إنفتاح إيران على الغرب ساعد بإخراج لبنان من أزمة الحكومة

أجمعت الأوساط السياسية اللبنانية لصحيفة “الحياة” على أن “ما أسهم في إخراج لبنان من الفراغ الحكومي المديد تلاقي مجموعة من الاستحقاقات الداخلية والعوامل الإقليمية، حتمت تخلي قوى “8 آذار” عن اشتراطها الحصول على الثلث المعطل الذي يعني حق الفيتو، وتراجع قوى “14 آذار” عن اشتراطها انسحاب “حزب الله” من سوريا للاشتراك معه في الحكومة، أبرزها اقتراب انتخابات الرئاسة الأولى التي تبدأ مهلتها الدستورية في 25 آذار المقبل قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس سليمان في 25 أيار والحاجة الدولية الملحة الى مظلة حكومية لإدارة مواجهة ارتدادات القتال في سوريا واشتراك “حزب الله” فيه، وانتقال العمليات الإرهابية الى لبنان، ولتلقي المساعدات الكبيرة المقررة للجيش بعد الهبة السعودية بقيمة 3 بلايين دولار، نظراً الى تلاقي الدول على الحؤول دون تحول لبنان الى ساحة اقتتال امتداداً للساحة السورية، في وقت تسعى الدول الكبرى، لا سيما أميركا وروسيا الى تفعيل مسار التفاوض على حل للأزمة السورية في مؤتمر جنيف2″.

وأشارت الأوساط التي شددت على التلاقي الخارجي على حفظ استقرار لبنان، أن “عامل الانفتاح بين إيران والدول الغربية لعب دوراً مساعداً على الدفع في اتجاه إخراج لبنان من الأزمة الحكومية حيث إن طهران تبعث منه برسائل التهدئة في المنطقة”.

وإذ إعتبرت أن “قيام الحكومة يعكس التأقلم اللبناني مع هذه العوامل الخارجية”، أشارت الى أن “إعلان الحكومة جاء ثمرة مظاهر عدة لهذا التأقلم منها انفتاح رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب العماد ميشال عون على تيار “المستقبل” الذي أسهم في إزالة عقبات من أمام الحكومة بعد أن كان حُرِم في اتفاقات سابقة على تركيبتها من حقائب أساسية. كما ترافق تسهيل تأليفها مع تواصل بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة الأسبق الحريري للثناء على المواقف التي أدلى بها في كلمته في ذكرى والده والتي خصه فيها باعتباره “قيادياً له باع طويلة في ترميم الجسور”. كما أجرى الرئيس ميشال سليمان اتصالاً بالحريري لينوّه بجهوده “لملاقاة المساعي لتشكيل الحكومة”، بعد أن اقترح زعيم “المستقبل” توزير النائب نهاد المشنوق بدلاً من اللواء أشرف ريفي الذي اعترض “حزب الله” على توليه حقيبة الداخلية”.

وتوقعت الأوساط نفسها أن “يشكل صوغ البيان الوزاري الذي سيحدد مهمات الحكومة، تحدياً مهماً في إيجاد حل لموضوع خلافي يقضي بالاستغناء عن معادلة “الجيش والشعب والمقاومة” التي يصر عليها “حزب الله” كغطاء لشرعية احتفاظه بالسلاح كحزب مقاوم والتي ترفضها قوى “14 آذار” وتطالب مع سليمان وسلام وجنبلاط والبطريركية المارونية بإعطاء الأولوية لـ”إعلان بعبدا” وتحييد لبنان كبديل منها”.

السابق
وزراء من فريق 8 آذار وقّعوا مئات المعاملات بالأيام الأخيرة
التالي
الوطن السعودية: 14 آذار لن تسمح بصيغة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري