أسامة سعد في ذكرى والده : على الحكومة وضع خطة امنية حازمة

أسامة سعد

نطلقت مسيرة الوفاء للشهيد معروف سعد في الذكرى التاسعة والثلاثين لاستشهاده، والتي جاءت تحت عنوان “شعب واحد من أجل الخبز والأمن والكرامة”، جمعت الآلاف من أبناء صيدا والجنوب وإقليم الخروب والمخيمات الفلسطينية ومختلف المناطق اللبنانية.

تقدم المسيرة الأمين العام للحزب “الشيوعي اللبناني” خالد حدادة،الأمين العام للحزب “الديموقراطي الشعبي” نزيه حمزة، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، رئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد صالح، ممثل “حزب الله” حاتم حرب، ممثل “الحزب التقدمي الاشتراكي” سرحان سرحان، ممثل حركة “أمل” بسام كجك، ممثل “الحزب السوري القومي الاجتماعي” قاسم صالح، ممثل حزب “البعث” قاسم غادر، ممثل “حزب الاتحاد” أحمد مرعي، وفد من المرابطون، بسام حمود على رأس وفد من الجماعة الاسلامية، وفد من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، وشخصيات.

وفي ختام المسيرة، ألقى الدكتور سعد كلمة قال فيها:”أيها الإخوة، أيها الرفاق ، أيها الأصدقاء يا أبناء صيدا، يا أبناء الجنوب ، يا أبناء كل لبنان
أيها اللبنانيون، أيها الفلسطينيون ، أيها الأوفياء لنهج معروف سعد والسائرون على خط معروف سعد ،ألف تحية لكم، وألف تحية لإصراركم على المشاركة في مسيرة الوفاء رغم كل الأوضاع والظروف.ألف تحية لكم أيها الصامدون في مواجهة العدو الصهيوني ، أيها المقاومون للاحتلال، يا من ترفضون إخلاء الساحة لقوى الظلام والإرهاب كما رفضتم إخلاءها للعدو وعملائه، وكما رفضتم إخلاءها لقوى الفساد والاحتكار والاستغلال”.

أضاف: ” في هذه المشاركة الحاشدة تثبتون أننا جميعا أبناء شعب واحد ، شعب يريد أن ينعم بالأمن والاستقرار، وأن يحيا حياة حرة كريمة ، وهو يرفض الصراع الطائفي والمذهبي، ويرفض الدمار والانتحار. نخاطبكم من صيدا التي كانت على الدوام في قلب معروف سعد، وعقل معروف سعد ووجدانه، صيدا الوطنية والعروبة التي ترفض التعصب والتزمت والتكفير، كما ترفض العداوات والضغائن والصراعات العبثية بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة، صيدا الانفتاح على جميع المناطق والفئات، صيدا التي تفتح ذراعيها للجميع، صيدا مدينة المحبة والاستقرار”.

وتابع: “هكذا أرادها معروف سعد الذي لم يكن يفرق بين مسلم ومسيحي ، أو بين سني وشيعي ، وكان بطبعه متعلقا بالحرية ، حرية الفكر والعقيدة ، ورافضا لتحويل الاختلاف السياسي او الديني أو المذهبي إلى خلاف او صراع أو تقاتل”.

وقال: “أما أولئك الطائفيون والمذهبيون والإرهابيون الظلاميون فيحاولون تشويه وجه صيدا ، ويسعون إلى نسف ثوابتها ومبادئها ، كما يحاولون بالعنف والإرهاب أن يفرضوا على المدينة اللون الواحد، والرأي الواحد، والدين الواحد، والمذهب الواحد. وهي محاولات تلحق أفدح الأضرار والخسائر بالمدينة وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية. كما تشكل إساءة كبرى لموقعها ودورهاالسياسي والوطني والقومي. وضربة للاستقرار ولمختلف القطاعات التجارية والصحية والتربوية”.

وتابع: “لكن في المواجهة يقف بصلابة مناضلو التنظيم الشعبي الناصري والقوى الوطنية كما يقف أبناء صيدا المخلصون الشجعان. أبناء صيدا الذين أذاقوا قوات العدو الصهيوني وعملائه ذل الهزيمة والانكسار، وجعلوا من المدينة قلعة للمقاومة وبوابة للجنوب المقاوم. أبناء صيدا هؤلاء قادرون على التصدي لكل الظواهر الشاذة الطارئة. وهم مصممون على الحفاظ على صيدا مدينة للتنوع والحرية والتسامح. وعلى حماية دورها. وتعزيز الحركة والازدهار في ربوعها”.

