بري: لا أستطيع تقديم ضمانات للخليجيين بعدم وجود تهديدات أو قطع طريق المطار في لبنان

نبيه بري

اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في حديث لتلفزيون “الراي” الكويتي الى انه “لا يستطيع ان يضمن لا انا ولا اي فريق عدم قطع طريق المطار، فهذا الموضوع حتى لو كان يختص ببلد غير لبنان”، لافتاً الى ان “مثل هذه الأحداث وأي تظاهرة وقطع طريق قد تحصل في دولة أوروبية او خليجية او اي دولة من دول العالم، ولكنني بالنسبة للكويتيين، علمت علم اليقين وهذا امر يعرفه امير الكويت ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة والجميع، ان الكويتيين خصوصاً لا يلتزمون حتى هذا القرار بالمنع”، مضيفاً “حب الكويتي للبنان لا يقلّ، لا بل أقول صادقاً انه اكثر من حب اللبناني للبنان،  ولكن هذا الامر، هذا الحجر الذي ضُرِب بشكل من دول مجلس التعاون الخليجي، اعتقد انه ليس من مصلحة لا لبنان ولا من مصلحتنا كعرب،  ولو كان هناك خطر مصوّب نحو الكويتي او نحو السعودي او الإماراتي او كذا لما قلت هذا الكلام،  انما عندما يكون نتيجة احداث خارجية تحصل في اي بلد عليّ ان أقول هذا الكلام وأصرّ عليه”.
كلف الرئيس تمام سلام بتشكيل حكومة للإشراف على الانتخابات النيابية التي لم تجر، وحكومته تأتي الآن للإشراف على الانتخابات الرئاسية، هل في الأفق ما يشجع على القول ان هناك رئيساً جديداً للبنان في مارس او مايو المقبلين؟
وشدد على انه “لا بد من بت موضوع الرئاسة وإجراء انتخابات رئاسية في لبنان  قبل 25 أيار، فالمهلة الدستورية لإجراء هذه الانتخابات هي بين 25 أذار و25 أيار، وعندما قلت انني لا افتح هذا الموضوع قبل 25 أذار فذلك لأن صلاحياتي الدستورية لا تسمح الا بهذا الامر بدءاً من 25 مارس”، مشيراً الى انه “في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2007 – 2008 ، دعوتُ ضمن المهلة الدستورية الى 18 جلسة لانتخاب الرئيس وكان لا يوجد النصاب الكافي لأن نصاب جلسة الانتخاب في الدستور اللبناني هو ثلثا عدد النواب، ولذلك لا بد خصوصاً في بلد مثل لبنان من محاولات التوفيق، وأقول انني لن ابدأ قبل 25 أذار، ليس حباً بتأجيل الامر لا سمح الله، بل على العكس نريد انتخابات رئاسية ولكن لا بد من ان “نولف” اذا صح التعبير لهذه الانتخابات كي نستطيع ان نؤمن النصاب فلا يحصل معنا كالمرة السابقة، اذ تطلّب انتخاب رئيس اشهراً عدة وتجاوزنا المهلة الدستورية”.
وأضاف “مما لا شك فيه أن لبنان من دون حكومة امر معرقل في الحقيقة للكثير من الأمور خصوصاً التسوية السياسية في لبنان التي تؤثر على الوضع الأمني، والتي تنعكس بدورها على دول اخرى، ولكن، لا لماذا؟! لأن هدفي الأكبر من موضوع التقارب الايراني – الخليجي والإيراني – السعودي تحديداً هو لمصلحة لبنان، لمصلحة سوريا، ولمصلحة أكبر وأكبر لمصلحة الاسلام ولمصلحة ديننا الحنيف، هذا الدين الذي كما قلتُ في مجلس الامة، لا يوجد في الاسلام دين اسمه دين الشيعي او دين السني او دين كذا وكذا، يوجد في الاسلام دين اسمه الدين الاسلامي ويوجد مذاهب، وانا أعتقد ليس اعتقاداً مجرداً، أو أقول كلاماً سياسياً بل كلام عقائدي، ان كل سني هو شيعي وكل شيعي هو سني، أليس السني من سنة الرسول وكل الشيعة يؤمنون بسنة الرسول؟، أو ليس الشيعي هو موالاة أهل البيت وكل السنّة يوالون أهل البيت؟، السني ليس اخي، السني هو انا”، معتبراً ان “هذا الموضوع يستغل الآن على اعلى المستويات لإيجاد حرب في اكثر من منطقة وفي اكثر من بلد، انه المنحى الآن في سوريا وفي العراق وفي البحرين الى آخره، فأي بلد من البلدان الاسلامية والعربية ليس في وضع قلق نتيجة هذا الامر؟”، لافتاً الى انه “حتى في لبنان الآن يحاولون أيضاً ان يلعبوا هذه اللعبة النارية ضمن موضوع الطوائف والمذاهب. ولبنان فيه 18 طائفة، لذلك الحكمة من التقارب السعودي الايراني تسهيل الأمور للكثير من الحلول”، مؤكداً ان “هذا التقارب يؤثر مباشرة اكثر ما يكون على نقاط الالتهاب وخصوصاً في سوريا ولبنان”.
