أرادوا إبعاد المجلس عن اجتماع لندن

عن “اجتماع لندن” الشهير للمعارضة العراقية تحدّث المعارض العراقي البارز و”السولو” و”المثير للجدل”، قال: “لم تكن الخارجية الأميركية تريد أن يشارك “المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق” في الاجتماع بسبب علاقته الوثيقة مع إيران، فقلت للذين أنا على اتصال بهم من الأميركيين، هذا لا يجوز. يجب أن يحضر. ثم توجّهتُ من لندن إلى طهران فوصلتها في الرابعة صباحاً. أتاني رجال من المخابرات الإيرانية فأبلغت إليهم الموقف، وقلتُ لهم إن حضور “المجلس” “اجتماع لندن” ضروري. فهو أهم فصيل عراقي معارض. رتّب هؤلاء لي اجتماعاً مع السيد محمد باقر الحكيم رئيس “المجلس” الساعة الرابعة بعد الظهر، اطلعته على الموضوع وشرحتُ له موقفي وضرورة مشاركتهم. لم يكن متحمساً. فقلتُ له: يجب أن ترسل أخيك (الراحل) السيد عبد العزيز. لا يجب أن تغيبوا وخصوصاً أنهم لا يريدونكم في الاجتماع. فسأل: لماذا؟ أجبتُ: لأنهم يصوّرونكم أكلة لحوم بشرية وربما بسبب إيران. سأل ثانية: هل توافق إيران. أجبتُ: لو لم تكن موافقة هل كنت أنا معك الآن؟ وافق أخيراً وشارك شقيقه في “اجتماع لندن” (وتردَّد أن الشقيق أخذ موافقة خطية من السيد الولي الفقيه آية الله علي خامنئي)”.

متى وصلت إلى بغداد وكيف وماذا فعلت فيها؟ سألتُ. أجاب المعارض العراقي البارز نفسه: “دخلتها بعد الغزو الأميركي. وسكنت منزلي الذي يقع داخل بستان كبير. وهو بستان والدي (أبوي). غالبية المعارضين تسكن في منازل خصصتها لهم الحكومة. أما أنا فأسكن في منزلي الوالدي. ورغم ذلك يقول الأميركيون الذين هم ضدي أن لا جذور لي في العراق. بدأت عمليات استفزازية تستهدفني. في واحدة منها عقد ضابط أميركي و12 رجل أعمال اجتماعاً بالقرب من منزلي في بغداد وصاروا يقولون لا نريد فلاناً (والمقصود أنا)، فهو لا يمثِّل أحداً. كانوا ضدي لأنني طرحتُ ومنذ البداية لا للاحتلال الذي اعلنته أميركا للعراق بعد إسقاطها صدام بقواتها العسكرية بموافقة مجلس الأمن. دولة البحرين كانت يومها رئيسة جامعة الدول العربية فأبلغت إلى أميركا إن الجامعة توافق على صيغة الاحتلال. بريطانيا وافقت أيضاً. أنا كنت مع تشكيل حكومة فوراً تعلن سيادة العراق. والأميركيون وحلفاؤهم كانوا يريدون مجلساً انتقالياً ثم حكومة فانتخابات تشريعية. أنا كنتُ أريد حكومة فسيادة ثم انتخابات يليها وضع دستور من قِبَل لجنة نيابية أي مُنتخبة. ورغم كل جهودهم اضطر المجلس الانتقالي بعد سبعة أشهر من إسقاط النظام إلى الاعتراف بسيادة العراق. كانوا يريدون أن تضع الدستور لجنة يختارها المجلس الانتقالي. رفضتُ وطالبتُ بانتخابات تأتي بمجلس نواب وبدستور تضعه لجنة من أعضائه. وقد قلتُ ذلك للرئيس بوش في أثناء اجتماع معه. في هذا الوقت بالذات ومن دون أي تنسيق نزل إلى الشوارع في العراق حوالى مئتي ألف متظاهر مطالبين بالانتخابات أولاً وبدستور موضوع من لجنة أعضاؤها منتخبون. استاء مني الرئيس بوش وقال لي معاتباً: تتَّفق مع (السيد) السيستاني علي؟” سألتُ: هل لا تزال العلاقة أو الاتصالات مع الأميركيين مقطوعة؟ أجاب: “عاد الآن قسم من الاتصالات. يزورني في بغداد بعض الأميركيين”. وأنهى: “العراق في حاجة الى الكثير، وفيه فساد كبير وانعدام أمن وخدمات. إنه يحتاج الآن إلى 7800 مدرسة ومليونين ونصف مليون مسكن. وهذا غيض من فيض الحاجات”.
ماذا عن “المجلس الأعلى الإسلامي” وعن مواقف زعيمه السيد المعمّم عمار الحكيم ممّا يشهده العراق اليوم؟
يقول قريبون من “المجلس الأعلى الإسلامي” ورئيسه السيد عمار الحكم أنه متفائل بالأوضاع في العراق. هو متفائل رغم كل ما جرى ويجري. لذلك فإنه يعمل بكل وعي ومسؤولية. فـ”المجلس” الآن فريق أساسي إن لم يكن الأساسي على الساحة العراقية الشيعية. وهو يريد أن يخوض الانتخابات التشريعية المقبلة بفريق عمل متجانس. والهدف من فريق كهذا هو تأليف حكومة يكون برنامجها إقامة الدولة وبناءها على أسس متينة. طبعاً مرَّ “المجلس” بفترة خسارة قبل سنوات. لكنه استفاد من عبرها وتعلّم واستغل الوقت لتقويم تجربته، وللشغل على الناس ومعهم، ولتأطير المُحبين والمؤيدين من المواطنين. وحقَّق على هذا الصعيد نجاحاً مهماً. أقام “المجلس” مناسبات جماهيرية فحضرها الآلاف، وهو لم يدفع لأحد “قرشاً” كي يحضر ولم يرسل وسائل نقل. هم يدفعون اشتراكات ويلتزمون “المجلس” وتوجيهاته”.
كيف صار “المجلس الأعلى الإسلامي” أقوى؟

السابق
م.ع اعترف بعلاقته بكتائب عبدالله عزام
التالي
بو صعب: أجواء الحكومة إيجابية ولا تصفية حسابات