ردّاً على الساخرين: AUB مش للـ PAPAZ

جامعة الأميركية في بيروت
تعرّض طلاب الجامعة الأميركية في بيروت إلى حملة سخرية من احتجاجهم على رفع أقساطهم السنوية. حملة اعتبر القائمون بها أنّ الطلاب أغنياء، فما خوفهم من بضع مئات من الدولارات، و"من لا يعجبه فليدرس في الجامعة اللبنانية أو في جامعة أقلّ كلفة". هنا ردّ من طالبة اسمها تالا القاضي، تصف نفسها بأنّها "مدوّنة وناشطة إجتماعية ثورية". هنا نصّ مقالها على مدوّنتها "ثَوْري".

تعرّض طلاب الجامعة الأميركية في بيروت إلى حملة سخرية من احتجاجهم على رفع أقساطهم السنوية. حملة اعتبر القائمون بها أنّ الطلاب أغنياء، فما خوفهم من بضع مئات من الدولارات، و”من لا يعجبه فليدرس في الجامعة اللبنانية أو في جامعة أقلّ كلفة”. هنا ردّ من طالبة اسمها تالا القاضي، تصف نفسها بأنّها “مدوّنة وناشطة إجتماعية ثورية”. هنا نصّ مقالها على مدوّنتها “ثَوْري”.

إلى من يهمه الأمر:

ليس كل من يرتاد الجامعة الأميركية في بيروت ابن بيك أو وزير أو صاحب رؤوس أموال.  نحن مثلكم تماماً. فصدقوا أو لا تصدقوا في حرمنا من يرتدي “التقليد” (المحرّر: ثياباً بماركات مقلّدة) ومن يشتري المناقيش على “الحساب” ومن لم يسافر الى باريس وبراغ والولايات المتحدة. في حرمنا من لم يسمع بالمركات وما “شامم ريحتا”  حتى. في حرمنا من يسكن بالإيجار ولا يملك منازل وقصور. في حرمنا من توسل الى هذا وذاك لأجل منحة تعليمية وفي حرمنا من اضطر أهله  بيع ما كانوا يملكون من أراضي أو بيوت لدفع الأقساط.  في حرمنا من  يعمل لتسديد جزء من القسط وفي حرمنا من سيتخرج مديونا لأنّه قرّر أن يتعلم بأموال لم تتوافر له بعد.

هذا كلّه طبيعي لأنّ العلم، كما نعرف، من أهمّ الاستثمارات. كما أنّه حاجة  ضرورية. أي ليس من الكماليات مثل الفيراري والمرسيدس الذي جئتم بذكرها. حضرتكم نحن لا نطلب منكم الكثير لكن نطالبكم بأن تتكلموا بموضوعية وألا تنجروا وراء الكليشهات والأحكام المسبقة. عندما ذهبنا لنطالب بعدم زيادة الأقساط فكرنا بالجميع وتمنينا أن ينتشر حراكنا في طول البلاد وبأن نشجع جميع الطلاب على مشاركتنا في جامعاتهم والوقوف أمام إدارتهم. لكن وللأسف “ضيقة العين بتعمي”.

أضف إلى ذلك أنّ سببا من الأسباب الرئيسية لتظاهرنا هو أننا نرفض أن تصبح جامعتنا جامعة “باباز” كما تظننوها. ولأننا لا نريد تدمير إرث جامعتنا الذي يكمن في الاختلاف هذا الذي خلقه تنوعنا من ناحية المستويات المادية والإجتماعية.

طلاب جامعتنا لم يولدوا وملعقة الذهب في داخل أفواههم. فمنهم من حارب لأخذ مساعدات مالية بقيمات تتراوح بين الخمسة والخمسين بالمئة ولذلك فالـ6 % تؤثر كثيراً و”ح نغصّ بالساقية”.

لا تسخروا من غيركم بل تعلموا أن تقفوا الى جانب بعضكم البعض وإن لم تفعلوا فاصمتوا ولا تدّعون أنكم أصحاب قضايا. نتمنى أن تخرجوا من هذا الظلام وتنظروا الى الأشياء بشكل أوضح وبعيدا عن أحكامكم المسبقة وكرهكم غير المبرر. وإن رأيتم أنّ قضيتنا غير محقة فأرجوكم قوموا بتبرير أحكامكم بحجج منطقية بدل من أن تمطروا علينا بنكات مبتذلة فقدت فكاهتها.

أحزن لرؤية تعليقاتكم السخيفة عبر مواقع الإعلام والتواصل الإجتماعي ليس لأنكم رهينة للأحكام المسبقة وحسب بل لأنّكم تدعون النضال والمطالبة بالحقوق وفي الوقت عينه لا تتفهمون مطالب غيركم. بدل انتقادكم غير الدقيق هذا حاولوا أن تتعلموا منّا التنظيم وخذوا تحركنا كمثال للحراك الطالبي.

اتهمتونا بالميوعة والدلع واللامبالاة لكنّنا نجحنا في رفع مطالبنا أكثر منكم لأننا تعلمنا التضامن والتفهم والأهم من هذا كله تعلمنا تحرير عقولنا من الأحكام المسبقة كلّها والكلمات المُحبطة.

وهنا رابط النص في المدوّنة: http://sawri.wordpress.com/2014/02/27/%D8%A7%D9%84aub-%D9%85%D8%B4-%D9%84%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%B2/

السابق
المستقبل: ضغط حزب الله على عرسال يولد حالة حقد كبيرة على القرى المحيطة
التالي
كيف قرأ “حزب الله” الغارة الإسرائيلية وماذا كان ردّه