة، والحاجة الماسة لاستخدام كل ما لديها من وسائل للسيطرة والضغط على الخصوم، وعدم حسم الصراع لصالح أيِّ طرف؛ ستجعل سيناريو التهدئة احتمالاً هشاً وقابلاً للخرق والانهيار في أي لحظة.

السيناريو الثاني: استمرار الصراع على المخيم:

وهو يفترض أن يتم تغليب المصالح الجيو-استراتيجية أو الميدانية لدى أطراف النزاع على الجانب الإنساني أو الخصوصية الفلسطينية للمخيم، والتعامل مع المخيم كجزء من الجغرافية السياسية للصراع؛ وكأحد أوراق الضغط المستخدمة. وبالتالي فإن المخيم سيكون عرضة لمزيد من الحصار والدمار والمعاناة. كما يفترض السيناريو أن النظام قد لا يستعجل في حسم المعركة لصالحه حتى لو كان يملك الأدوات لذلك، خصوصاً إذا ما كانت الأثمان في الأرواح كبيرة جداً، حتى لا يوصم باستهداف الفلسطينيين ومخيماتهم. كما يفترض السيناريو أن المعارضة السورية ما زالت بعيدة عن تحقيق أيّ مكاسب جوهرية في دمشق العاصمة. وأن الرغبة الدولية الغربية ما زالت مع إطالة أمد الصراع واستمرار استنزاف وتدمير البنى التحتية السورية وتمزيق النسيج الاجتماعي في سورية.

السيناريو الثالث: حسم الصراع لأحد الطرفين:

يفترض هذا السيناريو أن تتحقق السيطرة الكاملة على المخيم ومداخله ومخارجه لأحد الطرفين؛ وهو ما قد يعني إنهاء الحصار وعودة أعداد من المهجرين وعودة الحياة بدرجة أو بأخرى للمخيم. غير أن الأوضاع لن تعود بشكل كامل إلى طبيعتها إلا بعد إيجاد حلّ شامل في سورية. وهو ما يعني أنه حتى لو حسم الأمر لصالح طرف معين في المخيم، فلن يكون المخيم بمنأى عن القصف الجوي أو المدفعي أو العمليات العسكرية والأمنية، طالما أن البيئة المحيطة الأوسع هي بيئة غير مستقرة.

وأياً كانت السيناريوهات المرجحة على أرض الواقع، فإن السعي يجب أن يستمر لحماية ما تبقى من وجود فلسطيني في سورية، وتحييده عن المشاركة في القتال، والعمل الجديّ للتوصل إلى توافقات وتفاهمات مع أطراف الصراع، من أجل جعل المخيمات مناطق آمنة لسكانها، ومدّها بكل أسباب الحياة ومقوماتها، تمهيداً لعودة من تهجروا منها وتقطعت بهم السبل داخل سورية وخارجها.

اقتراحات وتوصيات:

1. رفع الحصار فوراً عن مخيم اليرموك (وكافة المخيمات)، والسماح بحرية الحركة، وعودة المهجَّرين، وعودة الحياة الطبيعية.

2. ضرورة تطوير موقف فلسطيني موحّد يؤكد على تحييد المخيمات الفلسطينية عن أشكال الصراع المسلح الذي تشهده سورية، وتعزيز هذا الموقف ميدانياً بشكل عملي وملموس؛ وإقناع أطراف الصراع المختلفة بذلك.

3. دعوة الدول المانحة للإيفاء بالتزاماتها في دعم الأونروا، وتقديم دعم استثنائي لها بما يمكنها من تفعيل دورها في إغاثة اللاجئين الفلسطينيين داخل سورية، والمهجرين منهم إلى الدول المجاورة. وفي السياق ذاته دعوة المنظمات غير الحكومية الدولية إلى تقديم المزيد من الدعم لتأمين الحاجات الأساسية لهؤلاء اللاجئين.

4. قيام “المؤسسة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب” التابعة للدولة السورية بممارسة دورها الإنساني وواجبها الوطني، والتنسيق مع الأونروا في تقديم الخدمات الإغاثية.

السابق
لقاء بلدية عرسال يدعو لميثاق شرف يدين الأعمال الإرهابيّة وقصف البلدات
التالي
21 قتيلا في تفجيرات وهجمات ضد نقاط تفتيش في بغداد