شباب جديد في بيروت: حركات جامعية خارج الأحزاب

في بيروت ثمة شباب خرجوا لتوّهم من المراهقة ودخلوا الجامعات، حاملين رفض الطائفية والغضب من المذهبية والسعي نحو التحرّر من سطوة الأهل والأحزاب والسياسة بمعناها الوصولي، ويردّدون: لا بديل عن النضال.

قهوتي اليومية في كافيه يونس بشارع الحمرا محاطة بالكلمات والأصوات. شباب من جامعات مختلفة (LAU, AUB, USJ) يجتمعون على طاولة واحدة للاتفاق على موقف واحد وهو: “لا بديل عن النضال”.

تبدأ المسيرة على Facebook الذي تحوّل من موقع للتواصل الإجتماعي إلى مركز لاجتماع رغبات التغيير الشبابية والتظاهر السلمي. صفحتي على Facebook مكتظة بالمقالات والقصائد والمشاريع والخطوات للتغيير. صفحات مثل “الحركة الطلابية البديلة ASM” من جامعةLAU  و”النادي العلماني” في جامعة القديس يوسف (USJ)، والنادي العلماني في الجامعة الأميركية ببيروت AUB، وبعض المقالات والمواقف اليومية من طلاب في الجامعة اللبنانية، تُعرّف بمستوى القمع الفكري داخلها، الذي تمارسه أطراف سياسية لبنانية.

من الحراك الإلكتروني إلى التعبير الكتابي، “مش جريدة” هو منشور شهري من صفحتين، ينشره طلاب من الجامعة اللبنانية الأميركية LAU ، شعاره “الحرية الفكرية والتحرر السياسي”، وهو يخلو من الإعلانات وأدوات البروباغاندا الحزبية.  مضمونه شعريّ ونقديّ كوسيلة للتعبير عن غضب التلاميذ من التعصّب الطائفي. وهو محاولة لتسليط الضوء على موضوع حرية التعبير ولرفض طغيان الأحزاب اللبنانية على إدارة الجامعة.

أما “النادي العلماني” في جامعة القديس يوسف فشعاره “مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة” ويصف نفسه بالتالي: “أمام الخطر المحدق الذي تشكّله الطائفية من تشرذم وتفتت في المجتمع اللبناني، تجمّع عدد من طلاب الجامعة تحت عنوان واحد: العلمانية. والنادي العلماني يؤمن بالعلمانية كنظرة إنسانية إلى عالم يقيم اﻹنسان فيه لشخصه لا لانتمائه الطائفي أو العرقي. ويسعى إلى تحفيز الطلاب على المطالبة بحقوقهم كمواطنين عبر تنظيم نشاطات متعدّدة ومتنوّعة لها علاقة بالعلمانية”.

“النادي العلماني” هدفه تعزيز الوعي بشأن ضرورة تقييم الناس، والأفكار في المجتمع، وفقا لتوافق مدني، ومعايير محايدة بدلا من تلك الطائفية. تأسّس هذا النادي على يد العديد من الناشطين الإجتماعيين الشباب. وهو يتألّف اليوم من مجموعة طلاب وتقبل بعمله إدارة الجامعة الأميركية منذ سنوات عدّة.

تواجه هذه المجموعات الكثير من الضغوط السياسية والاجتماعية. ويظهر ذلك كلّ سنة خلال الانتخابات الجامعية، حين تجتمع تلك الحركات كدرعٍ بشري واحد أمام الطلاب المدعومين من أحزاب وأطراف سياسية..في محاولة لإنقاذ الجامعة من السرطان الطائفي والجهل المفروض على المؤمنين بالحرية ونظرية “الرأي والرأي الآخر”.

هؤلاء الطلاب معظمهم في العشرينات، أي ممن ولدوا بعد العام 1990، وممن كانوا أطفالا حين اندلعت المواجهات السياسية في وسط بيروت العام 2005. وبالتالي يمكن القول إنّهم “دم جديد” في بيروت. جيل ما بعد الحرب، وليس الجيل الذي يحمل ذكريات الحرب وخلافاتها. وأيضا جيل يحمل، إلى تجربة السياسة اللبنانية، الإنكفاء عن 8 و14 مارس \ آذار.
للتعرف أكثر على تلك التحركات:

https://twitter.com/secular_club

https://www.facebook.com/USJsecularclub

السابق
هآرتس: تخوف إسرائيلي من قيام حزب الله بالتعرض لأحد القادة الإسرائيليين
التالي
فحوصات الـDNA اثبتت ان مروان حمّادي ليس انتحاري الهرمل