مصدر في ‘حزب الله’ لـ ‘الراي’: إسرائيل تُخطّط لتكرار سيناريو ‘جيش لحد’ في سورية

خرج «حزب الله» عن صمته إزاء الغارة الاسرائيلية على جرود بلدة جنتا الحدودية مع سورية معلناً في خطوة نادرة، عن حدوثها رغم سياسة الصمت التي اعتمدها بالنسبة لغارات اخرى حصلت على الاراضي السورية ضد ما زعمت اسرائيل انه «قوافل اسلحة الى لبنان».

فما هي الاسباب التي دفعت «حزب الله» الى الاعتراف بحصول الغارة على جرود جنتا؟

مصدر قريب من قيادة «حزب الله» قال لـ «الراي» ان «النقطة المستهدفة في جرود جنتا متداخلة بين الحدود اللبنانية السورية وكانت تُستخدم في الماضي كموقع لوجستي وهي تقع على تماس مع الحدود السورية حيث توجد، في المقلب الاخر، مواقع وسيطرة كاملة للمعارضة السورية منذ المراحل الاولى للحرب السورية، ولهذا فان اي زعم او ادعاء بانه تم استهداف سلاح كان يُنقل من تلك المنطقة الى داخل لبنان هو محض خيال. وكلانا، نحن والعدو الاسرائيلي، نعلم ذلك. وبغضّ النظر عن بعض الاضرار المادية التي لا تستحق الذكر، فان الهدف من الغارتين لم يكن إحداث ضربة مباشرة بل لتوجيه رسائل متعددة الوجه».

ويشرح المصدر لـ «الراي» ان «اسرائيل التي تعالج الجرحى من المعارضة السورية لا ترغب بوجود (القاعدة) والتكفيريين على حدودها مما يتوجب عليها – من وجهة نظرها – ايجاد منطقة عازلة من الراغبين بالالتحاق بركبها وهي تقدم لهؤلاء الدعم اللازم لذلك لتعيد سيناريو جيش انطوان لحد (في جنوب لبنان) من دون ان تأخذ في الاعتبار كيف اعطى وجود هذه الميليشيا دعماً وسبباً لقيام المقاومة المشروعة ونهوضها. الا ان اسرائيل لم تكن تقوم بذلك من دون ابلاغ حليفها (اميركا) وهذا ما يأخذنا الى احتمالات اخرى ارادت عبرها اسرائيل جس نبض حزب الله معوّلةً على سكوته وعدم تأكيد الغارة»، مضيفاً ان «حزب الله، ورغم تواجد بضعة آلاف من ضباطه في سورية، لن يتأخر بفتح الجبهة العسكرية بكل اذرعها مع اسرائيل. ووجود قواته في سورية لن يؤثر على جهوزيته في لبنان وهذا ما لمسه العدو في الساعات الاولى من الاستنفار المتقابل على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية».

ويؤكد المصدر القريب من قيادة «حزب الله» ان «اميركا في حال تخبط بالنسبة الى الوضع في سورية، فهي لا تريد للنظام ان ينتصر ولا تريد للقاعدة والتكفيريين السيطرة على سورية دون ان تكون لديها اي خيارات اخرى بديلة، الا انه من ثوابت اميركا المعلنة هي المحافظة على امن اسرائيل، ولذا فهناك دعم كامل لاحتمال تقدُّم اسرائيل وقضم اراضي سورية من قبلها او من خلال حلفاء لها جدد على الساحة السورية».

ويتابع المصدر لـ «الراي» ان «اسرائيل أرادت ان تقول انها موجود وتستطيع التدخل اكثر في الحرب الدائرة في سورية، ورسالتنا لها عند اعلان حدوث الغارة اننا موجودون ونستطيع تحمل القتال على اكثر من جبهة اذا استلزم الامر ذلك ولن نتردد باستخدام الخبرات المتراكمة والقدرات القتالية والعسكرية اذا فُرضت المعركة».

وينهي المصدر بان «اسرائيل قالت ان حزب الله يملك بضعة آلاف من الصواريخ بعد حرب 2006، واليوم يقولون ان الحزب يملك اكثر من مئة الف صاروخ وتراكم خبرات في سورية وصواريخ دقيقة متطورة، إذاً فان أي محاولة للحد من جهوزية حزب الله أثبتت فشلها وهم يدينون أنفسهم بلسانهم. ولذلك فان أي رسالة ارادت اسرائيل ان ترسلها الى حزب الله، فان الرد عليها معروف وثوابت حزب الله معروفة، واذا ارادت اسرائيل ايجاد منطقة عازلة في سورية فنحن سنكون موجودين على هذه الجبهة ايضاً».

السابق
استئناف الخرافة يحاصر الثورات العربية
التالي
الراي: مطاردة أربع منقبات يتهيأن لعمليات انتحارية