المركزية: البيان الوزاري في مأزق ربط الثلاثية بـ”الاعلان”

الحكومة اللبنانية

في المقلب السياسي، وعلى ضفة البيان الوزاري، يبدو الافق ملبدا بعدما تبين ان الخلاف حول “ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة” و”اعلان بعبدا” يعرقل خروج المسودة من عنق زجاجة الخلافات لتمثل الحكومة استنادا الى البيان الوزاري امام المجلس النيابي، بعدما عقدت اللجنة الوزارية اربع جلسات من المناقشات المستفيضة لم تفضِ الى التوافق.

وقالت اوساط سياسية واسعة الاطلاع ان تضمين البيان “اعلان بعبدا” اكثر من ضروري في ضوء الحاجة الملحة لاقرار حكومة لبنان بوجوب تحييده عن تداعيات الازمة السورية قبل التوجه الى المؤتمرات الدولية التي ستمنحه المساعدات العسكرية والاقتصادية والانسانية على اساس هذا التحييد، وفي مقدمها مؤتمر باريس في 5 و6 اذار ومؤتمر روما في النصف الثاني منه. واكدت ان الاعلان يشكل الارضية الصالحة لمخاطبة المجتمع الدولي وهو يركز على التحييد وليس على الحياد.

وقالت مصادر في قوى 14 اذار ان محاولة ربط “اعلان بعبدا” بالمعادلة الثلاثية في البيان الوزاري غير منطقي، ما دام “الاعلان” صدر عن مؤتمر الحوار الوطني بموافقة جميع المكونات السياسية بما فيها حزب الله الذي يحاول اليوم من خلال مناقشات البيان اعادة الاعلان الى طاولة الحوار لفتح باب النقاش حوله مجددا في حين انه اقر وتحول الى وثيقة من وثائق الامم المتحدة والجامعة العربية وكل محاولة في هذا الاتجاه لن يكتب لها النجاح. اما معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” فقد ولى زمنها وانتفت مبررات وجودها منذ لحظة تحول هذه المقاومة عن وجهتها الرئيسية المتمثلة بمواجهة اسرائيل الى انخراطها في مسلسل الارهاب في سوريا، خصوصا في ظل السعي الدؤوب المبذول لبنانيا ودوليا من اجل دعم الجيش وتعزيز قدراته ليتمكن من اداء الدور المنوط به وانذاك ما هو مبرر وجود المقاومة؟ وقالت ان هذه المقاومة التي تضع الجيش في مواجهة الارهاب ودفع فاتورة انخراطه في سوريا من دماء جنوده وضباطه، لا يمكن ان نقبل بذكرها في البيان الوزاري. واعتبرت المصادر ان الثلاثية عندما أدرجت في البيانات الوزارية السابقة وضعت في وجه مقاومة اسرائيل وليس لمصلحة فتح معارك وجبهات جانبية وحيث ترتأي، فما الذي يضمن الا تتوجه المقاومة غدا الى العراق او افغانستان او غيرها من البلدان حيث بؤر الارهاب تحت ستار الثلاثية!

في المقابل، قالت مصادر بارزة في قوى 8 اذار ان الخلاف على البيان الوزاري قائم، ولن تبدده سوى صيغة لا تظلم المقاومة وتضحياتها التاريخية في سبيل لبنان واي محاولة للالتفاف عليها او على دورها لن تمر. واوضحت ان حزب الله يكاد يكون اكثر المتنازلين في سبيل تشكيل الحكومة وهو قدم أقصى التسهيلات في سبيل انجاز الولادة الحكومية ولم يعد قادرا على المزيد في ضوء التساؤلات المتنامية في بيئته الشعبية حول اسبابها. واشارت الى ان الحياد ينسف كل انجازات المقاومة ومرفوض رفضا قاطعا من قبل الحزب.
الا ان مصادر مواكبة اكدت ان البحث ما زال جاريا عن مقاربة جديدة تغطي الخلاف المستحكم بين فريقي 8 و14 اذار حول الثلاثية و”اعلان بعبدا” بعدما تبين ان كل الصيغ التي وضعت حتى الساعة كمخرج لم تقنع الاطراف المعنية، وبقي الخلاف قائما بما يهدد ولادة البيان سريعا وفق المتوقع لتمثل الحكومة امام المجلس النيابي لنيل الثقة قبل 5 اذار. وتبعا لذلك، اعتبرت المصادر ان الجهات العاملة على توفير الصيغة – الحل لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري تبذل اقصى الممكن لتأمين المقاربة التي تكفل تغطية الخلاف القائم في العمق.

السابق
الجيـش يلاحق سـيارات ويطارد مشـبوهين وارهابيـين
التالي
مجلس اداري جديد لأوقاف صيدا