جنبلاط يدعو لإعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس وفك التداخل في سوريا

وليد بك جنبلاط

أشار رئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط إلى أن هناك “جملة من المتغيّرات والتحولات باتت تستوجب التفكير بصياغاتٍ للخروج من النقاش الدائر حول ثلاثيّة “الشعب والجيش والمقاومة” بما يؤكد على إستئناف الحوار الوطني حول الخطة الدفاعيّة”، ورأى أن “إدراج بند الثلاثيّة في البيان الوزاري لم يعد متاحاً كما ورد في السنوات السابقة وبات ضرورياً الوصول إلى تسوية معيّنة في هذه المسألة، إلا أن أي نقاش سياسي يُفترض به ألا يلغي جوهر حق لبنان في مقاومة إسرائيل أو أي عدوان إسرائيلي على أراضيه من خلال الشعب والمؤسسات”.
وسأل: “هل من الضروري تذكير بعض الأصوات التي تغرّد خارج سرب التوافق السياسي الذي تحقق خلال الأسابيع القليلة الماضية بالتراث الوطني والعروبي الكبير الذي تراكم تدريجيّاً في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي منذ أيّام الحركة الوطنيّة والثورة الفلسطينيّة والتي تجسدّت من خلال دعم سوري كبير وتلاحم لبناني- فلسطيني أدّى إلى إسقاط الاتفاق السابع عشر من أيّار المشؤوم الذي كاد في مكانٍ ما ولحظةٍ ما يستلحق لبنان بالمحور الاسرائيلي؟”
وفي هذا المجال، سأل أيضاً: “هل من الانصاف التغاضي عن الحقائق التاريخيّة التي حصلت في تلك الحقبة لالحاق الهزيمة بإسرائيل من خلال إسقاط الاتفاق إياه؟ وهل يمكن تناسي القتال البطولي في جبل الشيخ والقنيطرة وسعسع وسواها من المواقع التي سُجلت في إطار تلك المعارك التاريخيّة؟ وهل يمكن أيضاً تناسي البطولات التي حققها الجيش المصري في العبور وتحقيق تقدم عسكري غير مسبوق؟”
وأكد أنه “لولا التطور السلبي الذي شهدته الأحداث العسكريّة لكانت حرب العام 1973 حققت نتائج مختلفة مع وصول الجيش السوري آنذاك إلى مشارف بحيرة طبريّا بالتوازي مع الانتصارات المحققة في الجبهة المصريّة”، قائلاً: “أليس هذا التنسيق غير المكتمل هو الذي أدى إلى فصل المسارين العسكريين فإنكب الجهد الاسرائيلي على الجبهة المصريّة لتحقيق “الدفرسوار” وعلى الجبهة السوريّة لاعادة الأرض؟ وإذا كانت إتفاقيّة فك الاشتباك ثم إتفاقيّة كامب دايفيد قد أدتا إلى توليد ظروف سياسيّة معيّنة منها خروج مصر من الصراع آنذاك، وظروف التسوية أدت إلى تحييد الجولان في تلك الحقبة، ولكن هذا كله لا يلغي تلك المحطات المشرقة في التاريخ العربي المعاصر”.
وإذ أكد على أهميّة إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس إزاء الأزمة السوريّة المتفاقمة، وضرورة فك التداخل اللبناني فيها، فإننا نرفض نظريّة حياد لبنان التي تضرب كل المنجزات والتضحيات الكبرى التي قُدمت من الوطنيين اللبنانيين في مواجهة المشاريع الغربيّة من حلف بغداد إلى السابع عشر من أيّار، وتفرّغ نضالات المقاومة اللبنانيّة الفلسطينيّة المشتركة في مواجهة إسرائيل من حصار بيروت إلى معارك خلده والسلطان يعقوب وعين زحلتا وسواها. وهذا تذكير لبعض من أصابهم مرض فقدان الذاكرة أو الشيخوخة السياسيّة المبكرة”.
واعتبر أنه “من غير المستبعد أن تؤدي نظريّة الحياد إياها بشكلٍ أو بآخر إلى خروج لبنان من الصراع العربي- الاسرائيلي وإلى ضرب كل مرتكزات إتفاق الطائف الذي حسم عروبة لبنان وهويته السياسيّة بعد تضحياتٍ كبيرة على مدى أعوام ناضلنا في سبيلها لعقود وتوصلنا فيها أيضاً لبناء عقيدة عربيّة للجيش اللبناني. ومن غير المستبعد أيضاً أن تؤدي هذه النظريّة إلى الخروج من إتفاقيّة الهدنة والمباشرة بشكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل”.
أما على المستوى السوري، فأكد أن “العنف الجنوني الذي مارسه النظام منذ الأيّام الأولى لاندلاع الثورة في درعا وممارسات العناصر الاستخباريّة والشبيحة التي أججت الصراع وشوهت صورة الجيش السوري وربطتها بالقتل والاجرام أدّت إلى جر سوريا إلى الحرب التي وصلت إليها والتي لا يُستبعد أن يكون من نتائجها المتوقعة تكرار نموذج الصوملة بعد أعمال التدمير المنهجي التي يقوم بها النظام للمدن والقرى السوريّة المختلفة، ومع كل ذلك، كم هو مستغربٌ أن تصر بعض الدول الداعمة للنظام على تمسكها به والابتعاد عن بذل أي جهد لاقناعه بتطبيق الصيغة الانتقاليّة في جنيف”.
وأضاف: “إذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فإنه لا يمكن التغاضي أيضاً عمّا قام به بعض أعضاء تلك المجموعة المسماة “أصدقاء سوريا” من تسهيل لمرور المرتزقة والعناصر والتنظيمات المتطرفة التي شوّهت الثورة السوريّة وسرقت من الشعب السوري نضالاته السلميّة لنيل حقوقه الوطنيّة والسياسيّة المشروعة في الحريّة والديمقراطيّة والكرامة وتقاطعت مع النظام في لعبة العنف وإراقة الدماء ممّا ساهم في الوصول إلى الوضع الراهن”.

 

 

السابق
باسيل: لتأمين الاجواء المحفزة للرعايا الخليجيين للمجيء الى لبنان وتوفير ظروف طمأنتهم
التالي
دوي انفجارات بمزارع شبعا