مراقبون يستبعدون اتساع رد «حزب الله» الى حرب مع إسرائيل

يجمع المراقبون على أن رد حزب الله لن يتسع إلى حرب مع إسرائيل في هذا الوقت، باعتبار أن «إسرائيل لا تستطيع الدخول في معركة شاملة مع الحزب، وتجنبتها حين اخترق الحزب أجواءها بطائرة من دون طيار، العام الماضي، حملت اسم (طائرة أيوب)»، وسط تأكيد على أن إسرائيل «لا تمتلك خطة مبرمجة لشن حرب واسعة على حزب الله في هذا الوقت».

ويشرح الخبير الاستراتيجي الدكتور أمين حطيط في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، طبيعة رد حزب الله على إسرائيل، بالصيغة التي جاءت في البيان، ويقول إن حزب الله «رد بعمليات مؤلمة كثيرة في السابق ضد أهداف إسرائيلية من غير الإعلان عنها»، مؤكدا أن «إسرائيل تعرف تلك العمليات التي وقف حزب الله وراءها جيدا». ويشير إلى أن الرسائل التي حملتها الغارة «تؤشر إلى أنها لن تتطور إلى حرب ومواجهة شاملة عبر الحدود، وستكون ردا عسكريا محدودا يؤلم إسرائيل».

 وخرجت الضربة الإسرائيلية الأخيرة من سياق العمليات الأمنية. ويقول حطيط، وهو عميد متقاعد من الجيش اللبناني ومقرب من حزب الله، إنها «ضربة عسكرية محدودة ذات طبيعة توجيه رسائل بما يتخطى حجمها التدميري أو القتل، إذ يراد منها البعد السياسي المعنوي».

وتقود كل المؤشرات إلى أن الرد، إذا حدث، لن يؤدي إلى إشعال المنطقة «بسبب الظروف الإقليمية والحرب السورية». ويقول الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوعيد بالرد لا يعني القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل من لبنان في ظل هذه الظروف الداخلية والخارجية وقتاله في سوريا»، موضحا أنه «في الداخل اللبناني، فقد حزب الله الإجماع الذي كان يتمتع به في الحرب على إسرائيل في السابق، فضلا عن أن قاعدته الشعبية باتت في حال حرجة». أما خارجيا، فيشير إلى أن الحزب «يدرك أن الوضع في المنطقة لا يسمح بحرب مع إسرائيل قد يقود إليها أي رد، حتى لو كان محدودا».

 ويرى عبد القادر أن الحزب يدرك أن «ظروفه القتالية في سوريا ومشاركة قوات النخبة لديه، تجعله في وضع حرج عسكريا إزاء فتح أي جبهة مع إسرائيل، وهو سيحاول بكل الوسائل تفادي الوقوع بين نارين؛ النار السورية والنار في الجنوب». ويرى الحزب، إضافة إلى ذلك، «التزما لبنانيا ودوليا بتنفيذ القرار 1701 الذي يجعل من الصعب عليه تجاوز الخطوط الحمراء التي يفرضها القرار الدولي، ويدرك أن الوقت ليس مواتيا له للقيام بعمل يمكن أن يستجلب ردا إسرائيليا واسع النطاق».

السابق
إشعال اطارات في باب الحديد وسوق القمح احتجاجاً على توقيف مطلوب
التالي
البرلمان الاوكراني يقر تشكيل حكومة ائتلاف ويكلف وزيراً سابقاً بتشكيلها