أضاف: “المواطنون الأبرياء المسالمون يقعون ضحايا التفجيرات الانتحارية الإجرامية المتنقلة بين منطقة وأخرى، والجيش اللبناني الباسل يقدم الشهداء دفاعاً عن المواطنين والوطن، وعن الأمن والاستقرار. والأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة أصلا تزداد سوءا بفعل التفجيرات الإرهابية، وبسبب الأحداث الأمنية المتوالية في بعض المناطق اللبنانية. وللأسف الشديد هناك قوى سياسية لبنانية تتطوع لتقديم التبريرات للجرائم الإرهابية. وهناك قوى ومرجعيات لبنانية ودول توفر التمويل والتسليح والرعاية للجماعات الإرهابية. تلك القوى والمرجعيات تلجأ أيضاً إلى التحريض والشحن طائفيا ومذهبيا. وتفتعل التوترات في الشارع. كل ذلك يهدد بتفجير الفتنة المذهبية وضرب السلم الأهلي. فهل المصلحة الوطنية اللبنانية في العودة إلى التقاتل والحرب الأهلية؟”

وتابع: “هل اللبنانيون الذين عانوا الأمرين من الحروب الأهلية على امتداد خمسة عشر عاما يريدون العودة إلى تلك الحرب؟ على العكس تماما.اللبنانيون لا يريدون إلا الحياة الحرة الكريمة والأمن والاستقرار. لكن القوى الطائفية التي تعمل في خدمة الرجعية العربية والدول الاستعمارية هي التي تسعى إلى نشر الفوضى الهدامة في لبنان. والجماعات الإرهابية التي تنشر الفوضى والدمار في البلدان العربية هي التي تسعى لتخريب لبنان. فتلك الجماعات تمارس القتل والإرهاب على امتداد الوطن العربي. من تونس وليبيا إلى مصر إلى اليمن. ومن العراق إلى سوريا إلى بقية الأقطار العربية. إن تخريب البلدان العربية وتفجير الفتن داخلها خدمة كبرى للصهيونية. والسعي لإقامة أنظمة التعصب الديني والمذهبي هو تبرير للكيان العنصري الغاصب. وتبرير لمشروع يهودية هذا الكيان، وطرد من تبقى من الفلسطينيين في أراضي 48 “.

وقال: “لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد لبنان، لا بد للحكومة من اتباع خطة شاملة وحازمة، وتوفير الغطاء السياسي للقوى العسكرية والأجهزة الأمنية التي تقدم التضحيات في هذه المواجهة. اما المحاباة والمسايرة وممارسات الرعاية والاستثمار فتشكل الممرات والمنافذ للعمليات الإرهابية. فلتطبق العقوبات الرادعة بحق المرتكبين والمجرمين وفقا لمبادىء العدل ونصوص القانون، مع الحذر والتنبه من إلحاق الظلم بأي بريء. ومن الضروري أن يسهم المجتمع اللبناني بنصيبه في خطة المواجهة الشاملة. ويقع على عاتق الإعلام، والمرجعيات الدينية، ومنظمات المجتمع المدني وسواها، واجب التصدي للارهاب على الصعد السياسية والفكرية والشعبية وغيرها من الصعد المتعددة”.

أضاف: “من دون المواجهة الحازمة والشاملة السلم الأهلي في لبنان في خطر. والدولة اللبنانية في خطر. وحياة اللبنانيين في خطر. ومصير لبنان في خطر. فلنتحرك لحماية لبنان. ولنقف صفا واحدا من أجل لبنان. لبنان الذي أحبه الشهيد معروف سعد. وأفنى حياته من أجله. من أجل تحقيق الاستقلال وتعزيز الوحدة الوطنية والدفاع عن مصالح أبناء الشعب اللبناني”.

السابق
الجيش الاسرائيلي يطلق رشقات رشاشة ويصيب سيارة قرب رامية
التالي
البيان الوزاري ينتظر تدخّلات إقليمية مثل التي شكّلت الحكومة