جعجع: سليمان عبّر عن حالة الأكثرية التي ضاقت ذرعاً بتصرفات حزب الله

جعجع

وجه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “تحية كبيرة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان”، قائلا: “ان سليمان قال ما قاله يوم الجمعة الماضي بلساننا جميعاً وهو في الحقيقة يعبّر عن حالة أكثرية اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات حزب الله وممارساته في التعاطي معهم على الصعد كافة الاستراتيجية والعسكرية والأمنية والسياسية والاعلامية والشخصية”.

وفي حديث صحافي، رأى جعجع أنه “انطلاقاً من كيفية نظر حزب الله الى الدولة ومؤسساتها والى رئاسة الجمهورية، يجب أن لا يستغرب أحد مواقفه، لأنه بالنسبة إليه، رأس الدولة هو المرشد الأعلى ومجلس الثورة ويجب أن يكون وضعنا في لبنان نسخة عن إيران في رأيه”، مضيفا: “في ايران هناك المرشد وقائد الثورة، ورئيسا الجمهورية والحكومة يسيران في الوجهة ذاتها، لكن بالفعل، هذه المرة تخطى حزب الله كل حدود، وبصراحة أقول، انه في قلب المواطنين، خصوصاً في الفترة الأخيرة، هناك ضيق كبير انطلاقاً من الواقع الذي يعيشونه والذي سببه الفعلي والحقيقي والعميق، هو وجود الحزب بالشكل الذي هو عليه”.
وأشار إلى أن “حزب الله ليس حزباً سياسياً مثل بقية الأحزاب، وكان يمارس التقيّة في مواقفه أكثر من هذه المرة بحيث انه لم يمارسها انطلاقاً من الظروف التي يمرّ بها في الوقت الحاضر”، لافتا إلى ان “اللبنانيين يستغربون موقفه من الرئيس، لكن يبطل العجب إذا عرفوا ان القرار الفعلي في نهاية المطاف هو في يد المرشد الأعلى ومجلس الثورة، أي انه هو المرشد الأعلى أما رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي فهم في تصرف ذلك المرشد ومجلس الثورة”، مضيفا: “يعني يجب علينا أن نكون بتصرف حزب الله، هكذا نفهم ردة فعله القاسية وغير المقبولة التي أطلقها رداً على موقف رئيس الجمهورية”.
ولفت جعجع إلى أن “حزب الله يعتبر ان ما قام به رئيس الجمهورية هو تمرد ولذلك اضطر لأن يوجّه إليه الملاحظة القاسية، لأن الشرعية في نظره ليست كما هي في نظر الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ويعتبر أن القرار الفعلي هو الذي يصدر عنه وكل الباقي مجرد مؤسسات رديفة عليها أن تنسجم مع قراره ومواقفه”، معتبرا أن “ما جرى مع الرئيس يؤكد نظرة 14 آذار الى حزب الله، ويدحض كل النظريات الأخرى، ويؤكد صوابية خط 14 آذار وكل ما ناضل ويناضل من أجله شعب 14 آذار منذ تسع سنوات حتى اللحظة، كما يؤكد ما حصل ان حزب الله لا يعترف ضمناً وفعلياً بالمواقع والمراجع الشرعية اللبنانية ويسعى الى تقويض هذه المواقع والمراجع عندما تحاول ممارسة صلاحياتها لقيام دولة فعلية في لبنان”.
وأضاف: “من هنا نفهم أيضاً وبمفعول رجعي لماذا أسقط حزب الله حكومة سعد الحريري وتهجمه المستمر على قيادات 14 آذار وعلى كل حر في هذا البلد ومن هنا نفهم تماماً ردة فعله على الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية”.
وعما اذا كانت الطائرة المجهولة لا تزال تحلّق فوق معراب، أوضح جعجع أن “طائرة معراب تأتي في هذا السياق تماماً انطلاقاً من انه يجب ألا يبقى صوت حر في هذا البلد”.

السابق
الحياة: مخاوف من تحويل الحكومة إلى “تصريف أعمال”
التالي
الأطلسي دعا روسيا وأوكرانيا إلى حل سلمي ونشر مراقبين دوليين