ليالٍ بلا نوم في صيدا يؤرّق المشاهدين

إنقسم الجمهور الصيداوي بعد مشاهدته فيلم "ليال بلا نوم" للمخرجة اليان الراهب، بين مرحّب بلإساح المجال لأسعد شفتري، أحد مسؤولي الأمن السابقين في القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية، لإبداء وجهة نظره واعتذاره من الشعب اللبناني، وبين رافضين لهذه الفرصة التي اعتبروها محاولة من شفتري لتبرئة نفسه.

ساد نقاش حاد بين الجمهور الذي شاهد فيلم “ليال بلا نوم” للمخرجة اليان الراهب، بعد عرضه في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا نهاية الأسبوع. فقد انقسم المشاهدون بين مرحّب بتجربة الراهب الوثائقية التي أفسحت المجال لأسعد شفتري، أحد مسؤولي الأمن السابقين في القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية، لإبداء وجهة نظره واعتذاره من الشعب اللبناني عما جنت يداه خلال الحرب وارتكابه جرائم عدة، وبين رافضين لهذه الفرصة التي اعتبروها محاولة من شفتري لتبرئة نفسه.

وحجتهم أنّه “مهما حاول إظهار الندم والتطهر لما فعل، فإن ذلك لا يسمح له أن يكون له مكان تحت الشمس”. في حين أثنى الجميع على جهد الراهب في إبراز مسيرة مريم الصعيدي والدة المفقود ماهر قصير الذي فقد في 17 حزيران 1982 في كلية العلوم الحدث، بعد أن هاجمت القوات اللبنانية مبنى الكلية لتفتح الباب أمام الدخول الاسرائيلي إليها.

وقد وصف أحد المشاهدين الفيلم بأنه قاسٍ جداً وأن أهميته بهذه القسوة التي تظهر بشاعة الحرب ونتائجها السلبية على الجميع، وأنّ الفيلم قد تضمن قضيتين منفصلتين، الأولى: قضية مريم المحقّة بمتابعة ملف ابنها المفقود، شأنها شأن أهل 17 ألف مفقود خلال الحرب، ومواجهتها محاولات السلطة والميليشيات إسدال الستار على القضية، والثانية قضية أسعد شفتري الذي اكتشف عقم خيار الحرب كوسيلة لحل النزاع مع الآخر، كاشفاً عن البيئة الحاضنة لنمو خيار الحرب في إحدى ضفتي المجتمع اللبناني. وأبدى أحدهم ملاحظة بأنّ العمل “قد يكون أفضل لو توفّقت بمسؤول ينتمي إلى الجهة المقابلة”.

وانتقد أحد الحاضرين الراهب لأنّها “لم تكن موضوعية بتأريخها للحرب الأهلية كما صورتها في الفيلم”.

في ردّها أكدّت الراهب أنّها لم تُخرج فيلماً عن الحرب الأهلية اللبنانية “لأنّ ذلك يستلزم ساعات وساعات من التصوير وإظهار الزوايا المختلفة. ما فعلته هو تسليط الضوء على تجربتين شخصيتين لاثنين عانيا من الحرب الأهلية لا أكثر ولا أقلّ”.

وأضافت الراهب: “أحببت أن يكون الفيلم قاسياً جداً ومؤثراً في الجمهور، علّنا لو رأيناه بهذه العين، ننجح في تجنيب البلد الانزلاق في حرب أهلية جديدة”.

السابق
مركز الخيام للاتحاد الاوروبي: المشاريع المنفذة باتت متخلفة
التالي
جريحة نتيجة اصطدام سيارة بالدامور