النبطية تنتظر المبنى الجديد للسرايا الحكومية

يتساءل المواطنون في منطقة النبطية عن سبب التأخير الحاصل في أعمال بناء «مبنى السراي الحكومي الجديد في النبطية»، بعدما رست مناقصة تلزيم المرحلة الأولى منه على «شركة يامن للتعهدات»، ووضع حجر أساس له في أيار من العام الفائت، لكونه يشكل حاجة ماسة وملحة لمدينة النبطية باعتبارها عاصمة جبل عامل، ومركزاً لمحافظة وقضاء النبطية، لذلك فهي تحتاج إلى مركز جديد وواسع يليق بها، وذلك كي يتسنى له استيعاب المؤسسات والدوائر الحكومية التابعة للمحافظة، بدلاً من المبنى الحالي الذي بات يضيق بها منذ فترة طويلة، إضافة لمساهمة مثل هذا المركز في تخفيف الكثير من الهدر المالي الذي يذهب لقاء استئجار مكاتب لهذه الدوائر والمؤسسات، فضلاً عن مساعدته في التخفيف من معاناة المواطنين وتسهيل أمورهم ومعاملاتهم.

وكان مبنى سرايا النبطية الحالي قد أنشئ في العام 1963 ليكون مركزاً لقائمقامية النبطية، حيث جاء قياساً على ذلك، وفي العام 1983 وبعد ممارسة محافظ النبطية لصلاحياته عملياً في عهد المحافظ إبراهيم فقيه، وفي محاولة لجعل المبنى يستوعب المزيد من الدوائر والمؤسسات الحكومية المستحدثة، فقد تم بشكل عشوائي ومرتجل ومن دون أي تخطيط تحويل شرفتيه المطلتين على الشارع الرئيسي في النبطية إلى عدد من الغرف، في حين تم بناء نصف طابق فوق الجزء الجنوبي منه، وأخيراً استحدثت بعض الغرف الصغيرة بجانبه، وقد استعملت جميعها كمكاتب للدوائر والمؤسسات المذكورة، وبالرغم من ذلك، فما زال أكثر من نصف هذه الدوائر والمؤسسات تشغل عدداً من المباني المستأجرة والبعيدة عن بعضها البعض، والتي تصل بدلات إيجاراتها السنوية إلى حوالي مليار ونصف المليار ليرة لبنانية، الأمر الذي بات يتطلب وجود مركز جديد للمحافظة في أسرع وقت.

وكانت الحكومة اللبنانية قد أقرّت منذ سنوات عديدة تنفيذ مشروع إنشاء مبنى جديد لسرايا النبطية الحكومية، ليكون قادراً على استيعاب المؤسسات والمصالح والإدارات التابعة للدولة، ومن شأن هذا المبنى توفير الكثير من الأموال العامة التي تدفع لقاء المباني المستأجرة حالياً كما يقول النائب ياسين جابر، مشيراً إلى أنه سيكون من المباني الحكومية الكبرى خارج بيروت.
وأوضح جابر أن هذا المشروع سيُقام على قطعة أرض تملكها وزارة المالية بالقرب من مبنى دار المعلمين والمعلمات الواقع على المدخل الجنوبي للنبطية وتبلغ مساحتها 27 ألف متر مربع، وقد تنازلت عنها لوزارة الداخلية، فيما ستبلغ مساحة البناء 17 ألف متر مربع، ويتألف من أربع طبقات ومرائب واسعة للسيارات، وتقدر تكاليف المرحلة الأولى منه المنوي المباشرة بتنفيذها بأكثر من خمسة مليارات ليرة لبنانية.

مدير شركة يامن المتعهدة لمبنى سراي النبطية المهندس محمد عيراني أوضح أن سبب التأخير الحاصل في بناء المشروع يعود لإنجاز دراسة بعض التعديلات على الطابق السفلي الثاني والبناء المقاوم للزلازل، بحيث ستضاف أربعة آلاف متر مربع من البناء على المبنى الأساسي. وقد أرسلت هذه الدراسة إلى المديرية العامة للطرق والمباني في وزارة الأشغال العامة، لكن ذلك تزامن مع استقالة الحكومة، وما زلنا حتى الآن ننتظر الموافقة على هذه الدراسة وتوقيع وزير الأشغال، الذي لا نعلم ما إذا كان يحق له التوقيع عليهما في مرحلة تصريف الأعمال تمهيداً لتحويلهما إلى ديوان المحاسبة، لأنهما يتطلبان مبالغ إضافية على المبلغ المرصود للمرحلة الأولى من البناء، وعندما يتم هذا الأمر فإننا سنباشر فوراً بورشة البناء، علماً أن المعدات اللازمة لهذا المشروع قد أصبحت جاهزة.

وطالب رئيس بلدية النبطية الدكتور أحمد كحيل بالإسراع في تنفيذ مشروع مبنى سراي النبطية الحكومي في أقرب وقت نظراً لأهميته القصوى لأبناء المنطقة والمحافظة، ومساهمته في تعزيز اللامركزية الإدارية. وتفعيل التفتيش والرقابة الإدارية ومراقبة الدوام ومضاعفة الإنتاجية، وتحريك العجلة التجارية والاقتصادية في مدينة النبطية. وأشار كحيل إلى أن وجود هذه السرايا بغرفها الواسعة ومساحتها الوافرة، سيساعد جميع المواطنين على إنجاز مصالحهم ومعاملاتهم في الدوائر والمؤسسات والمصالح العامة كافة التي ستتسع لها جميعاً، وبالتالي ستوفر عليهم مشقة الانتقال بين مبنى وآخر كما يحصل اليوم، معتبراً أن هذا المشروع ليس بكثيرٍ على أبناء محافظة النبطية الذين صمدوا وضحوا وناضلوا.

واستغرب رئيس جمعية تجار النبطية وسيم بدر الدين التأخير الحاصل في عملية بناء السرايا الجديدة، لا سيما بعد الإضافات التي طرأت على الملف في ظل الوضع الحكومي المستجد، ما أدى إلى تجميده، مطالباً المسؤولين المعنيين، لا سيما وزير الأشغال ونواب المنطقة بمتابعة هذا الأمر والإسراع في إخراجه من أدراج الوزارة لكي يتسنى لأبناء المنطقة أن ينعموا بهذا الإنجاز الكبير، لما يعكسه من إيجابيات على كل الأصعدة الرسمية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية، والذي يعود الفضل الكبير فيه لرئيس مجلس النواب نبيه برّي صاحب الإنجازات الإنمائية والاقتصادية والتربوية والزراعية في طول الجنوب وعرضه.

السابق
العلامة محمد حسين الحاج: الإرهاب وراءه فتاوى مُصطنعة
التالي
LBC: انتحاري الشويفات كان يعتزم تفجير نفسه بمركز تعبئة الغاز ببئر حسن