بيضون: المطلوب حماية لبنان الذي ورطه حزب الله

من حديث الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ل”كلام بيروت” على شاشة المستقبل:

الارهاب تقنية وليس بلدا او شخصا، يوجد حرب قائمة في المنطقة تشارك فيها اطراف، وبالتالي علاجها ليس سهلا، اذ تتخذ هذه الحرب السلطوية اشكالا للمواجهة السنية الشيعية وهذا ما يجعل كل المنطقة بمنزلق كبير جدا ويهددها، وحزب الله يعرف ان اسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من هذه المواجهة.

بشار الاسد غير مستعد للاعتراف بالمعارضة ولا بالشعب السوري، وهو، بالمشورة الايرانية، حوّل الثورة في سوريا الى حرب مذهبية.

آخر استهداف للجيش كان بأحداث عبرا، حزب الله استغل الجيش استغلالا سيئا، حزب الله ورّط الجيش، وكان من المتوقع وجود ردود فعل، رغم ان الجيش كان الخاسر الاكبر في عبرا اذ خسر 21 شهيدا.

الجيش ضحية سياسات سيئة قام بها حزب الله طوال الفترة الماضية، ليس فقط حزب الله، اذ قام الثلاثي حزب الله _بري _عون بسياسات سيئة فاشلة في البلد واستغلوا الجيش استغلالا بشعا.

عاد لحزب الله العقل عندما قرر الدخول بحكومة فيها شيئا من التوازن، وهذه خطوة عاقلة من حزب الله. وقد لاحظنا ان الخطاب الاخير لامين عام حزب الله ليس فيها اللغة الفوقية بل لهجة عادية، ولم يوجد سيلا من التهديدات بل وُجد تهديد واحد فقط.

وكأننا نلمس تغييرا لدى حزب الله في هذه الحكومة بوجود عودة للاعتدال السني.

شعر حزب الله ان التفجيرات في لبنان لا يمكن ان تتوقف، ويقول حزب الله للرئيس سعد الحريري بوضوح تعال وحاول ان تخلصني من هذه الورطة.

المطلوب حماية الطائفة الشيعية التي ورّطها حزب الله، والمطلوب حماية لبنان الذي ورطه حزب الله.

ما يحصل في سوريا اليوم مذبحة ستترك اثرها على المنطقة لفترات طويلة.

وضع لبنان سيبقى معلقا الى حين اجراء التغييرات المطلوب حصولها في ايران، لانه في حال بقيت ايران تحت سطوة الحرس الثوري والمرشد هذا يعني انه سيتم تأجيج ازمات العراق وسوريا ولبنان، اما في حال عادت ايران عن سياسيات المحاور الاقليمية فيمكن ان يتم معالجة الوضع في لبنان وفي سوريا ويصبح الوضع في العراق على سكة المعالجة.

جبهة النصرة تعامل حزب الله وايران على انهم محتلين في سوريا. لم يعد بشار الاسد مهما للشعب السوري، اعتبروه جثة سياسية، لكن صار حزب الله تمركز الحقد ووضع نفسه والشيعة اللبنانيين، الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الموضوع، في هذه الورطة.

مجرد دخول حزب الله في الازمة السورية هو هزيمة استراتيجية لانه اصبح خارج كل عقل وقضية مشروعة، تدخله في سوريا اخرجه من كل سلّم القيم الحقيقي الذي تبنى عليه مقاومة وثورة.

هناك كارثة ستأتي على حزب الله والطائفة الشيعية وعلى لبنان بسبب هذه الممارسات، لكن اليوم يوجد امل متمثل بقدرة سعد الحريري ان يعود ويضبط الوضع.

اذا لم يضعوا لسعد الحريري عراقيل في الحكومة وغيرها، وطبعا يجب ان يعود الى لبنان، ويجب ان يقدموا له الضمانات، فنحن على ثقة انه في حال وقف سعد الحريري وتياره وكل 14 آذار على قدميه، يمكن بالتالي معالجة هذا الوضع واجراء عملية انقاذية للبنان. وعلى حزب الله ان يسير بسياسيات جديدة، واعطاء ما لقيصر لقيصر، وان تأخذ الدولة كامل صلاحياتها بما فيها الجيش وقوى الامن.

الطائفة الشيعية اليوم بالاجمال واقعة تحت الترهيب، اذ لا يمكن الوقوف في وجه المجموعات المسلحة.

اهل الضاحية اليوم يشعرون ان حزب الله اخذهم الى الخراب، صار الخوف والقلق الخبز اليومي. ويرى الناس ان الانقاذ يكون عبر حكومة قوية غير السياسات التي اتبعها حزب الله في الحكومة الماضية.

يجب ان لا ننسى ان حزب الله استلم الحكومة لمدة ثلاث سنوات متتالية وصرف مبالغ طائلة هو وحلفائه بري وعون، ورغم ذلك لم يدفعوا البلد الا الى الخراب، ولم يدفعوا الضاحية والشيعة الا الى هذه الحالة من الخوف الجنوني.

لا شك ان قبول سعد الحريري بالتعاون في الحكومة وقبول وجود حزب الله في الحكومة وايجاد غطاء لحزب الله في الوضع اللبناني، هي خطوة ايجابية كبيرة، لكن ولتكتمل ولتزيل الاحتقان من الشارع السني خصوصا، يجب ان يعود سعد الحريري الى لبنان وان يكون لديه حرية حركة في لبنان وان يخاطب الشارع السني، واقامة المهرجانات في كل المناطق ليقنع الناس.

السابق
فرنجية: 14 اذار قبلت المشاركة في الحكومة بسبب انهيار الدولة
التالي
اوغاسبيان: مصرون على انسحاب حزب الله من سوريا وتسليم سلاحه