باسيل مع “وزارة كل الوزارات”

عشية تسلمه وزارة الخارجية والمغتربين، لم ينم جبران باسيل قبل ان يضع تصوره للنهج الذي سيتبعه في ادارة الديبلوماسية والادارة المركزية. ترجم ذلك ابتداء من منتصف الليل عندما أكبّ على كتابة كلمته بخط يده، وطلب من الامين العام للوزارة ترجمتها وتوزيعها على البعثات الاجنبية في لبنان وعلى السفارات والقنصليات العامة للبنان في الخارج للاطلاع على الاسلوب الذي سيتّبعه في ادارة الوزارة على المستويين الديبلوماسي والاداري. ورؤيته هذه تختلف عنها لدى بعض وزراء الخارجية الذين سبقوه، لذلك يريد التغيير في المضمون وفي الشكل، مع ادراكه ان عمر الحكومة قصير.

يرى باسيل انه يتسلم حقيبة الخارجية في “ظرف استثنائي” من حياة لبنان السياسية، لذا يريد المرحلة الآتية منفتحة ومستقرة وآمنة، وهو مع اعادة تكوين السلطة على اساس الصيغة والميثاق.
وقد انتقل ليعطي السيادة مفهوما جديدا، اذ قلل من اهمية الصفة التي تعطى لهذه الوزارة اثناء تشكيل كل حكومة، وهي “حقيبة سيادية”، معتبرا ان السيادة “تكمن في النفوس والرؤوس وفي النص والموقف والممارسة”.
وفي رأي باسيل ان وزارة الخارجية يجب ان تكون وزارة كل المغتربين، وسياستها الخارجية لكل اللبنانيين لا لفئة دون سواها. انها وزارة كل الوزارات، وطاقة لكل لبنان”. وبدا واضحا انه يعول على المغتربين والمقيمين معا.
ومن بين الاولويات التي يخطط لها، العمل على استعادة الجنسية لمستحقيها من المغتربين من اصل لبناني، واعادة قيد كل لبناني الى السجلات والملفات.
ويؤكد انه مع الحرب الدولية على الارهاب وان وزارة الخارجية ستكون “صانعة سياسات ومنتجة للمبادرات وسد للمؤامرات”.
ويخطط باسيل لإنشاء “اللوبي اللبناني” في الخارج والداخل لافادة البلاد من اللبنانيين الناجحين سواء في القطاع الخاص او العام. وهو مع وحدة الموقف اللبناني وضد اي “جامعة لبنانية ثقافية “في العالم مشرذمة، بل مع ان يكون افرقاؤها موحدين. وهو مع جمع كل الطاقات الاغترابية لتشكيل “لوبيات اغترابية”، فتكون الخارجية لكل المغتربين لا لفئة دون اخرى”.
باسيل يريد ان يغيّر في بعض موجودات مكتبه، ويشعر بذلك المواكب لتحركه امس على مدى الاربع ساعات الاولى التي امضاها في مكتبه بعدما تسلم مهماته من سلفه عدنان منصور. فمنذ ان وطئت قدماه عتبة الوزارة وهو يحدق الى كل صغيرة وكبيرة. لا يتردد في ان يسأل سلفه او اي موظف بالقرب منه او اي ديبلوماسي او صحافي معتمد لدى الوزارة. يريد ان يستعلم ويكتشف شخصيا وبسرعة. وقد جال على مكاتب الوزارة في قصر بسترس وفي المبنيين الآخرين المجاورين، من دون ان يصل الى مركز الاستشارات القانونية البعيد نحو ثلاث كيلومترات عن مقر الوزارة.
لم يرقه نور الثريا التاريخية لانه خافت، ويريد تقويتها لتضيء اكثر. وسأل عن شعار الوزارة الذي يعود الى عهد فارس بويز، ومن غير المستبعد ادخال تعديلات عليه. استحدث بريدا إلكترونيا جديدا كوزير للخارجية والمغتربين، وحرص على الاستفسار من كل زميل عن الوسيلة الاعلامية التي يمثلها. وفوجئ بعدم وجود ممثلين لأي قناة تلفزيونية في شكل دائم.
وقد أقيم له استقبال لافت، بحيث تجمهر الديبلوماسيون والاداريون في البهو الكبير، ولدى دخوله اكتفى بمصافحة البعض. وكان وصل الى الوزارة بموكب من سيارتين كبيرتين سوداوين رباعيتي الدفع، ومعه طاقم من المستشارين والموظفين والامنيي

السابق
علاجات حديثة لسرطان الثدي ونسبة شفاء بواقع 90 %
التالي
احراق منزل احد المتهمين في تفجير بئر حسن في بلدة البيسارية