أحمد محسن يتمرّد على الأخبار: أشرف الناس كلاب وكلام نصر الله تافه

أحمد محسن
بعد رحيل جوزف سماحة وأنسي الحاج إلى العالم الآخر، علّهما يريان أنّ الله ليس مع بشّار الأسد، وبعد تهجير خالد صاغية ونادر فوز وثائر غندور ورشا أبو زكي، وبعد طرد آخرين، ها هو الشاب أحمد محسن يتمرّد على سياسة جريدة "الأخبار" التحريرية، ويكيل الشتائم، وإن بلغة ملتوية، إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، ويصف "أشرف الناس" بأنّهم "كلاب"، ونصر الله بأنّه "تافه".

حتّى هذه اللحظة ما زال الشاب الصحافي أحمد محسن عضوا في أسرة تحرير جريدة “الأخبار”. على الأقلّ بدليل ما يضعه على صفحته الفايسبوكية.

أحمد محسن1

لكن ليس لوقت طويل على الأرجح. فمن يقرأ بوستاته الفايسبوكية مؤخرا يرى أنّه بات يغرّد خارج سرب “الأخبار” وسياستها التحريرية القائمة على موالاة نظام بشّار الأسد. فقط كتب في 17 شباط التالي: ” إنها مواجهة غير متكافئة أبداً. رغم ذلك، لا يمكننا أن نكون مع الطائرات. لا يمكننا أن نكون مع الطائرات ضدّ الأطفال”. ردّا على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

أحمد محسن

وكتب في اليوم نفسه التالي: ” هل رأى هذه الصورة أو تعرف إلى هذه العائلة قبل الحديث الطويل والمعلوك عن فلسطين. أحياناً بحس الواحد، إنو خلص، طفح الكيل”.

family

ربما لن يجد القيّمون على “الأخبار” من يكتب في جريدتهم قريبا. إلا من هو مضطرٌ إلى حين يقضي الله أمرا كان مفعولا. فالشاب الجريء كتب يوم الخطاب في 16 شباط التالي: “قبل خطاب نصر الله، لا بعده. قبل كل التعليقات التي سترد بعده، وبما أني أتحدث كثيراً اليوم، وأعرف أن كثيرين لا يروقهم ذلك، أشعر بقول بعض الأشياء الجاثمة على صدري. لا أعرف ولا أريد أن أعرف كيف سيفسر الرجل في خطابه تسوياته مع السعوديين وغيرهم، في هذه الحكومة وغيرها. ما أعرفه أن الحرب اتسعت، وأن مئات الشبان زجوا في الحرب، تحت شعارات يتضح يوماً بعد يوم، أنها كاذبة، وأن الانسحاب منذ البداية كان ممكناً. كان ممكناً أن لا يموت كل هؤلاء الناس، طالما أن التسويات جاهزة وستظهر فجأة. لا أريد أن أحلل ثقافة حزب الله والشهادة في سبيل الله، لقد صار الأمر مضجراً إلى درجة لا تطاق. اعتذار أخير، لمن يستحقه: للسوريين الذين يدفعون ثمن هذه الحروب الطويلة والمقدسة، ولضحايا الانتحاريين في الضاحية الجنوبية، الذين يرى الأوصياء عليهم دمهم رخيصاً ومجانياً. طالما أن التسويات ممكنة، والحرب لن تأتي إلا بالمزيد من الموت، لا شيء مهماً الآن، لا شيء يمكن قبوله في خطاب نصر الله، سوى إعلان الانسحاب من الحرب الدائرة في سوريا، وهذا أضعف الإيمان”.

أحمد محسن4

بعد رحيل جوزف سماحة وأنسي الحاج إلى العالم الآخر، علّهما يريان أنّ الله ليس مع بشّار الأسد، وبعد تهجير خالد صاغية ونادر فوز وثائر غندور ورشا أبو زكي من “الأخبار”، وبعد طرد آخرين، ها هو الشاب أحمد محسن يتمرّد على سياسة جريدة “الأخبار” التحريرية، ويكيل الشتائم، وإن بلغة ملتوية، إلى الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصر الله، ويصف “أشرف الناس” بأنّهم “كلاب”، لحظة بدء الخطاب: “بدأ رصاص تحرير فلسطين، يا أشرف الناس. يا كلاب”.

أحمد محسن كلاب

وكتب في 16 شباط أيضا وأيضا: ” ما سأقوله الآن، سيخسرني الكثير من الأصدقاء، كما حصل بعدما انتقدت لأسلمة الثورة السورية وتخريبها. بس معليه. حزب الله فعل ما تفعله الأحزاب الشموليّة على أفضل وجه. خرّب محيطه وبيئته أولاً، ثم انطلق. خرّب حزب الله هذه البيئة تخريباً تاماً، وحول معظم أهلها إلى خبراء صواريخ وشعاراتيين على النمط الستاليني البائد. حولها إلى بيئة تستخف بالأدب والشعر وكرس لها نوعاً من الخرافات سماه أدباً وشعراً، كهذا الذي يجعر خلف نصر الله في الاحتفالات، وكالمغمور الذي أحضروه يوماً وقال «هؤلاء هم رجال الله». كرس نصر الله إلهاً يُمنع المس بذاته الإلهيّة، وهو انسان في النهاية يصيب ويخطئ وفي حديثه أحياناً كمية تفاهة واجترار تصيران مزعجتين. كرّس النار واطلاق النارفي الهواء وحب السلاح وزينة الرجال وثقافة السلاح ونبض السلاح وتلفزيون المنار والسلاح و٧ أيار ثم جاء ليقول إنها عادة قديمة. والأخطر من هذا كله، أنه حول الشيعة، وأنا أستحي أن أقول هذا، إلى فئة أقلوية، تعبد ولي نعمتها الذي يحدد مصائرها. القصة ليست قصة حكومة. صحيح أن أعداء الحزب يضخمون تداعيات سلوكه غالباً، وفعلوا السيئات الوافرة بدورهم، لكن ثقافته مؤذية، وهو مقفل الأذنين، يظن اسمه مقدساً وما يفعله صائب دائماً، فلا يكترث لنقد ولا لمشاعر حتى الذين معه (وأنا لست منهم اطلاقاً بطبيعة الحال). وما المشاركة في حرب السوريين تحت عنوان «يا زينب» إلا نتاج صريح لهذه الثقافة”.

أحمد محسن تافه

فهل يبقى أحمد، الشاب الجريء، في “الأخبار”، أو يهجرها باحثا عن فرصة فيها حريّة تلائم قلمه المصيب إلى حدّ الوجع؟

 

 

السابق
الوزير شهيب: رغبة مشتركة بالتوصل إلى نتائج إيجابية رغم تباعد وجهات النظر
التالي
تفجير أجسادنا: فدا صرماية من؟