وسأل “لماذا لم ينجح مؤتمر جنيف؟”، مشيراً الى ان “كان من الأفضل دعوة الجمهورية الاسلامية الإيرانية الى جنيف، ووجود تقارب سعودي – إيراني”، معرباً عن اعتقاده ان “جنيف سيأخذ وقتاً لنكون على الأقل مع جنيف 2 او 3 او 4، ولكنني متيقن بالنتيجة من وجود حل، وهذا الامر انا لا أقوله هكذا”، مضيفاً “نحن عام 1975 ابتلينا في لبنان بحرب أهلية وطائفية بقيت أربعة عشر عاماً، وسقط 150 الف شهيد، دفعنا أثمانا غالية، فيكف تم حل الأمر بالنتيجة؟! بأن اجتمعنا في الطائف وكان على الطاولة من هو واضح في الصورة، ولكن تحت الطاولة كان كل مَن له علاقة، وبالنتيجة حصل هذا التوافق وهذه الملاقاة ووصلنا الى ما وصلنا اليه من اتفاق سياسي لم نطبّقه بكامله حتى هذه اللحظة ولكن “تواسينا ومشي الحال، لا بد من هذا الامر، وليس من الضرورة ان ننتظر 14 عاماً بالنسبة لبلدان اخرى، علما اننا اذا انتظرنا نحن، الآخرون لا ينتظرون”، مشدداً على ان “لا احد يسأل عن فلسطين اليوم، لا احد يسأل عن القدس ولا احد يسأل عن مقدساتنا كلها، اما ان الأوان أن نستفيق؟”.
ورداً على سؤال حول عدم رضى جمهور 8 أذار عن الحكومة اللبنانية الجديد، لفت الى انه “فرد من افراد، وأزعم انني احد المؤسسين لها، هذه ليست تهمة، هذا شرف لا أنكره وادعيه”، متسائلاً “من قال ان الحكومة ليس لها شعبية ضمن حدود 8 آذار؟”، مشيراً الى ان “مشكلة مواقع التواصل هي ان فرد واحد يمكن ان يثير بلبلة في شتى أنحاء العالم حول موضوع معين ويكون غير واقعي، والحكومة اللبنانية وافق عليها الجميع، ونحن انتظرنا نحو 11 شهراً كي نصل الى حكومة جامعة”، مشدداً على ان “ليس المطلوب الآن البحث في الحصص، وانا تكلمت انه بقينا 10 أشهر نناقش وزارات سيادية، وفي رأيي هي ليست سيادية، ونحن نريد وزارة للتخطيط ووزارة للمغتربين، ففي لبنان هناك اربعة ملايين موجودين في الداخل ولكن يوجد 14 مليوناً في الخارج”.
كما وأضاف “نحن اللبنانيين نتمثّل في برلماننا بـ 128 نائباً، بينما نحن موجودون في 19 برلماناً في العالم، وعددنا لا يحصى كنواب كانتونات وكنواب فيدراليين  حيث يبلغ عددنا نحو 159 نائباً بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وأستراليا وغيرها، اذن الوزارة السيادية الحقيقية هي وزارة المغتربين، او وزارة التخطيط حتى لا يبقى لبنان يسير بشكل غير مخطط له وغير ممنهج. صدّقوني وانا احد أركان 8 آذار، ان هذا الامر سيستبين بين يوم وآخر”، مشيراً الى انه “من الطبيعي عندما تُشكل حكومة تضم 24 وزيراً ويكون مرشحاً لها على الأقل 224 “بدن يزعلوا وبيبلشوا يشتغلوا عالتلفونات وعلى غير التلفونات”، لا أعتقد أن هذا الامر جدي”.
واوضح انه “ليس المهم أشخاص الحكومة سواء كانوا من 8 او 14 آذار، الفكرة الاساسية اننا أوجدنا حكومة جامعة ونحن في أحوج الوقت لعلامة الجمع وليس لعلامة القسمة او الطرح”.
وقال بري “الهدف من التفجيرات ليس ما يقال، بل الهدف هو إيقاع الفتنة في لبنان. والموجة التي تعمّ العالم العربي مطلوب ان تعم لبنان الذي هو موقع مقاومة أساسي، والبلد الأوحد في العالم الذي استطاع ان يسجل انتصاراً على اسرائيل من دون اي محادثات او مفاوضات على الإطلاق”، مضيفاً “لو سألت مَن قتل محمد شطح؟، فهل محمد شطح كان يقاتل في سوريا كشخص؟، لماذا استهداف الشخصيات اللبنانية والجيش اللبناني وغيره؟، هل الجيش اللبناني يقاتل في سوريا؟، لا اريد ان أتكلم عن نفسي او عن غيري، هناك استهداف واضح تماماً والمطلوب من خلاله الفتنة في لبنان، اي ان تقع الفتنة بين اللبنانيين، وايضاً استغلال الموضوع بما يتعلق بالموضوع السني الشيعي الذي سبق ان تحدثتُ عنه”، معرباً عن “أعتقاده “انه يجب التنبه للأصابع الإسرائيلية، لأن وراء هذا المخطط الشامل ليس فقط في لبنان بل في مناطق أخرى وضمن استغلال هذا الموضوع المذهبي دائماً، وراءه هدف حماية اسرائيل”.
ورداً على سؤال حول لماذا لم تشارك حركة أمل في العمل العسكري في سوريا، أضاف بري “طالما ان الامر هكذا، لماذا اذاً حركة أمل ومناطقها مستهدَفة من الارهاب؟، أنتم اجبتم عنه”.

السابق
بهية الحريري: صمود ابناء صيدا وتضحياتهم هي التي اثمرت تحريرها عام 1985
التالي
الدنمارك تمنع «الذبح الحلال»: حقوق الحيوان قبل الدين