حملت الزميلة حنان رحيمي ابنتها ريتا عاكوم ابنة العشرين التي أصيبت بعارض صحي مفاجئ أمس الأول ودارت بها بين ثلاث مستشفيات من دون أن توافق أي منها على إدخالها بحجة أنه «ليس هناك أسرّة غير مشغولة».
وتعاني ريتا، وحيدة أمها بعدما توفى والدها، من شلل رباعي منــــذ الولادة. وكانت قد أصيبت مساء أمس الأول بانقطـــــاع في التنفس، واختناق، وتورّم في وجهــها. فركضت بها والدتها إلى ثلاث مستشــــفيات في مناطــــق الحدث والحازمية والشــــياح لتسمع الجواب نفسه: «لا أسرّة متوافــــرة». وذلك على الرغم من أن الصبية كــــانت تعاني من اختناق كاد يودي بحيــــاتها، وبالرغم من أنــــها مغطاة صحياً من «تعاونية موظفي الدولة».
فاضـــــطرت حنان إلى العودة بابنتها إلى المـــــنزل على الرغم من حرج وضعها الصحي متكلـــة على القـدر وحـــده في سبيـــل نجاة ابنتها الوحـــيدة.
وروت الأم : «اتصلت بعمليات الصليب الأحمر، سألتهم إذا بيعرفوا أي مستشفى فيها سرير فاضي، قالولي صارت المستشفيات عم تبلغنا إنو من الساعة 6 المسا حتى العشرة الصبح ما في مطارح وما يتعذبوا يجيبوا مريض».
ويوم أمس اتصل أحد أصدقاء حنان بها بعدما أمّن لها «واسطة» لإدخال ريتا إلى «مستشفى بيروت الحكومي»، فحملت الأم وحيدتها مجدداً وتوجهت بها إلى المستشفى.
وحتى بعد ظهر الأمس كانت ريتا ما زالت في الطوارئ «بانتظار نتائج الفحوص الطبية»، قبل إدخالها المستشفى.
حالة ريتا صارت مكررة أمام أبواب المستشفيات من دون أن تتحرك أي جهة معنية. فإلى متى يموت اللبنانيون على أبواب المستشفيات؟ وكيف تسمح المستشفيات لنفسها بإغلاق الأبواب أمام المرضى، لاسيما في حالات الطوارئ الحرجة؟ والأهم: أين وزير الصحة من الموضوع؟
وهنا نص حنان رحيمي منقولا عن صفحتها عن الفايسبوك تشرح فيه معاناتها:
“هكذا يتم التعامل مع المريض في حالة خطرة وبنفس الوقت من ذوي الحاجات الخاصة…من الساعة 2 بالليل وانا عم لف عالمستشفيات المحترمة ببلاد الحضارة والنور….
اتصلت بعدة مستشفيات وكان الجواب نفسه . قلتلهم شو بيعمل المريض اللي حالتوا ما بتتحمل قالولي ما بنعرف …اتصلت بعمليات الصليب الاحمر سألتهم اذا بيعرفوا اي مستشفى فيها سرير فاضي قالولي صارت المستشفيات عم تبلغنا انوا من الساعة 6 المسا حتى العشرة الصبح ما في مطارح وما يتعذبوا يجيبوا مريض…رجعت ببنتي عالبيت وتركت القدر يعالجها …حتى تلاقي سرير بمستشفى اذا بقيت عايشة….المهم هني وولادهم عايشين..شو بدنا اكتر من هيك ….”.