وهم عام: نصر المستقبل وهزيمة حزب الله

الحريري و نصر الله
هي حكومة "الهبوط الإضطراري" الذي جعل "حزب الله" في حاجة إلى "هزيمة معنوية" أمام خصومه في لبنان. ربما أملا في التخفيف من العمليات الانتحارية. تلك التي بات مؤكّدا أنّ الذين ينفّذونها هم لبنانيون. وهي حكومة "الحاجة الضرورية" لدى "تيّار المستقبل"، الذي يحتاج إلى جرهة أوكسيجين في مواجهة "حزب الله" من جهة، لكن "جبهة النصرة" و"داعش" من الجهات الأخرى كلّها.

في لحظة “داعشية” شديدة القوّة. في لحظة “الحرب الوجودية” التي يخوضها “حزب الله” في سوريا. في لحظة الإحساس العارم بالهزيمة لدى جمهور “المستقبل” ومن ورائه الذين يعرّفون عن أنفسهم بأنّهم “أهل السنّة” في لبنان. في لحظة الإحساس العارم بأنّ “النصر مكلفّ” لدى جمهور “حزب الله” ومن ورائه الذين لا يرون أنفسهم غير “شيعة” في لبنان، أو “شيعة أوّلا” قبل “لبنانيين”.. في هذه اللحظة، ولدت الحكومة أمس.

هي حكومة “الهبوط الإضطراري” الذي جعل “حزب الله” في حاجة إلى “هزيمة معنوية” أمام خصومه في لبنان. ربما أملا في التخفيف من العمليات الانتحارية. تلك التي بات مؤكّدا أنّ الذين ينفّذونها هم لبنانيون أبا عن جد وليسوا سعوديين أو عملاء إسرائيليين. لبنانيون بما يعني أنّ هناك من قرّر هدم الهيكل على رؤوس الجميع. والهيكل يحميه حكّامه والمستفيدون منه.

وهي حكومة “الحاجة الضرورية” لدى “تيّار المستقبل”، الذي يحتاج إلى جرعة أوكسيجين في مواجهة “حزب الله” من جهة، لكن “جبهة النصرة” و”داعش” من الجهات الأخرى كلّها. وهو ما بدا واضحا في خطاب الرئيس سعد الحريري بالذكرى التاسعة لاغتيال والده رفيق الحريري.

هكذا بدا “تيار المستقبل” منتصرا باللواء أشرف ريفي في وزارة العدل والنائب نهاد المشنوق في وزارة الداخلية، وبدا “حزب الله” مهزوما بحقيبة يتيمة ووزير دولة. لكنّه نصر من رماد، وهزيمة من كرتون.

“حزب الله” يمسك الأمن في لبنان بلا “وزارة الداخلية”. ويسجن من يشاء، ويطلق سراح من يشاء، بلا وزارة العدل. هذا ما فعله حين ساهم في إطلاق فايز كرم، وهذا ما فعله حين سجن عمر الأطرش وعباس نعيم، ومنع إلقاء القبض على رفعت وعلي عيد.

“حزب الله” أعطى الوزارة إلى ريفي، وبقي ممسكا بـ”العدل” وأعطى الوزارة للمشنوق وبقي ممسكا بـ”الداخلية” وأعطى الوزارة إلى جبران باسيل وبقي ممسكا بـ”الخارجية”، في معركته السورية وفي الملفات الأخرى.

“حزب الله” همّه في سوريا، ولبنان “حديقة خلفية” لا يريد “مناوشات” فيها خلال المعارك المتبقية، التي يريد من خلالها العودة إلى بيروت، حول السرايا الحكومية وداخلها، منتصرا. تماما كما فعل حين وصف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بـ”حكومة المقاومة” خلال حرب تموز 2006، وعاد بعد “الانتصار” إلى المطالبة بإسقاطها لأنّها “حكومة الخونة والعملاء والشاي في مرجعيون”.

و”تيار المستقبل” يريد السلطة في لبنان لترميم بعض إفلاس ماليّ من هنا، وبعض إفلاس شعبي من هناك، أمام الأصوليات والمال “الميقاتي” والعسكر “الحزب اللهي” – السنّي” بين طرابلس وصيدا وبيروت.

هي حكومة اللحظة التي نعيشها، وقد تتغيّر اللحظة هذه في أيّ لحظة، وندخل بعدها في دوّامة استقالات أو “حصار سرايا” كما في 2006 و2007، أو 7 أيّار كما في 2008 أو انتخابات “بلا نتيجة” كما في 2009.

السابق
الممثلة « إلين بيدج » مثلية !
التالي
دوّامة الإرهاب العراقي: مزيد من والدم